صلاح الدين عووضة صدق السودانيون حين قالوا (التركي وللا المتورك).. والمثل الشعبي هذا نبت في تربة الحكم التركي (القاسية) التي دفعت ببعض بني جلدتنا إلى (الموالاة!!)- آنذاك- ليضحوا أشد بأساً من (أسيادهم).. وفي زماننا هذا انتشرت ثقافة (الموالاة) هذه بشدة منذ أن لوحَّت الإنقاذ أمام الأغيار ب(عظمة!!) مشاركة في الحكم اسمها (التوالي).. ومن أشهر الذين (توالوا) الراحل زين العابدين الهندي الذي عندما سأله كاتب هذه السطور عن معنى (التوالي) استشهد بكلمات العبادي الشهيرة (برضي ليك المولى الموالي فيك لازم الصبر الجميل).. والذين دخلوا إلى السلطة من بوابة (برضي ليك المولى الموالي) هذه- من جماعة الشريف زين- تحلوا جميعهم بصبر جميل إزاء ما جادت به عليهم الإنقاذ من (عظم!!).. وسعياً من بعض هؤلاء- ربما- لإظهار انتفاخة سلطوية تسعى لكسي العظام هذه لحماً يمدون أرجلهم خارج ألحفتهم (الصغيرة) فيجلبون على أنفسهم سخرية كامنة في المثل القائل (التركي وللا المتورك).. ووزير الإعلام- أحمد بلال- يمارس (توركةً) عجيبة هذه الأيام مع قرب الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد.. فعلى خلفية أحداث أم روابة وأبي كرشولا- والتي يبدو أنها (وقعت ليهو في جرح)- يبدو بلال ناطقاً رسمياً باسم الجيش تارة، وباسم المؤتمر الوطني تارة أخرى، وباسم مؤسسة الرئاسة تارة ثالثة.. وبالأمس بزَّ وزير الاعلام (المتوالي) أهل الإنقاذ أجمعين تنديداً بما سماه (استهداف الغرب للسودان بسبب توجهه الإسلامي).. وطفق يعدد من ثم- الوزير الحريص على الإسلام جداً- نماذج للإستهداف هذا في كلٍّ من أفغانستان وإيران والشيشان والسودان.. (طيب) يا سيد بلال يا (فالح)؛ من الذي انقذ مسلمي البوسنة من الإبادة حين وقف العالم الإسلامي كله (يتفرج) عليهم وهم يُذبحون؟!.. ومن الذي يدعم النظام (الإسلامي!!) في أفغانستان الآن بعد زوال حكم طالبان (الإرهابي)؟!.. وأليست باكستان دولة (إسلامية!!) ذات سلاح (نووي) أم أنها (صبأت) إرضاءً للغرب هذا؟!.. وماذا يقول السيد بلال في السعودية التي (يتركها) الغرب تمارس تطبيقها (الشريعة الإسلامية) دونما مضايقات من جانبه؟!.. ثم أليس (إسلامياً) نظام محمد مرسي (الإخواني!!) في مصر القريبة هذه الذي تتهمه المعارضة بالإرتماء في أحضان أمريكا؟!.. بل وألم يكونوا (مسلمين)- السودانيون- من قبل أن تأتي الإنقاذ أم إنهم كانوا على دين أجدادهم أيام ممالك النوبة (المسيحية) يا ترى؟!.. المسألة وما فيها- أخي المتوالي- أن هنالك دولاً أدمنت نظرية المؤامرة حياءً من الاعتراف بأخطائها بمثلما يفعل الآن صاحب مقولة (المؤامرة الكونية!!) المضحكة في سوريا.. فاستهد بالله- إذن- وأرخِ قليلاً عنا وعنك حزام (التركنة) المؤذي (كلامياً) هذا.. وخلِّ حكاية تجديد الاستوزار هذه على الله!!!!!