بكري الصائغ [email protected] 1- ***- واصبح مقدرآ ومكتوبآ علينا، انه لايمر يوم من الايام الا ويكون هناك خبرآ مشابهآ "صورة طبق الاصل" ونسخة مكررة من نفس الخبر بالصحف المحلية او بالمنابر والمواقع الالكترونية السودانية عن الامام الصادق المهدي او المرحوم محود عبدالعزيز او الفريق صلاح غوش!! ، ***- ومنذ شهور طويلة تاتي اخبارهم بالذات دون الاخرين من الشخصيات السودانية بصورة مكثفة وروتينية مملة ، والتي هي اصلآ اخبار (هايفة!!) لا تهم القراء بقليل او بكثير، وتكمن قمة الماسأة انها تاتي علي حساب اخبار سودانية وعالمية كبيرة هامة لا نجدها الا بالصحف العالمية!! 2- ***- بالله ماهي الاستفادة التي يجنيها القراء من الاطلاع علي خطب الصادق المهدي الطويلة المملة وتصريحاته حول الاوضاع المتدهورة في حزبه (فرع المؤتمر الوطني) الأمة سابقآ?!!…ولماذا اصبحت بعض الصحف المحلية وبعض المنابر التي تهتم بالشأن السوداني تعذب قراءها باسوأ من التعذيب في "بيوت الاشباح" بما يدلقه علينا الصادق من ملل الحديث الكلام كل يوم?!!… 3- وماذا يهمنا -نحن القراء- ان تقسيم تركة الفنان الراحل محمود "الحوت" وان الورثة قد انحصرت علي : زوجاته الثلاث "تقوى"، "أميرة" ، و"هبة"، وأولاده البالغون: "مصعب"، "راضي"، و"رامي"، والقصّر: "حاتم"، "حنين"، و"القصواء"، ووالدته "فائزة محمد طاهر"?!!، مع العلم ان اخبار هذه التركة ظلت طويلآ محل اهتمام الصحف بصورة كبيرة?!!…بالله ياناس الصحافة نسالكم ماذا يهمنا من هذا الموضوع الخاص باسر الراحل محمود?!! 4- ***- اما عن الفريق صلاح غوش والذي (مازال محتفظآ برتبته العسكرية ولم نسمع بتجريدها منه) فحدث ولاحرج، اصبحنا وبفضل اهتمام الصحف والمنابر بتكثيف خباره منذ لحظة اعتقاله في يوم 23 نوفمبر من العام المضي ونعرف عنه كل صغيرة وكبيرة خاصة كانت او عامه، بل وكانت هناك اشياء خاصة كثيرة ماكنا نعرفها عنه ابان زمان سطوته وجبروته، ولكن وبمجرد ان وقع وتم اعتقاله ،حتي انطبق عليه المثل السوداني المعروف ( ان وقع الثور كترت السكاكين)!!، فراحت الصحف وتبحث في كل صغيرة وكبيرة تخص حياته، وعرفنا منها اسم زوجته واسماء بناته واولاده واخوانه الاثرياء، وعرفنا انه يمتلك شركات في دبي وناقلات نفط وله علاقات حدادي مع ناس كبار بدولة الامارات. عرفنا من خلال اخبار هذه الصحف انه مريض بالقلب، وان الحكومة واشفاقآ منها علي حاله قد قامت بنقله لمستشفي "الزيتون" ليتلقي هناك العلاج علي حساب الدولة!!…وهي بالطبع مجموعة اخبار لاتهم القراء باي حال من الاحوال وزحمتنا بها الصحف "وادبتنا" بها طوال الخمسة شهور الماضية ومازالت!! 5- ***- هناك احصائية قديمة تقول ان عدد الصحف السودانية قد وصل الي 50 صحيفة يومية واسبوعية. ولكن من يطالع اخبار هذه الصحف المهولة العدد لايجد فيها مبتغاه من اخبار مهمة!! فقد اختفت تمامآ اخبار: (أ)- محاكم الفساد…نيابة الثراء الحرام…قضايا الفساد…قضايا القروض… خط "هيثرو"…التحقيقات مع مدير شركة الاقطان…التحقيق حول اغتيال الطلاب الاربعة بجامعة الجزيرة…التحقيقات البرلمانية حول سودانير وفساد من باعها?…التحقيقات حول بيع مشروع الجزيرة…بيع التلفزيون القومي…بيع هيئة الموانئ البحرية…استثمار قطر في قطاع الاثار…جمعة الجمعة الملياردير السعودي..