ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(حريات) تنشر ترجمة كاملة لأقوال الخليفي : خدمت جهاز الأمن وحادثة مسجد الثورة نتاج خدماتي
نشر في حريات يوم 24 - 06 - 2013

تداولت بعض المواقع مؤخراً وثيقة تابعة للخارجية الأمريكية أفرج عنها قبل سنوات بشأن حادثة مسجد الثورة الحارة الثانية التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية في فبراير 1994م والتي راح ضحيتها العشرات، ونفذها محمد عبد الرحمن الخليفي الليبي الجنسية مع ثلاثة سودانيين آخرين.
وكان الخليفي ومن معه قد أطلقوا النار على جامع أنصار السنة المحمدية أثناء الصلاة حيث قتل 16 مصلياً وجرح عديدون، وهزت الحادثة حينها الرأي العام السوداني، ولكن ظلت تفاصيل الحادثة خاضعة للكثير من اللغط، كما تم التعتيم الإعلامي على المحاكمة والتضييق على حضورها، وتم تعيين قاضٍ مقرّب من النظام في محاولة للتغطية على العلاقة التي تربط منفذي الهجوم بالنظام وأجهزته الأمنية.
ووفقا لموقع (انتل واير) فإن كاتب الوثيقة المفرج عنها هو السفير الأمريكي حينها دونالد بيترسون، وقد وجهها لوزارة الخارجية بواشنطن، مع صورة لسفارات بلاده في القاهرة والرياض وكمبالا ونيروبي وأديس أبابا وأسمرا وباريس ولندن.
وكانت صحيفة (الراكوبة) بادرت بنشر جزء مترجم من الوثيقة، وهي عبارة عن تقرير حول بدء محاكمة المتهمين في مجزرة الثورة في يونيو 1994م.
وكانت الوثيقة مصنفة سرية وأفرجت عنها الخارجية الأمريكية في مايو 2007م، ونشرها موقع (انتل واير) الأمريكي المتخصص في قضايا الإرهاب والمخابرات والأمن القومي حينها، حيث نشرت الوثيقة وفقا لقانون الوصول للمعلومات الأمريكي. ولكنها لم تنتشر بين المواقع السودانية إلا هذا الشهر.
ويرى موقع (انتل واير) أن أهمية الوثيقة تكمن في أنها تدحض الفكرة الشائعة عن أن أسامة بن لادن تعرض لمحاولة اغتيال عام 1994م، بينما الوثيقة تؤكد أن الخليفي ومن معه كانوا أتباع لبن لادن، وإطلاق النيران الذي جرى كان بسبب خلاف حول (أخلاقيات الإسلام) "بين القاتل الليبي المسلح وأكبر زعيم إرهابي مطلوب في العالم". فقد التجأ الخليفي لشيخه بن لادن طالبا النصح، وفوجيء بإدانة بن لادن لمجزرة الثورة، ثم بأمر بن لادن لحرسه بمنع الخليفي، ما فهم أنه يعني قتله، وبالتالي جرى تبادل النيران الذي أدى إلى مقتل البعض من الجانبين، ومن ثم القبض على الخليفي وتقديمه للمحاكمة.
ويرى موقع انتل واير في الوثيقة تكذيبا لما ظل يكرره رئيس حرس بن لادن علي محمد من أن الأول قد تعرض لمحاولة اغتيال في ذلك الحدث.
وتكشف الأقوال المنسوبة للخليفي والمرفقة في وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية عن مدى علاقة منفذي المذبحة بجهاز الأمن، وضلوع أشخاص سماهم كشرف الدين المختار المسئول في منظمة الدعوة الإسلامية، وغازي صلاح الدين العتباني وزير الدولة لشئون الرئاسة حينها، في تخطيط العملية وتنفيذها. كما تكشف دور الترابي وبن لادن في تغذية الكراهية ضد أنصار السنة في السودان والتحريض عليهم.
