{ حسب قراءة منظماتية، أن كلفة الحرب بين دولتي السودان الشمالي والجنوبي (إذا ما حدثت) تبلغ مائة مليار دولار. وهذه تذكرني بمفارقة ذلك الرجل الذي طفق يوصف شكل الذئب الذي أكل سيدنا يوسف، فقيل له إن الذئب لم يأكل سيدنا يوسف. فقال إذن.. هذا هو وصف الذئب لم يأكل سيدنا يوسف عليه السلام. فالحرب حالة اندلاعها بين الدولتين، ستبلغ كلفتها مائة مليار دولار وهي عبارة حسنة المظهر سيئة الجوهر. وربما ستكون بليغة (وشريفة) لو أنها صدرت من غير تلك المنظمات المشبوهة التي ساهمت بقوة في ترسيم انفصال الدولتين هكذا كلما كان الجيش متقدماً، كلما اهتز الضمير الإنساني العالمي. وكلما تعرَّضنا لمباغتة أولئك الثوار، يذهب ذلك الضمير الإنساني في إجازة مفتوحة! فمنذ متى كان هذا العالم المجنون ومنظماته حريصاً على مواردنا، بل منذ متى كان حريصاً على آدميتنا وإنسانيتنا؟. فالغرض أصلاً وراء صناعة مناطق فوضوية في دارفور وفي كردفان والنيل الأزرق هو إهلاك الثروات الوطنية وجعل الدولة الوطنية تنهار ثم تتوزع تركتها بين الحلفاء.. نعم..إن الحرب مكلفة، بل مكلفة جدا.ً بل إن الذي أكثر كلفة منها هو هذا (التباكي الماكر).. إنها حربنا سنخوضها إن فُرضت علينا.. ومشيناها خُطى كُتبت علينا، ومن كُتبت عليه خُطى مشاها. لكن دعونا من أولئك (الخواجات)، فتعالوا نتسوَّق في كبريات أسواق مهازلنا وتناقضاتنا العربية. قالت عارضة الأزياء الإسبانية التي تتهم الملياردير الأمير الوليد بن طلال باغتصابها -حسب أهرام الجمعة- قالت في دعواها لم أشرب الكثير من الكحول، لكنني أعتقد أنه قد تم وضع شيء في الكأس، وذلك خلال لقائهما في أحد نوادي الليل، وذكرت أنها بعد ما استيقظت في غرفة نوم فخمة على ذلك اليخت أحست بشخص فوقها يقبلها و.. و..و { فبرغم فظاعة وسفاهة هذا الخبر الذي تداولته وسائط إعلامية عالمية، على أن (ناقل الكفر ليس بكافر)، إلا أنه يبقى من واجب السلطة العربية الرابعة، أن تنشر مثل هذا الغسيل حتى لا تظل الشعوب الإسلامية والعربية في غزة والسودان والصومال تنتظر (مليارات هؤلاء الأثرياء). فبقليل من مواردنا الضعيفة وإرادتنا القوية الباهظة ومعية الله سبحانه وتعالى، يمكن أن ننتصر. فالدولارات العربية والكرامة والمروءة والتاريخ كلها يمكن أن تُنفق ذات ليلة حمراء باهظة التكاليف. { أيضاً قد وردت في إحدى الدراسات الاقتصادية الجادة، أن ما تنفقه الدول العربية الثرية في استجلاب (لعب الأطفال)، يمكن إذا ما وُجِّه إلى دولة مثل السودان، يمكن أن يصنع الأمن الغذائي العربي الذي طالما هتفنا به في المحافل العربية. ولك عزيزي القارئ أن تحبس أنفاسك على أن مدخلات (لعب الأطفال) إذا ما وجدت الأمة يمكن أن تتحول إلى (مدخلات إنتاج) تكفي لصناعة الأمن الغذائي العربي. لكن السؤال الذي لا تجرؤ القمم العربية إشهاره في دورات انعقادها، من يشتري القمح الأمريكي؟ والسؤال بصورة أخرى من يستطيع أن يجرد واشنطن من سلاحها الأخطر الذي هو القمح؟.. فبالقمح تُذل أقواماً وتُرفع أخرى. كان الرئيس المخلوع حسني مبارك يقول (لولا واشنطن حأ أكل ثمانين مليون مصري من فين)؟! ولما دعاه السودان برغبة للزراعة، قال (أمريكا ما بتقبلش).! ومن المفارقات الاقتصادية في الدول العربية الثرية، إن الجماهيرية على عهد الطاغية القذافي قد احتفظت دائماً بمفارقة أن المواطن الليبي يعتبر أفقر مواطن في أغنى دولة. فخمسة وعشرون ألف مليار هي كلفة النهر الصناعي العظيم والذي لم يضف شيئاً للأمة العربية، فضلاً عن الليبيين. بل لم يستطع أمبوبه الضخم أن يخفي صانعه يوم صناعة الثورة الليبية. فلقد وقع في شر أعماله. { ومما أطربني في هذا السياق، قول أحد الصحافيين العرب بأن زكاة فقراء الدول الغنية تذهب لأغنياء الدول الفقيرة. بمعنى أن الذين يدفعون الزكاة في الدول الثرية هم الفقراء وليس المترفين الذين يملكونها في الأندية الليبية الغربية، وفي المقابل إن أثرياء الدول الفقيرة هم يمتلكون الحسابات والجماعات، فيستقبلون تلك الزكوات التي لا تعرف طريقها إلى جماهير الفقراء