[email protected] 108 عام هي عدد السنين التي قضاءها اهل ابيي في اقليم كردفان السودانية منذ ان حولت ارضهم الى شمال السودان وكل الاجيال التي عاشت في تلك الحقبة لم ينعموا ابدا بالنوم الهاني والبال الصافي… انها رحلة طويلة من الالم والامل المنشود بالعودة الى الارض الام لكن دون الجدوى فكل المحاولات تبوح بالفشل فقد حس الانجليز بالذنب و حاولوا استرجاع ابيي مرة اخرى الى الجنوب ففشلوا فشلا ذريعا وغادروا بلاد السودان الى الابد دون الاكتراث بما سصيب اجيال دينكا القادمون من ضرر و في فترة الحرب الاولي بين الشمال و الجنوب والتي انتهت باتفاقية اديس ابابا فشلت تلك الاتفاقية في تحقيق طموحات دينكا نقوك بالعودة الى جزورهم في جنوب السودان وهكذا الى ان اندلعت الحرب مرة اخرى بين الشمال و الجنوب ثم انتهت تلك الحرب باتفاقية السلام الشامل و التي خصصت فيها بروتوكولا خاصة بقضية ابيي حملت الامل لسكان ابيي لكن للاسف بعد تلك الاتفاقية حرقت مدينة ابيي ودمرت تدميرا كامل مرتين على مراى و سمع كل العالم انها اتفاقية السلام القاتل … و ليس ذلك فحسب فكل المراحل التي اتت بعد توقيع اتفاقية السلام القاتل لم تكن سوي مسلسل سخيف من الحرب النفسية المدمرة لانسان ابيي باشراف الحكومة السودانية فقد فيها سكان ابيي ارواح لا تحصى و فقدوا في لمحة بصر حصاد عمرهم على يد مليشيات ماجورة سيئة السمعة واصعب ما في فصول تلك الحرب النفسية هي تلك المسميات الخاوية المعاني والتي تهدف الي تمويه انسان ابيي منها ما يسمى باستفتاء ابيي , و تقرير لجنة الخبراء والتي هي ملزمة و نهائية , وقرار محكمة التحكيم بلهاي والتي هي ملزمة ونهائية ايضا, ولجنة حكماء افريقيا , و لجنة الاتحاد الافريقي برئاسة ثابو امبيكي , و قوات اليونيسفا التي ستحمي سكان ابيي, والحكومة الانتقالية المشتركة الخ من المواصير ….. كل تلك المسميات لا تمثل سوي عوامل الفشل و مهديات لا تنفع حتي من معالجة نزلة برد. لكن حتي متي سيتعامل انسان ابيي مع مثل تلك المعطيات التي تاتي بنفس النتيجة دوما فكل المقترحات والحلول توصل طرفي التفاوض الى طريق مسدود واسباب الفشل تكمن في اصرار الحكومة السودانية على استخدام قبيلة المسيرية مخلب قط ليقدموا عذر اكبر من الذنب بالاتفاق علي النفاق فالحكومة السودانية تعرف جيدا اين هي مناطق المسيرية و العرب الرحل و المسيرية ايضا يعرفون جيدا انهم ليس اهلا للدخول في اين نزاع ارض مع دينكا نقوك فمجلد و بابنوسا هي مناطقهم ولا نريد ان نكون متطرفين ونطالب بعودة تلك المناطق الى دينكا نقوك لان اجدادهم عندما قدموا الى السودان وجدوا تلك المناطق ماهولة بدينكا نقوك ولكن في الوقت الحالي دينكا نقوك رضت باقل من حقها فدعوها و شانها. الان مرة اخرى دخلت قضية ابيي في نفق مظلم و السبب هو ان الحكومة السودانية رجعت الى عادتها القديمة في لعبة ضياع الوقت فقد تماطلت في تنفيذ مقترحات امبيكي و التي كانت ستتم على مراحل تبدا بادارة مشتركة ثم تكوين مفوضية الاستفتاء لتقام الاستفتاء في اكتوبر القادم و بما الحكومة السودانية تخاف من حدوث الاستفتاء كخوف الطالب الغير مجتهد من يوم الامتحان فبعد ضياع وقت الادارة المشتركة وولت بسبب تماطلها رجعت تطالب بتكوينها رغم ان الوقت الان حان لتكوين مفوضية الاستفتاء كي تمهد لاجراء الاستفتاء في موعده دون تاخير. قضية ابيي الان في الوقت المضاف بدل الضائع ونناشد الحكومة السودانية وقبيلة المسيرية بالامتناع عن التمادى والتعمد في تعذيب شعب نقوك وحرمانهم من مكتسبات السلام الشامل و شعب نقوك لا يمكن اثناء عزمهم في ممارسة حق تقرير المصير بالارهاب والترويع لكن تظل ممارسه حق تقرير المصير بالاستفتاء اقل تكلفة لكل الاطراف و بمثابة البلسم الشافي الذي سييخفف من حدة المرارات التي استمرت قرن من الزمان.