وتكشف الأقوال المزعومة للخليفي ضلوع رموز النظام حينها في تحريضه ومن معه ضد رموز المعارضة السودانية حيث خططوا لاغتيال كل من الصادق المهدي، عبد الرحمن الميرغني (ممثل السيد محمد عثمان الميرغني في الخرطوم) والمرحوم محمد إبراهيم نقد باعتبارهم (أئمة الكفر). وروى الخليفي اشتراك زملائه السودانيين في محاولة لاغتيال محمد عثمان الميرغني بالقاهرة أحبطها المصريون، كما روى اشتراكه شخصيا في محاولة لاغتيال الصادق المهدي في مسجد الأنصار بأم درمان، بيد أن الحراسة المشددة ووجود الشرطة حالا دون تنفيذ مخططهم. كما كشف تخطيطهم ثم تنفيذهم لاغتيال قادة جماعة أنصار السنة المحمدية وذكر أنه علم من بن لادن والترابي أن قيادات الطائفة، أبو زيد والهدية والناجي، ليسوا صحيحي الإسلام، وأن الطائفة عميلة للأسرة الوهابية الحاكمة في السعودية وللسفارات الصليبية.
ووفقا لأقوال الخليفي الواردة بنصها في الوثيقة، فإنهم ينتمون لتنظيم (جهاد السودان) ويعملون ضمن أجهزة أمنية بعضهم برتب معينة ذاكرا أنه رفض الرتب باعتبار أن جيش النبي محمد (ص) ليست فيه رتب، وقال إنه شرع في المجزرة بدعم من المخابرات السودانية، التي كانت على علاقة وثيقة مع بن لادن. وقال ان الهجوم على المسجد كان بأمر من قبل المسؤولين السودانيين وأقره بن لادن. وقال الخليفي إنه انضم لجهاز الأمن السوداني (بإخلاص وتفان شديدين، لم أكذب على أي من أعضائه وكنت لهم كأسامة بن زيد للنبي محمد. لقد خدمتهم بإخلاص وأطعت أوامرهم. إن حادث مسجد أم درمان هو نتاج لهذه الخدمات).
وتظهر الوثيقة غضب الخليفي من نسبته إلى تنظيم (التكفير والهجرة)، وينعت عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية حينها بالجاهل لتكراره تلك التهمة، وبالكاذب لادعائه أنه لم يقابله وأنه لا يعرف بيت الترابي، وقال إنه قابل عبد الرحيم مرارا في لقاءات اجتماعية بمنزل الترابي، وإنه يعرف منزل شيخه الترابي "مثلما يعرف الطائر عشه".
وتؤكد وثيقة الخارجية الأمريكية المفرج عنها بأن سفارة الخرطوم لم تستطع الحكم على الوثيقة التي تحتوي أقوال الخليفي المزعومة، ومدى وثوقيتها، برغم قطع البعض لهم أنها أصلية وليست مزورة.
من جهته يذكر جي إم بيرقر الكاتب في موقع انتل واير في تحليله للمسألة إنه (يميل إلى الاعتقاد أنها أصلية). ويقول: (إذا كانت الوثيقة مزورة لأغراض سياسية، فهي غير فعالة تماما كأداة للدعاية. وعلى الرغم من أنها تورط بن لادن والترابي، فإنها لا تتهم الترابي شخصيا كمخطط للهجوم وتجعل موقف بن لادن غامضا، بما تذكره من حيرته الأخلاقية تجاه المجزرة. لذلك فهي لا تخدم أغراضا سياسية لأولئك الذين يعارضون بن لادن والترابي "مثل الطائفة الضحية". ولكنها أيضا لا تبرئهم، إذ تضع الهجوم بشكل واضح جدا تحت قدمي المخابرات السودانية. ونظرا للغموض حول المسؤول، وباعتبار وفرة التفاصيل الإضافية فيها، فإن الوثيقة تشكل حلقة قوية من الحقيقة. ومع ذلك، ينبغي التعامل معها بحذر). مع الوعد بأن تواصل انتل واير INTELWIRE التحقيق في هذا الحادث.
(حريات) إذ تنشر ترجمة كاملة للوثيقة الطويلة والتي تحتوي على الأقوال التي يزعم أن الخليفي أدلى بها أمام الشرطة فور اعتقاله، تطالب كذلك بإدراج الحادث في مفكرة التحقيق والمساءلة القادمة بلا شك، هو وغيره من المجازر التي ارتكبها النظام أو حلفائه من الجماعات المتشددة في أماكن وتواريخ متفرقة، مثلا، مجزرة العيلفون للطلاب، مجازر السدود ككجبار، مجزرة بورتسودان، مقتل الطالب بشير، مقتل الفنان خوجلي محمد عثمان، وغيره من الجرائم الواضحة أو الغامضة والتي لم تبتديء بمجزرة الثورة ولم تنته بمجزرة جامعة الجزيرة هذا العام.
