عين الرئيس الأميركي باراك أوباما ، أمس الأربعاء، سفيرة بلاده في الأممالمتحدة سوزان رايس مستشارة له لشؤون الأمن القومي خلفا لتوم دونيلون الذي سيستقيل من منصبه اعتبارا من الأول من يوليو القادم. كما إختار أوباما أيضا المستشارة السابقة والخبيرة في قضايا الإبادة سامنتا باور لمنصب سفيرة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة خلفا لرايس. وكلا السيدتين معروفتان بمواقفهما القوية ضد نظام الإبادة في الخرطوم، ورئيسه المطلوب للعدالة الدولية عمر البشير. وكانت رايس عملت مساعدة لوزيرة الخارجية بإدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، ومستشارة لأوباما حول السياسة الخارجية بحملته الانتخابية الأولى قبل تعيينها عام 2008 سفيرة أممية. أما دونيلون فكان قد تولى منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي في أكتوبر/تشرين الأول 2010، ويعتبر أحد مخططي انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان قبل عام 2014، وشخصية أساسية بملاحقة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. يُذكر أن رايس سبق وأن رشحت لخلافة هيلاري كلينتون بوزارة الخارجية، وهي دبلوماسية رفيعة المستوى تحمل شهادات علمية عالية ومعروفة بصراحتها. عرفت دائما بمواقفها الصارمة حيال الحكومة السودانية وانتقادها لانتهاكاتها لحقوق الإنسان، آخرها تصريحاتها أمام مجلس الأمن بشأن قصف الخرطوم للمدنيين في جبال النوبة والنيل الأزرق هذا الأسبوع، مما عرضها دائماً لهجوم دبلوماسيي (الإنقاذ) وإعلامها، وعلى سبيل المثال، كتب صديق البادي بصحيفة (الانتباهة) الموالية ل(الانقاذ) مقال عن رايس في يناير الماضي جاء فيه: (سوزان رايس تكنّ للسودان كراهية وحقداً دفيناً لا تخفيه وعداءً سافراً لا تواريه وتداريه والشواهد على ذلك عديدة ومنطلقاتها عاطفية وبحكم خلفيتها الزنجية وانكسارها النفسي ومراراتها المترسبة في عقلها الباطن عن التفرقة العنصرية والتمايز العرقي). وجاء في صحيفة (ديلي نيوز) الأمريكية أمس عن الخبر أن رايس التي كانت مرشحة لخلافة هيلاري كلينتون في منصب وزيرة الخارجية في إدارة أوباما الثانية فقدته بسبب النقد الكبير الذي تلقته من الجمهوريين، ولكنها تعتبر قد فازت عبر الخسارة. فبحسب الصحيفة (صحيح أنها لن تمتلك كوزيرة الخارجية طائرة خاصة بها، تسافر بها عبر العالم. ولكنها ستعطى شيئا ربما أكثر قيمة، وهو القرب اليومي من أوباما، فبحلولها محل توماس دونلين، ستكون الشخص الذي ينوّر أوباما بحالة العالم كل صباح). وجاء في الصحيفة أن رايس سوف تتقلد أعلى منصب للأمن القومي ومن ميزاته أنه (على عكس منصب وزير الخارجية فإن مستشار الأمن القومي لا يحتاج لموافقة مجلس الشيوخ. والمفارقة هي أن رايس سوف تقوم الآن مع أوباما بوضع الأوامر التي توجه سياسة وزير الخارجية جون كيري). بدورها شغلت سامنتا باور منصب مستشارة للرئيس حول الشؤون الدولية وحقوق الإنسان، وكانت قد فازت بجائزة بوليتزر تقديرا لكتاب ألفته حول (الإبادة الجماعية)، واشتغلت كإعلامية وأستاذة بجامعة هارفارد، وذلك قبل أن تلتحق للعمل بالإدارة الأميركية. وعرفت باور كناشطة متحمسة للدفاع عن حقوق الإنسان. ولسمانثا مواقف صارمة كذلك حيال الحكومة السودانية الحالية، وعرفت بانتقاد سياسة بلادها تجاهها وعدم اتخاذها المواقف الصارمة المطلوبة لوقف الإبادة. كتبت سمانثا باور في ال(نيويورك تايمز) في 6 أبريل 2004م بعنوان (تذكروا رواندا ولكن افعلوا شيئا بشأن السودان) مؤكدة أنه لا يمكن الانتظار للتأكد من حدوث الإبادة الجماعية قبل فعل شيء.وبنفس المعنى كتبت في 4 أكتوبر من نفس العام بعنوان (تسميتها إبادة لا تكفي) مؤكدة أن التسمية لا تهم ولكن المهم هو وقف الجرائم في دارفور.