ذهبت ذات يوم خطأ مع مجموعة من الأصدقاء إلى أحد مطاعم الأسماك بالخرطوم لكنا لا زلنا نادمين على “الخطأ الكبير” بعد أن دفعنا مبالغ من المال تكفي لعدة أيام لالتهام أسماك بسوق الموردة العريق، وعلى الطبيعة، لكنه ” جنون السياحة السوداني”، فقررت المجموعة بعد ذلك عدم المغامرة بالذهاب إلى مطاعم “زجاجية”، لا تختلف شيئاً عن كثير من المطاعم سوى ” ارتفاع الأسعار”. والغريب أن أي مطعم ” يقولون إنه ” سياحي”، لا تجد فيه سوى “الزجاج، والسيراميك، وطاقم خدمة مستورد، ولا تستفيد أنت سوى دفع فاتورة أعلى ، وهي حيلة ماكرة، انطلت علينا، حتى صدقنا أن السياحة ” هي النظافة”، أو ” ويترات، وشيف مستورد من خارج السودان”. ويبدو أنه “طشاش في بلد العمي” حيث وسيلة الترفيه الأكثر انتشاراً في الخرطوم، هي وجبة في أحد هذه المطاعم، لأننا نعيش حالة “بؤس، ونفتقر لمواقع الترفيه، والمعرفة، فلا مسارح، ولا سينما، ولا مكتبات عامة تستقبل الزائرين، ولا غير ذلك. تذكرت كل هذا بمناسبة تقارير صحافية عن اعادة الروح لدور عرض السنما بالخرطوم، وأنا هنا مثل طيف بعيد، يظهر ويختفي، أتذكر عبارة ” أين تسهر هذا المساء”، والتي تظهر فوق صفحات الصحف اليومية، ولا أذكر أنني ذهبت أكثر من ثلاث مرات على أثر تلك الاعلانات عن دور عروض السينما بالخرطوم، لأنني ما كنت أفهم كثيراً، معنى تلك الاعلانات، وفي ذات الوقت كنت أعيش بقريتي بالجزيرة، وبالتالي فان تعاملي مع قضايا المساء والسهرة، على صفحات الصحف، هو مثل تعاملي مع أحداث نائية لا يمكن الوصول أليها ، لكنني أذكر أن السينما المتجولة تأتي في بعض دوراتها، ويتجمهر مئات من القرويين في برد الشتاء، وتأخذني الحماسة فأذهب لكنني أنام قبل بداية العرض، لأجد نفسي صباح اليوم التالي فوق ” عنقريبي”، ولا أتذكر شيئاً من تلك السهرة. وفي المرحلة الجامعية حاولت مرةً، أو مرتين في سينما النيل الأزرق المجاورة للبركس، ومرةً بسنما بانت مع أحد الأصدقاء، وبعد ذلك صارت دور السينما من “ذكريات حقب بعيدة”، وبالطبع فإن تفتح وعينا مع فورات المشروع الحضاري الأكذوبة حالت دون معرفتنا بالسينما، سوى برنامج ” سينما سينما”، أو بعد ذلك ” روتانا سينما”، وام بي سي تو، وحتى القناة الهندية التي سرقت اهتمام كثير من الشباب. وقبل أيام رشحت تقارير تقول إن السودان يتجه إلى تفعيل دور السينما في المجتمع ومراجعة اللوائح والقوانين لمزاولة أعمالها مع إعادة فتح دورها التي أغلقت أبوابها لأسباب متباينة “فنية ومادية” بجانب إنتاج أفلام وثائقية على الطبيعة دون الحاجة إلى الخدع السينمائية. ونوه وزير الثقافة السموأل خلف الله، بدور السينما في الرقي بالمجتمعات، وقال إنه يجب تفعيلها بموجب نظم ولوائح جديدة، موضحا أن الإنتاج السينمائي في السودان بدأ مبكرا، وأن بيئة الدولة مهيأة لتصوير الأفلام، دون الحاجة لتصميم الخدع السينمائية. والفعل فالخبر جدير بالاهتمام، لأن السينما واحدة من منافذ الترويح والتثقيف، وبدأت السينما في السودان في الثلاثينيات من القرن الماضي، وكانت أول دار عرض هي سينما كلوزيوم بالخرطوم التي أنشئت في 1937، لتنتشر في الثمانينيات عدد من الدور مثل سينما “كوبر، الوطنية، الصافية، الحلفايا” ببحري، وفي أم درمان سينما “أم درمان”، الوطنية ، العرضة، الثورة، قصر الشباب والأطفال” وفي الخرطوم “قاعة الصداقة، الخرطوم غرب، النيل الأزرق، جنوب كلوزيوم”. شكراً مقدماً يا وزير الثقافة، وليتك تبدأ في صناعة سينما سودانية، مهما كانت “رتبابتها” وان نواصل الانتاج لأن التجويد لا يأتي من غير ممارسة، وخبرات. وليتك تنجح في فتح دور عرض جديدة، قبل أن يحول طيور ظلام المشروع الحضاري الأكذوبة كل البلاد