فساد اخوان البشير وامتلاكهم لاراضي شاسعة بدون وجه حق…الفساد في وزارة الدفاع بحسب افادات الضباط الانقلابيين اثناء محاكمتهم… (ب)- اختفت الاخبار الخاصة بالمواضيع التالية: اطفال دار المايقوما…الاوضاع المزرية في ولاية النيل الأزرق بسبب حصار القوات المسلحة ومنع دخول مواد الاغاثة للمتضررين…اوضاع اللاجئيين السودانيين في مخيمات ومعسكرات بتشاد…اوضاع السكان في ابيئ…احوال السكان بمعسكرات دارفور…الاوضاع المتردية بمنطقة كجبار…سوء الاوضاع في حلفا القديمة بسبب ممارسات المعتمد… (ج)- ***- ويندر ان تنشر الصحف المحلية اخبارآ عن: احوال صحة البشير…هل علي عثمان مريض بسرطان الدم?…مرض وزير الدفاع بالسكري!!… (د)- وممنوع علي الصحف المحلية منعآ باتآ التطرق لمواضيع: علاقة الحزب الحاكم في السوادن بحزب الاخوان في مصر…علاقة البشير ببشار وهل النظام في الخرطوم مع او ضد الانتفاضة السورية? …نقد سياسات اي دولة عربية لاسلبآ ولا ايجابآ…نشر اي مقالات عن انتفاضات الربيع العربي…عدم الرد "صحفيآ" علي اي هجوم يصدر من صحف عربية علي السودان وخاصة اذا كان هجومآ من صحف والقنوات التلفزيونية الخاصة في مصر…ممنوع نشر اي اخبار او مواضيع عن السودانيين العالقون علي الحدود مابين تونس ومصر ولم تسمح السلطات المصرية منذ عام 2011 بدخولهم وايضآ التونسية…ممنوع التطرق لحال اللاجئيين في السودانيين في مصر ولبنان واسرائيل… (ه)- ***- يحظر علي الصحف المحلية وبصورة كاملة: نشر اخبار جهاز الامن والقوات المسلحة الا باذن خاص…نشر اخبار الصراع الدائر بالحزب الحاكم…نشر اخبار للقصر الا باذن خاص… نشر اي مواضيع حول النفط وعائداته…نشر مايدور في مناطق استخراج النفط…ممنوع نشر وبث اي اخبار عن سد مروي الا باذن خاص…نشر مايتعلق باسرة البشير وزوجتيه واخوانه…يحظر علي الصحف التطرق لاملاك وممتلكات أل البشير واخوانه وخاله…نشر اي اخبار تتعلق بوزارة الداخلية الا باذن خاص…ممنوع نقد سياسات وزارة الخارجية وايضآ ممنوع نقد سلوكيات الدبلوماسيين في الخارج…لايسمح اطلاقآ بنقد رئيس الجمهورية ونائبه الاول ومدير الاستخبارات والامن…ممنوع نقد القرارات الجمهورية…ممنوع نقد سلطات بوليس "النظام العام" وقوانين الجلد… والقطع من خلاف…والرجم…والاعدامات والصلب…ممنوع نشر اخبار الاغتصابات التي تتم في دارفور…نقد الاعتقالات بلا تهم… (و)- وهناك ممنوعات اخري علي الصحفيين مثل: نقد سياسات الاستثمار وهروب المستثمرين…الحال المزري بمستشفيات حميدة…نقد سياسة بنك السودان…نشر اخبار جامع "النور" بكافوري ومن بناه ومول تشييده?…النزاع حول حصص مياه النيل: السودان مع من? مصر ام اثيوبيا?!!…النزاع السوداني مع القاهرة حول حلايب… النزاع المسكوت عنه بين اثيوبيا والسودان حول منطقة الفشقة…منطقة ابيئ ويمنع الكتابة عنها او سفر اي صحفي اليها…ممنوع نقد السياسة الاقتصادية الصينية في السودان وتصديرها لسلع ومنتوجات محظورة في اوروبا لوجود مواد سامة بها… (ز)- ويندر ان تقوم صحيفة محلية ما بالكتابة عن: حرة الرأي…حرية النشر…حرية الاجتماعات والتظاهرات…حرية تبادل المعلومات…حرية النقد…حرية التعبير…حق المواطن في الاحتجاج السلمي…الاعتراض علي الاعتقالات بلا تهم محددة… 6- ***- واخيرآ، عندما وجدت الصحف المحلية نفسها ممنوعة من كل شئ تقريبآ، راحت وبما عندها من قليل حريات مسموح بها و(تفلقنا وتفور دمنا وتحرق اعصابنا) بخطب الصادق المهدي وتركة الحوت واعتقال غوش!! ***- اللهم ارفق بحال عبيدك في السودان… وارحمنا من اخبار "الفرسان الثلاثة".