توعد نافع على نافع وعدد من قيادات المؤتمر الوطنى من وصفوهم بالطابور الخامس ، مركزين هجومهم على الحزب الشيوعى وصحيفته (الميدان) . وقال نافع خلال مخاطبته أمس ندوة سياسية بميدان الناشئين بحى الإنقاذ بالخرطوم جنوب ، بحسب ما اوردت (سونا) ، ان هناك (طابور خامس بالخرطوم) ، يسعى لتضليل المواطن ومده بالمعلومات الخاطئة والسعي (لتدمير وحدة البلاد وتفكيكها)، وقال ان الحزب الشيوعي يسعى الى (التحريض ضد الوطن ) عبر صحيفة (الميدان) مدعياً بانها أصبحت الناطق الرسمي باسم عرمان والجبهة الثورية. وأضاف نافع ان (الطابور الخامس) لا مقام ولا كلمة لهم بين أهل السودان. ووصف المعركة ضد الجبهة الثورية والمعارضة بانها كمعركة (بدر) ! واضعاً المفسدين فى مقام الصحابة الاوائل ، وهو (ابوالعفين) فى مقام المصطفى صلى الله عليه وسلم!. وقال احمد بلال عثمان وزير الإعلام فى نفس الندوة (ندعو الى حرية الصحافة والإعلام ولكن عندما يكون الاعلام ضد مصالح الوطن فاننا نرفضه ولا حرية له). وبالطبع يحدد هو وزمرته (مصالح الوطن)!!. وفى ذات السياق ، طالب علي عثمان طه، الصحافة بالابتعاد عن (الإثارة)، وضرورة تقديم (النصح) لمتخذي القرار بصورة (مسئولة)، عند لقائه أمس وفداً من الاتحاد العام للصحافيين السودانيين الحكومى . وقال المحلل السياسي ل(حريات) ان المؤتمر الوطني يحاول تحقيق هدفين في ذات الوقت ، فمن جهة يحاول إعطاء الإنطباع بتوسع هامش الحريات في البلاد ، حتى يقلل من حدة الازمة السياسية ويعزل القوى الديمقراطية في المدن عن الإنتفاضة المسلحة لجماهير الريف ، حيث ان تكامل العمل السلمي الجماهيري في المدن مع العمل المسلح سيؤدي للإطاحة بالنظام ، ومن الجهة الأخرى فإنه لا يريد ان يؤدي (هامش الحريات) إلى ما لا يرغب فيه ، ولذا يحاول فك طرفي المعادلة بتخويف القوى الديمقراطية وإرهابها بحيث تستسلم لأجندته دون الحاجة إلى إجراءات أمنية قاسية تفاقم من الأزمة السياسية . وأضاف المحلل السياسي ان قيادة الحزب الشيوعي تحديداً ، ورغم محاولات التشويش التي تستند على ربع قرن من تخريب الحياة السياسية والمدنية ، رفضت الإستسلام لسيناريو المؤتمر الوطني ، ورغم تحفظاتها المفهومة والمشروعة على العمل المسلح ، إلا انها لم تنزلق إلى ما يريده المؤتمر الوطني بإدانة العمل المسلح والإصطفاف خلف الجلاد بدعوى وحدة (الجبهة الداخلية!) ، وفهمت بأنه رغم الخلافات التاكتيكية مع حركات الهامش فان العدو واحد ، وما دام المحتوى الرئيسي لنضالات السودانيين من شتى المناطق – الديمقراطية على تعدد مستوياتها كديمقراطية سياسة وإقتصادية وإجتماعية وفي العلاقات بين قوميات البلاد المتعددة ، فإن الإستراتيجية واحدة وان إختلفت التاكتيكات ووسائل النضال . وقال المحلل السياسي انه بناء على ذلك ليس غريباً ان تستهدف حملة الترهيب الحزب الشيوعي بصورة رئيسية . واضاف المحلل السياسي انه ما من عاقل يمكن ان يطالب القوى الديمقراطية بإعتماد تاكتيكات لا تستند على خبراتها التاريخية وقدراتها وأفضلياتها الفكرية والأخلاقية ، ولكن في المقابل فإن إتخاذ موقف معادي لحركات الهامش ، بأي ذريعة من الذرائع ، ليس خاطئاً وحسب ، وإنما كذلك إنتحار سياسي ، ذلك ان المؤتمر الوطني إذا إستطاع هزيمة أضخم التحديات في مواجهته – حركات الهامش – فلن يعصمه عاصم عن الإلتفات بعدها نحو القوى الديمقراطية ومحاولة تحطيمها بأسوأ حملات القمع والتنكيل .