خلدون قمر.. الأحداث الدامية المؤسفة تسير بوتيرة متسارعة، وبقدر ما نكررها كثيراً ان لكل مقام مقال ، نلوك أيضاً الجملة القائلة (لكل حدث حديث ) ، وتتجلى سطحيتنا عندما نختزل تفكيرنا في الكلام !! والذي نفسي بيده أرى جعجعة ولا أرى طحينا ، إذ كان يجب نعمل عقولنا في ما وراء الأقوال والأفعال والأحداث… الخ ،حتى نجنب البلاد والعباد كم الكوارث المهولة التي تقع من حين لآخر . انتم لا تقرأون هذه جملة لا أنساها ما حييت ، كان يرمينا به طيب الذكر ، د. عبد القادر استاذ التاريخ أيام الجامعة ، وهذا هو حال ساسة بلادي ، إذ انهم (لا يقرأون) مآلات الأمور السياسية والإقتصادية والحربية …الخ ، ولا يهتدون حتى بالتاريخ ، وإنما يأخذون الأمور بالبركة التي يتوهموها ، وإن لم تسير يأخذونها ب(العافية) ،(حمرة عين وزندية) ، أي رجالة !!! . معذرة إن السياسة في بلادي رسّخت ثقافة العنف ، وركبت موجتها ، وصارت هي فن الممكن دون غيرها ، ان الأُمي يمكنه أن يستلهم العظات والعبر ، رغم جهله ولكن يبدو ان جهل هؤلاء هو الجهل الذي يصفة مامون حميدة ب(الجهل المركب). من الذي رسّخ ثقافة العنف؟ هل هو المستعمِر الذي جعل من بعض البلاد (مناطق مقفولة) ؟ هل هي الحكومات المتعاقبة على السودان حتى 1989م ،التي حافظت على الوطن وفشلت في بتر ثقافة العنف ، ام هل هي الإنقاذ التي بترت الوطن وفشلت في إحتواء ثقافة العنف ، بل نشرتها على أوسع نطاق بالأفعال والأقوال حتى صارت البلاد بحق وحقيقة (رجل افريقيا المريض) ، كنت اشك في هذه المقولة ،ولكن الآن يمكن ان أبصم بالعشرة أسيان طرفي دامع اننا كذلك. وإذا ام روابة سُئلت بأي ذنب ضُربت ، أتتك الإجابة الواعية يا هذا ، من إنسانها بوعي وتعقل ،إذ انه لم (يشمّع) نكبته على من إستباحها ،وإنما على من كان سبب الإستباحة ، لأنها لم تكن (محروسة محمية) في الأصل . إن وجد لأم روابة إنسانها العذر فمن الذي يجد لأم دوم العذر !!! إذ انها أُ ستبيحت من قبل قوات النظام. ما بين ام روابة وام دوم مفارقات غريبة ، تصب في ماعون واحد (ثقافة العنف) التي رعاها النظام وجرّ إليها الآخرين جرا ، إذاً الفاعل واحد ، إذا نظرنا إلى كل مصائب الوطن في ظل نظام الخرطوم منذ قيامه ، من منظور بما كسبت أيديكم، أو هي بضاعتكم ورُدت إليكم ، ولسان حال الوطن يقول الفقد واحد .