ورد في آخر الأخبار السودانية أن دولة جيبوتي الشقيقة قد طلبت الاستفادة من خبرات السودان النفطية لتطوير انتاجها النفطي (انتهى الخبر)! السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يملك السودان أي خبرات نفطية حقيقية حتى يصدرها لجيبوتي أو غامبيا أو أي دولة أفريقية أخرى؟ من المعروف لكل من هبّ ودبّ أن الأمريكان هم من اكتشفوا نفط السودان الموحد (قبل انفصال الجنوب) وأن الصينيين هم الذين استخرجوه من باطن الأرض وأن العمال والمهندسين السودانيين كانوا يعملون في أعمال نفطية هامشية أي في مجال الأعمال والخدمات النفطية المساندة فقط لا غير، أما أعمال التنقيب والاستخراج الأساسية فيقوم بها عمال ومهندسون أجانب عبر تكنولوجيا أجنبية قادمة من وراء البحار. بعد انفصال جنوب السودان، ذهب معظم النفط إلى الجنوب وخرجت عائدات النفط المليارية الدولارية من ميزانية جمهورية السودان ثم أدت الخلافات السياسية والأمنية بين السودان وجنوب السودان إلى وقف الجنوب لضخ النفط الجنوبي عبر انابيب الشمال وحرمان الشمال من رسوم عبور النفط الجنوبي الأمر الذي أدى إلى تعريض السودان وجنوب السودان لأكبر وأخطر الازمات الاقتصادية، علماً بأن أغلبية السودانيين في جمهورية السودان يعتقدون أن مدن جمهورية السودان لم تستفد فائدة مادية محسوسة من مليارات النفط عندما كان السودان موحداً ولم تستفد حتى من الزفت بدليل أن معظم شوارع المدن السودانية الكبرى ما زالت محفرة حتى تاريخ اليوم ولا تصلح لمرور العربات أو حتى الدواب! أخيراً اتفق السودان وجنوب السودان على إعادة ضخ النفط الجنوبي عبر انابيب النفط الشمالية ، وهللت حكومة السودان لاعادة مرور النفط وكادت أن تغنى له أغنية البنات (البي العصر مرورو) والسؤال هو: إذا كان السودان لم يستفد من النفط حينما كان يملكه كله فكيف يستفيد الآن من مجرد مروره فقط؟! على أي حال ، لدينا نصيحة واحدة لاخواننا الجيبوتيين الداقسين وهي أنه يجب عليهم أن لا يحاولوا حلب اللبن من الثور السوداني سواء أكان شمالياً أم جنوبياً لأن فاقد الشيء لا يعطيه حتى لو أراد ذلك!