أكدّت بعثات المراقبة الدولية تطابق الاستفتاء بشكل كبير مع المعايير الدولية . وواصل خيار الانفصال في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان تقدمه بنسبة عالية وصلت إلى 98% من بين الناخبين مع اقتراب انتهاء عملية الفرز التي بدأت منذ يوم السبت الماضي في كل مراكز التصويت بالشمال والجنوب، ويتوقع إعلان النتيجة نهائياً في الأسبوع الأول من فبراير المقبل، وأعلن عدد من المراكز بمدينة جوبا نتائج الاقتراع، وقالت (آن) بمركز جامعة جوبا إنّ عدد الذين أدلوا بأصواتهم لصالح الوحدة بلغوا فقط 46 ناخباً، في وقت بلغ فيه عدد أصوات الانفصال2.791 صوتاً، وفي جامعة جوبا دفع 69 ناخباً بأصواتهم في صندوق الوحدة مقابل 2.663 صوتوا لصالح الانفصال، وقالت المصادر إنّ الذين صوتوا في مركز (اطلع برة) 69 ناخباً لصالح خيار الوحدة مقابل3.350 ناخباً أدلوا بأصواتهم لصالح خيار الانفصال، وفي ولاية شرق الاستوائية لم تختلف النسبة كثيراً عمّا هي عليه في عدد ولايات الجنوب العشرة التي سارت على ذات النسق. ومن جانب المراقبين الدوليين فقد أكدت بعثة الاتحاد الأوربي أنّ التقرير المبدئي والاستنتاجات الأولية أكدت أنّ عملية الاستفتاء تمّت حتى الآن بكفاءة، وأنّها كانت جيّدة التنظيم وأدارها موظفون مدربون وأنّ تسجيل المقترعين تمّ بكفاءة ووفقاً للضوابط”، وقالت البعثة في تقرير أولي” يبدو واضحاً أنّ الجنوبيين شاركوا في الاستفتاء بشكل كبير وبما يزيد عن نسبة (60%) المطلوبة لصحة الاستفتاء”، وأشارت إلى أنّ أجواء الريبة والقلق حول قضايا ما بعد الاستفتاء والخلاف حول مستقبل أبيي أسهم في خلق مناخ وقعت فيه حوادث عنف معزولة أدت إلى خسائر في الأرواح في كل من أبيي و ولاية جنوب كردفان وولاية الوحدة”؛ لكنها نوّهت إلى “وجود بعض الخروقات الطفيفة والمعزولة التي لا تتجاوز (2-5%) وليس لها تأثير بالنسبة للتنظيم العام الجيد للاستفتاء”، وذكرت “من هذه الخروقات عدم التحقق من الحبر للمقترعين”، مشيرة إلى أنّ هناك طرقاً أخرى لمعرفة الذين اقترعوا ومنها قص أو ثقب بطاقة التسجيل أو ثقب اسم المقترع في السجل الانتخابي، كما أشارت إلى أنّ وجود الحراس في المراكز والمسلحين قد يكون مصدر خوف للمقترعين ولكن يمكن أن يكون لإضفاء نوع من الطمأنينة أو الهدوء”، موضحة أنّ الظروف التي جرى فيها الاستفتاء أفضل من الأجواء التي جرت فيها الانتخابات في أبريل الماضي. وفي ذات السياق وصف مركز كارتر عملية استفتاء تقرير مصير جنوب السودان بأنّها ناجحة ومتسقة بشكل كبير مع المعايير الدولية وأنّ المشكلات التي رصدها مراقبو المركز لا تقوّض المصداقية العامة وشرعية عملية الاستفتاء.