لدور عرض سينمائية حية، وعلى الهواء مباشرةً، وعلى طريقة ” الآكشن”. استقالة حسن فضل المولى جاء في الأخبار أن مدير قناة النيل الأزرق حسن فضل المولى قدم استقالته من العمل في القناة، وهو خبر مؤسف، لأن النيل الأزرق، هي القناة الأفضل، من بين القنوات الباهتة، أو المتزمتة، أو تلفزيون الطيب مصطفى، ففضل المولى استطاع المضي بالنيل الأزرق مسافات، وجعلها قناة منوعات تحظى بنسبة مشاهدة مقدرة، ونخشى من وقوف الحرس القديم، وراء استقالة الرجل، لأنهم يريدون أسر القناة في جلباب التلفزيون السقيم، ويجعلونها واجهة أخرى من واجهات الملل، والرتابة. لا نمتلك التفاصيل حول صراعات كوادر الانقاذ، ولا مصادر لنا وسطهم، لكنا نشهد بأن حسن فضل المولى أفضل المدراء الحاليين، وأكثرهم معرفةً بطبيعة العمل الفضائي. نجوم الغد وعلى ذكر قناة النيل الأزرق، انتهت نسخة من نسخ برنامج ” نجوم الغد، وهو برنامج نجح في رفد الساحة الفنية بأصوات شابة مميزة مثل شريف الفحيل، وعصام أحمد الطيب، وعافية حسن، وفهيمة، وشموس، ومنار صديق، وشول أتيم. لكن البرنامج استمر ” نسخةً واحدة، تحتاج إلى بعث روح جديدة، وابتكار طريقة جديدة للتقديم والعرض، بالاضافة إلى الخروج من التقليدية، وسجن الأغنية السودانية في أغاني وسط السودان، وحقبة الحقيبة، وأغاني الحماسة، والألحان الدائرية، وكأن ذلك هو الغناء في السودان، فالبرنامج أهمل مدارس فنية كبيرة مثل مصطفى سيد أحمد، وعركي البخيت، كما أهمل الغناء باللغات الأخرى في بلد يتحدث أهلها أكثر من مائة لغة، ويتشهر بالتنوع الثقافي، وبثراء التراث، فلا يزال ” نجوم الغد”، هو اعادة انتاج لنجوم الماضي، بأصوات جديدة. طلب اذن خروج من البيت للمتزوجين طلب تصريح خروج من المنزل رقم ( ) زوجتي الحبيبة؛؛؛؛؛؛؛ إنا زوجك الموقع أدناه، و اسمي هو ——————————————- أرجو منكم موافقتكم الكريمة على طلب تصريح خروجي من المنزل في يوم: ———– الموافق — / — / —- من الساعة —— إلى الساعة —— وذلك للأسباب التالية:- 1- —————————————————————————- 2- —————————————————————————- 3- —————————————————————————- كما أتعهد لكم بصفتكم السلطة العليا بالمنزل بالعودة في الوقت المحدد حسب التصريح متحملاً أية عقوبة تنص عليها لائحة العقوبات أدناه. التوقيع ( الزوج ) ————————– خاص للاستعمال الرسمي ( الزوجة فقط ) بعد الإطلاع على طلب تصريح الخروج من المنزل والمقدم من زوجنا الحبيب وبالنظر إلى مبررات الخروج أعلاه، وملف زوجنا الحبيب، ولائحة العقوبات أدناه أمرنا نحن الزوجة ———————-وبصفتنا السلطة الداخلية العليا للمنزل بالاتي: بالموافقة على طلب تصريح الخروج من المنزل والمقدم من زوجنا الحبيب بعدم الموافقة على طلب تصريح الخروج للأسباب التالية:- لسريان تنفيذ البند رقم ( ) من لائحة العقوبات أدناه لطلبنا منه الجلوس عند الأطفال عند خروجنا من المنزل نظراً لتجاوزه الحد الأعلى من التصاريح لمخالفته لأوامرنا مزاجنا هذا اليوم ليس مؤهل للسماح بخروج زوجنا لأناقته الزائدة عن اللزوم عند الخروج التوقيع ( الزوجة ) : ———————– التاريخ — / — / —— ه لائحة العقوبات بند 1 – نوم انفرادي وبدون عشاء ولمدة ( ) يوم بند 2 – حرمان من الحقوق الزوجية ولمدة ( ) يوم بند 3 – العبوس صباحاً والتكشير مساءً ولمدة ( ) يوم بند 4- توصيل الأطفال من وإلى المدرسة ولمدة( ) يوم بند 5 – قطع المصروف اليومي ولمدة ( ) يوم بند 6 – منع المكالمات الهاتفية في المنزل ولمدة ( ) يوم بند 7 – سحب النقال واللاب توب ولمدة ( ) يوم بند 8 – زيارة أم الزوجة يومياً ولمدة ( ) يوم بند 9 – المنع من مشاهدة القنوات الفضائية ويلزم بمشاهدة القناة السودانية ولمدة ( ) يوم