اعتقد كثير من السودانيين ان مشكلة سد النهضة هي صراع بين اثيوبيا ومصر علي احقية بناء السد وان السودان قد ساند اثيوبيا عندما رفض التدخل في الامر بإعتبار ان السد لا يؤثر سلبا علي السودان ولعمري ليست هنالك خدعه اكبر من ذلك علي السودانيين فأولاً تعلم مصر علم اليقين أن السد لا يؤثر عليها ؛ وحتي لو كان كذلك فهى لا تستطيع أيقاف بنائه ولربما لا تريد ذلك أصلا والمقصد وراء كل هذه الهذلية الساذجة تأكيد أحقيتهم في الحصول علي 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب لغيرها بمن معهم السودان وكل من أراد من ماء النيل؛ وفي خطوة إستباقية تمت زيارة مسئولين مصريين خلسة وخسة لجنوب السودان والإتفاق معهم وإفهامهم أن حصتهم من مياه النيل هي جزء من حصة الشمال وشحنوهم علي إثارة المطالبة بالحصول علي نصيب الجنوب من حصة شمال السودان في هذه الظروف والأخوة الجنوبيين لم يصدقوا ان يجدو خميرة عكننه لعلها تشفي غليل الصدور من عرقلة تصدير البترول عبر الشمال والتعقيدات التي تشوبها. وبكل دهاء وخسة اراد المصريين من ناحية أخري إدخال السودان في النقاشات التي تدور مع الأثيوبيين للحصول علي توقيع السودان وتجديد الأحقية للقسمة التي يدعون أنها قرآن منزل لا يجوز الحديث عنه وذلك عندما يوقع السودان علي الإتفاق المراد وبذلك يستطيعون التبجح بهذه الأحقية وإدعاء المدافعة عنها ؛ وبالطبع أثيوبيا لا تضار إذا وافقت علي انها لن تنتقص من حصة مصر نسبة لموقع السد وطريق إنسياب النيل وبذلك يكون الطرف المتضرر الوحيد هو السودان والمستفيد الاكبر مصر. لا أدري الي متي ستظل عقلية السودانين بهذه السذاجة والتفريط في المصالح بهذه اللامبالاة ؟ إن الحديث عن ثبوت احقية مصر في مياه النيل هو أكذوبة أرادت مصر أن تستمر الي مدي الدهر وهذا حلم لن يطال بإذن الله ؛ فالسودان قد وهبه الله الأرض والماء والإنسان والموقع المتميز وهذا ما يحاربه المصريين بكل قوة إعتماداً علي جهل المسئولين السودانيين في الماضي والحاضر فأنظر كيف انبري سفير السودان في القاهرة ليحارب نفسة عن جهل في وقت يصف المصريين موقف بلاده بالقرف وينادوا من داخل البرلمان بمنع المستثمرين العرب من الإستثمار في شمال السودان حتي لا تضار مصالح مصر ؟ يستحوزوا علي حلايب بقوة السلاح ويقتلوا اللاجئ السودانى في وسط القاهرة ونتحدث نحن عن أخوتهم وفوق ذلك يخرج علينا صعاليكهم ليشتموا رئيس الدولة علي وسائل الشبكة العنكبوتية وسط ضحكات العاهرات وأشباه الرجال أنظروا كيف خرج سفيرنا بكل صفاقة وجهل ينادي بمحاربة إثيوبيا لأنها تريد إستخدام مورد وهبه لها الخالق وعلي بعد مئات الأميال من مصر منادياً بترك ذلك لمصلحة مصر فصار بذلك خادماً يفوق في ولائه السيد وهو ذليل؟ حقيقة إن إتفاقية مياه النيل قد تجاوزها الزمن وبما ان النيل الآن له أكثر من صاحب فلا يحق أن يتحدث عنه جزء وبالتالي لا كمية الماء ولا الدول المعنية هي نفسها فقد تغيرت الظروف وحضر صاحب الشأن ليستبدل المستعمر الذي لم يكن من صلاحيته إعطاء شيء ولابد الآن للجلوس والبدأ علي صفحة جديدة لتقسيم المياه وعلي اساس عادل؛ وإذا أرادت مصر التعنت والفهلوة فالتركب أعلي خيولها؟ ؛ وإذا أرادت الحرب فاليكن ذلك وعندها "فاليملاء كل حشاش شبكته ." إن الحديث عن الأخوة للنصب والحيل هو حديث ساذج يجب أن لا ينطلي علينا والحديث عن القوة نعلم أنه وهم يخالج المصريين فهم شعب لا يستحي ان يقتات من لحم الشعوب كما فعلوا بالعراق وغيرها ولا بد أن ننظر الي مصالحنا قبل النظر الي مصالح مصر ؛ لابد أن يتذكر الناس كيف ضحكت مصر علي السودان في إتفاقية 1959وفي غمر مدينة حلفا والتراث الذي تخلي عنه السودانيين جهلاً وغباء والكهرباء وكيف سكت المصريين عن حقوق السودان بعدما نالوا ما نالوا. لابد لى فهي هذه العجالة أن أذكر بأن ما يحتاجه السودان لري أراضيه وأيصال القنوات حتي كردفان وري البطانة يفوق 60 مليار متر مكعب ليرقي بمستوي معيشة الإنسان السوداني ويتيح العلم اليوم المعلومات الكافية عن طوبوغرافيّا الارض ويوفر الطاقة اللازمة للقيام بذلك بكل يسر وليس هنالك سبباً للتنازل عن مترأ واحداً لمصر إذا كنا بحاجته؛ ولا مانع من أن يعمل المصريين زراعاً في أرضنا بالفائدة مثلما يعملوا بدول الخليج بدون تمليك وبدون إنتقاص من حقونا . علينا أن نفهم أن الماء نعمة أنعمها الله علي السودان لا بد من الإستفادة منها كما تفعل الدول البترولية بما حباها الله في أرضها وتقاسمت خيره مع الآخرين من دون ظلم ولا إنتقاص من حقوق ؛ علينا أن نسترد حلايب وحلفا وتعديل الإتفاقيات التجارية لمصلحة السودان بدلاً من التسالي والأقمشة البدائية البائرة والافلام الساذجة الهدامة مقابل اللحوم التي تعتبر من أرفع مستويات الصادرات. عندما نعرف قيمة انفسنا سوف يضطرالآخرين الي التعامل معنا بالأدب وعندها بدلاً من أن يتهكم "آدم" علي البشير سوف يركع هو وسادته تحت الاقدام مثلما فعلوا عندما تطاولوا علي ولي نعمتهم خادم الحرمين الذي أمر بسحب السفير فهرول القوم يلطمون الخدود ويشقون الجيوب ويلعقون الحزاء عاش السودان فخراً وزخراً والايام ستأتي