(نص وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية الصادرة في 1994م والمفرج عنها عام 2007)
(المصدر انتل واير- ترجمة حريات)
سري
من: سفارة الخرطوم
إلى: وزارة الخارجية، واشنطن
(والسفارات في القاهرة والرياض وكمبالا ونيروبي وأديس أبابا وأسمرا وباريس ولندن).
الموضوع: بدء محاكمة القتلة المشتبه بهم في حادثة مسجد أم درمان
ملخص: بدأت محاكمة اثنين مشتبه بهما في مذبحة مسجد الثورة في فبراير 1994م. تقول أسر القتلى والجرحى وطائفة أنصار السنة التي ينتمي لها معظم الضحايا إن المتهمين يعملان لصالح حكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية، ويتهمونها بالقيام بالتغطية على ذلك. دوائر المعارضة تتبادل ما يزعمون أنه أقوال المتهم الأساسي للشرطة. وفي الوثيقة يقول إنه ارتكب جريمة المسجد بأمر الحكومة/الجبهة الإسلامية القومية، ولا نستطيع القطع ما إذا كانت الوثيقة أصلية. انتهى الملخص.
بداية المحاكمة
- بدأت في الخرطوم في 14 يونيو محاكمة الاثنين الناجيين من المتهمين في هجوم فبراير على مسجد أنصار السنة بالثورة بأم درمان، والذي قتل فيه 16 شخصا وجرح العديدون. ويزعم المدعى عليهما، وهما محمد عبد الرحمن الخليفي الذي وصفته حكومة السودان باعتباره قائد المغتالين، ومحمد الماحي، بأن المحاكم السودانية غير أسلامية وليس لها سلطة لمحاكمتهما. وقد رفضا التمثيل القانوني عنهما.
أسر الضحايا تتهم الحكومة/الجبهة الإسلامية بالقيام بالتغطية:
- أسر القتلى والجرحى وطائفة أنصار السنة التي ينتمي لها معظم الضحايا أعلنت مزاعمها بأن المدعى عليهما كانا عميلين لحكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية ويتحدثون عن قيام الحكومة بالتغطية. (ملحوظة: كان أنصار السنة الوهابيون والموالون للسعودية يعارضون الحكومة السودانية/ الجبهة الإسلامية القومية بشدة لمدة تزيد عن العام).
- في بداية المحاكمة هدد المحامون الذين يمثلون الجرحى وأسر القتلى بمقاطعة الجلسة إذا لم تفصح القضية عن الذين قاموا بتخطيط الهجوم في الحكومة/الجبهة الإسلامية القومية. وطالبوا بإحضار زعيم الجبهة الإسلامية القومية حسن الترابي، ووزير الدولة لشئون الرئاسة والقيادي بالجبهة الإسلامية غازي صلاح الدين العتباني، ورجل الأعمال السعودي المقيم بالخرطوم أسامة بن لادن للمحكمة. ولكن المحامين لم ينفذوا تهديدهم، حينما رفض القاضي طلبهم قائلا إنه لا يريد تسييس القضية.
- حالما بدأت المحاكمة تم اعتقال أحد المحامين الذين يمثلون الجرحى وأسر القتلى، وكان ذلك المحامي قد وكل أيضا عن معارضين للحكومة في عدد من القضايا، حيث اعتقل لساعات عديدة من قبل جهاز الأمن وتم ضربه، (اتهمه منسوب الأمن الذي ضربه بأنه أحرج الأمن في محاكمات سابقة بتقديم الدليل على التعذيب الذي تقوم به الحكومة) وعلى أي حال فقد استمر في تمثيل الادعاء بعد ذلك.
ترؤس قاض ينتمي للجبهة الإسلامية القومية للمحكمة:
- عينت حكومة السودان نائب رئيس القضاء عبد الرحمن شرفي، المقرب من الجبهة الإسلامية القومية، ليرأس المحكمة. ويذكر مراقبون عديدون أن تعيين مسئول في رتبته ليعمل كقاض رئيس في محكمة ليس أمرا معتادا. وقد ساهم تعيينه في التخمين أن هناك محاولة تغطية. ظاهريا فإن المحكمة علنية ولكن الأمن يقوم بتفقد بطاقات كل الحاضرين، ويثبط العديد من المعارضين من الحضور. والتغطية الإعلامية للمحكمة محدودة.
