صلاح الدين عووضة (أخ العرب) الذي أناخ بعيره في (مضاربنا)- قادماً من «الانتباهة»- كتب مقالاً يردُّ فيه على زميلنا مؤمن الغالي (وعظاً) وكأنما غير (مؤمن) هو.. ومنذ نشر الرد هذا- ولغاية الآن- ما زال صديقُنا مؤمن يبحث عن معاني ما أشكل عليه في الكلمة تلك، قبل أن يفكر في (الهجمة المرتدّة).. وأكثر ما جعل صاحب «شمس المشارق» يبدو كالوزير الجنوبي ذاك- في بدايات الإنقاذ- عبارة (يداك أو كتا وفوك نفخ).. فوزير من وزراء (اتفاقية فشودة) كان ضمن الحضور بقاعة الصداقة للمشاركة في واحدة من فعاليات الإنقاذ (الكلامية!!) الكثيرة.. وأظهرت الكاميرا الوزير هذا حريصاً على (فهم) الذي يُقال- في بدايات الاحتفالية- من قصائد تهافت على إلقائها (تزلفاً!!) كثيرٌ من الشعراء.. وحين جاء الدور على الراحل فرّاج الطيب (عبرت) الكاميرا من أمام الوزير فإذا هو (يُلقي!!) بجسده على الكرسي ونظراته مصوبة نحو سقف القاعة.. فما كان من أحد الجالسين بجوارنا إلا أن صاح قائلاً: (خلاص؛ زولنا سلّم أمرو لي الله!!).. وكذلك صديقُنا مؤمن الغالي يوشك أن (يسلم أمره لله) بعد أن تجاوز- بجهد جهيد- أكمة (يداك أوكتا) ليُفاجأ ب(اعرنزمي مياد بالقوافي!!) تكمن وراءها.. والبارحة وجّه رئيس قطاع التنظيم بالوطني (مخاشنة!!) للقيادي الجنوبي لوكا بيونق، استهلها بعبارة (فُضَّ فُوك وأُسكت حسُّك!!).. وإلى أن (يفهم!!) لوكا العبارة هذه- ويرد على القيادي الإنقاذي من ثمّ- يحتاج إلى شهر كامل (على الأقل).. بل ربما يعاود النفط انسيابه عبر أنابيب الشمال- بعد تراجع «دراماتيكي» اعتدنا عليه من تلقاء الإنقاذ- ويكون بيونق ما زال يبحث عن معنى (فُضَّ فوك!!).. ولعل أول دلائل (التراجع) هذا (إرجاء) التنفيذ لمدة شهرين كاملين رغم أوامر البشير الفورية بأن (يا الجاز أقفل!!).. ولو كانت أوامر البشير هذه من شاكلة عبارات (فُضَّ فوك) و (فوك نفخ) لقلنا ربما لم يفهمها أصحاب ال(60) يوماً من أهل الانقاذ ولكنها بعاميّة سودانية فصيحة (الجاز أقفل).. أي؛ يا عوض الجاز أغلق أنبوب النفط، وليكن (فوه!!) غير (نافخ!!).. وحين تكون (المواقف) في مثل (غموض!!) المأثور من أقوال (العرب) يحارُ المواطنون في الفهم مثل حيرة زميلنا مؤمن هذه، والوزير الجنوبي ذاك.. ومثل حيرة لوكا بيونق الآن- كذلك- إزاء حكاية (فُضَّ فُوك!!) هذه.. وإن كنا نعزي غموض المواقف السياسية- ولو كانت مدعومة بقسم مغلّظ- إلى اعتمال رغبتين متضادتين داخل نفوس أهل الانقاذ في آن واحد فلا ندري إلام نعزي غموض الكلام.. فالانقاذ (مرادها) أن لو تنتقم من حكومة الجنوب بسبب دعمها لمتمردي الشمال- حسبما تقول- بقفل (فم) أنبوب النفط.. ثم (مرادها)- أيضاً- أن لو يستمر (فوه!!) الأنبوب هذا مفتوحاً ليضخ في الشرايين (المتصلبة!!) لاقتصادها دولارات الحياة.. وعلى المواطنين أن يتحمّلوا هم (عنت!!) التوفيق بين (المرادين) هذين بمثلما درجوا على تحمّل عنت الحياة طوال (25) عاماً.. أما زميلنا (المسكين) مؤمن، فعليه أن يتحمل عنت البحث عن معنى (وفوك نفخ!!) إلى أن ينفخ (فاهان) آخران بالخير.. أي ألا يُسكَتُ للوكا حسٌّ لينفخ قائلاً: (خلاس يا جماعة بتائين خرطوم أننينا آسفين!!).. وألا يُغلق لأنبوب النفط (فمٌ) لينفخ فلوساً لا تعرف طريقها إلى جيوب أمثال (ناس مؤمن!!) أبداً!!!!!!