وصلتني هذه الرسالة من قارئ كريم …. الأخ العزيز حيدر المكاشفي ….. السلام عليكم ورحمة الله ….. تحياتي العطرة لك ولقرائك الكرام ….. ليسمح لى السادة القراء أن أكتب عن واقعة أعتبرها مدخلاً للموضوع لأنها تأتى تحت عنوان التخلف ومنها نستخرج المؤشرات ومن ثم نحكم على مستقبل هذا البلد . أيما سعادة غمرت ابنى عندما أتيحت له فرصة منافسة فى منحة دراسية فوق الجامعية ، ذهب فرحاً لجامعته لإستخراج تفاصيل الشهادة وهى شرط فى قبول المنحة ، ومن هنا بدأت تفاصيل القصة المعتادة للواقع السودانى ألا وهى المماطلة والتسويف . الأسبوع الأول كان أسبوع المهندس ، الأسبوع الثانى خاص بالمؤتمر الفلانى ، الأسبوع الثالث غياب رئيس القسم لأسباب تخصه أما الأسبوع الرابع مرض احد المسؤولين ... وفى النهاية ضاعت فرصة المنحة . هنا لابد من ذكر ماعلقت به مسجلة الكلية عندما نبهها ابنى من مخافة ضياع الفرصة حيث ردت بالقول ( لو ربنا ما كاتب ليك ما حتلقاها ) . هذه هى القصة دعونا الآن نستخلص المؤشرات والحل . لنبدأ من نهاية الحدث أى من تعليق المسجلة لأنه يلخص العقلية وطريقة التفكير المغلوط . من قال إننا أخذنا بجميع الأسباب لنرضى بقضاء ( بما يقسمه ) الله وبما أننا قصرنا فى الأخذ بالأسباب حتماً ستأتى النتائج مخيبة للآمال . تذكروا دائماً من نكتب عنهم أساتذة جامعة أى علماء يفكرون ويمارسون منهجاً علمياً رصيناً إنهم منارة العلم التى يقتدى بها الغير وأولهم الطلاب حيث من المفترض ان يكونوا غدوة صالحة لهم ولكن... هيهات . استاذ الجامعة يغلظ مع طلابه ويتعامل معهم بأسلوب قهرى رجعى متخلف فماذا تتوقع من أجيال المستقبل غير القنوع ، الضياع ، فقدان الثقة فى النفس وباختصار لا نتوقع من هكذا جيل نجاحاً ... اذن ماهو الحل ؟ فى اعتقادى طالما توجد اقسام خاصة بتنمية الموارد البشرية من الأجدر ان يصاحب منهج تطوير مقدرات الفرد المهنية تطوير لسلوك الفرد ، فما أقعد السودانى عن مواكبة العالم وجعلنا من اكثر شعوب العالم تخلفاً الا السلوك الغجرى المتخلف والأمثلة على ذلك كثيرة فعلى سبيل المثال لا الحصر عدم تقديرنا واحترامنا للزمن ، لا نقدس أو نخلص فى العمل ، لا نتقبل الرأى الآخر ، نكثر من وضع الخطط ولكن التنفيذ يكون بأسلوب « اليوم الوقفة وبكرة العيد « ، لايكثرث أحدنا بقذف قارورة الماء بعد شرابها او بقايا طعامه من سيارته فى الطريق العام ..... الغريب فى الموضوع معظم من يمارس ذلك يعرف أنها فى حكم الجريمة ويجب أن يعاقبه ضميره فى حالة غياب القوانين المنظمة لهكذا حالة ، فى الجانب الآخر لابد من وضع لوائح وقوانين رادعة لكل مخطئ فى حق الشارع العام أو الموظف/العامل المقصر فى واجبه ومن ثم تعويضه للمتضرر من ذلك وقبل هذا وذاك لابد من تنشءة اجيال الغد على المفاهيم والسلوكيات الحميدة فتغرس من الصغر لتكبر معهم وتصبح من مكونات حياتهم العملية . أما فيما يخص موضوع ابنى وحتى لا أشترك فى جريمة السكوت عن المحظور عنه سأتابع القضية مع الجامعة المعنية ليتحملوا نتائج تقصيرهم والذى نجم عنه فقدان المنافسة للمنحة أقلها تعويضه بمنحة أو دراسة على حساب الجامعة وهذا هو منطق العدل .