المعارضة تتداول أقوال منسوبة للمدعى عليه:
- مباشرة بعد اعتقال الحكومة للمتهمين، بدأت دوائر المعارضة في تداول وثيقة يصفونها بأنها الأقوال التي أدلى بها المتهم الأساسي للشرطة بعد اعتقاله.
- ووفقا لتلك الوثيقة فإن الخليفي اعترف بأن المغتالين الأربعة (اثنان منهما قتلا لدى اعتقالهما) ينتمون إلى جماعة إسلامية متشددة تسمى (جهاد السودان).
- وزعم بأن أربعتهم كانوا من المجاهدين الأفغان الذين تدربوا على يدي حرس الثورة الإيراني في وادي البقاع اللبناني قبل ذهابهم لأفغانسان في 1988م.
- وذكر بأن الأربعة كانوا من جماعة أسامة بن لادن الذي التقوه حينما كانوا مع المقاومة الأفغانية، وعملوا معه حينما جاءوا للسودان.
- وزعم بأن أربعتهم ينتمون أيضا لتنظيم أمني سوداني مرتبط بالحكومة السودانية، وبزعيم الجبهة الإسلامية القومية حسن الترابي، وبمنظمة الدعوة الإسلامية التي مقرها الخرطوم.
- وذكر أن أربعتهم أمروا من قبل أسامة بن لادن ومسئول بالدعوة الإسلامية باغتيال الصادق المهدي وغيره من قادة المعارضة السودانية. وذكر الخليفي بأن مجموعتهم خططت لقتل الصادق، ولكنها لم تستطع تنفيذ المخطط نسبة للحراسة الأمنية التي أحاطت به وقتها.
- وقال بأنهم بدأوا الهجوم على المسجد وفقا لأوامر صدرت من حكومة السودان، خصوصا وزير الدولة غازي صلاح الدين.
- لا يمكننا التأكد من وثوقية تلك الوثيقة، ولكن أحد الموثوق بهم من معارفنا قال إنه أخبر (*من قبل ضابط بالشرطة*) بأن الوثيقة أصلية. (*وكان الضابط*) قد تم رفته بشكل غير متوقع مباشرة بعد المجزرة. وهناك اعتقاد شائع داخل دوائر الشرطة بأنه أعفي لأن الحكومة تشك بأنه هو الذي قام بتسريب أقوال الخليفي المزعومة للمعارضة.
- ما إذا كانت حكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية ضالعة في المجزرة التي ارتكبت ضد جماعة دينية معارضة للنظام بشدة فإنه أمر لا يمكننا القطع فيه. ولكن المؤكد هو أن الأمر يشكل حرجا للحكومة/ الجبهة الإسلامية القومية، التي حولت التحقيق من أيدي الشرطة وسلمته لفريق خاص مكون من الأمن. وحينما نضع في الاعتبار علاوة على ذلك شخصية وسلوك القاضي الرئيسي، فإنه من غير المنظور أن تقوم المحكمة بتتبع دقيق لأي دليل قد يربط المغتالين بالنظام.
نص الأقوال المنسوبة للخليفي:
فيما يلي الأقوال التي أدلى بها الخليفي (المتهم الأساسي) لمخبري الشرطة:
الاسم: الخليفي
الجنسية: ليبي
الأقوال:
ياسر وعبد الباقي (ملحوظة: اثنان من القائمين بالاغتيال قتلا إبان اعتقالهما) شهيدان حقيقيان وسوف يجدان جزاؤهما عند الله. لقد كانا من أعز أصدقائي. لقد كانا من بين القلة من المسلمين الحق في السودان. ياسر كان واحدا من الذين شاركوا في انقلاب يونيو 1989. لقد كان هو الذي أوكلت إليه مهمة اغتيال الخائن عبد الرحمن سعيد، ولكنه وجد أنه قد اعتقل.
لقد التقيت بياسر وعبد الباقي أول مرة في سهل البقاع اللبناني. عرفتهما كمجاهدين من السودان وهما سودانيين حقيقيين لأبويهما وأميهما. وقد تلقينا تدريبنا العسكري سويا على يدي الحرس الثوري الإيراني في العامين 1987- 1988. بعد التدريب ذهبنا إلى بيشاور، بباكستان، ومنها للجهاد في أفغانستان. كان ياسر وعبد الباقي مجاهدين مخلصين وكانا يخططان لإيقاع عقوبة الكفر على محمدعثمان الميرغني (وهو الزعيم الروحي للحزب الاتحادي الديمقراطي المحظور حاليا والذي يعيش في المنفى غالبا في مصر) وقد قاموا بالهجوم على منزله ولكن أحد العملاء المصريين أحبط خطتهم.
ويعود لياسر وعبد الباقي فضل إنشاء منظمة نداء الجهاد السودانية. وقد قصدوا بإنشاء تلك المنظمة رضاء الله ونيل غفرانه فقط. وقد ودعتهما وهما في طريقهما لمناطق العمليات في الجنوب (أي جنوب السودان) ليقاتلوا الشيطان وجنود الكفر. وحينما عادا انضم ثلاثتنا لجهاز الأمن الثوري الإسلامي في قسم خاص يسمى "حركات التحرر الإسلامية" وكان المنسق هو المجاهد شرف الدين مختار، وهو مسئول كبير في منظمة الدعوة الإسلامية (هذه المنظمة الطوعية الإسلامية مقرها الخرطوم وتديرها الجبهة الإسلامية القومية) وهو كذلك ممثل الشيخ حسن الترابي في الأمن. كان ياسر برتبة ملازم وعبدالباقي كان عريفا. وقد رفضت أن تكون لي أية رتبة خلاف كوني جندي عادي، وقد أذن لي شيخي حسن الترابي بذلك محترما لرغبتي ومقرا لها، وكل ما في الأمر أنني اعتقد أن جيش النبي محمد ليس فيه رتب.
وحينما أراد شيخي بن لادن ذات مرة رجالاً جيدين موثوقين ذوي إيمان قوي للعمل معه، رشحت له ياسر وعبد الباقي ضمن 18 شخصاً آخر من بين أفضل المجاهدين من الصومال والجزائر ومصر. وحالما أحب ياسر وعبد الباقي شيخ أسامة، لأنه هجر الثروة والحياة السهلة وانضم للجهاد والسعي لنشر الإسلام.
لقد التقيت بشيخ أسامة أول مرة في بيشاور، بباكستان، ومرة أخرى عبر الشهيد بسام السوري الذي أقمت في بيته بالرياض حينما تركت زملائي الليبيين. وحينها قدمني بسام لشيخ أسامة. ومنذ ذلك الوقت صار شيخ أسامة بن لادن وشرف الدين (مسئول الدعوة) أعز الناس إليّ.
لم أكن أعرف عن مجموعة أنصار السنة السودانية إلى أن استمعت لشيخي الترابي وشيخي بن لادن. فعرفت من كليهما أن أبو زيد والهدية والناجي (وهم كبار قادة أنصار السنة) ليسوا مسلمين صادقين. وقد أثبت شيخاي الترابي وبن لادن أيضا بمالا يدع مجالا للشك أن أنصار السنة هؤلاء جواسيس للأسرة الوهابية الحاكمة في السعودية. إنهم عملاء للسفارات الصليبية. وهم على صلة بالسفير محمد صبري، سفير الأسرة الحاكمة في السعودية (محمد بن صبري سليمان صبري هو السفير السعودي في الخرطوم). وبعد ذلك عرفت أكثر عن فساد الأسرة الحاكمة في السعودية من شيخي بن لادن الذي ساعدني في العام الماضي 1993م على الذهاب إلى السعودية، باسم محمد عبد الرحمن، للقيام ببعض الأعمال ولمعرفة المزيد عن الوهابية وأنصار السنة.
وحينما عدت طلب مني شيخي أسامة بن لادن وأخي شرف الدين الإعداد لاغتيال بعض الرموز السياسية السودانية أمثال الصادق المهدي، وميرغني عبد الرحمن (ممثل عثمان الميرغني في الخرطوم) ومحمد نقد، لأنهم أئمة الكفر. فذهبنا بدون أي جهد منا للتخفي للمكان الذي يصلي فيه الأنصار عادة بأم درمان. ولكن مع الحراسة المشددة والأعداد الكبيرة من الشرطة التي تحرس المكان، لم نستطع تنفيذ خطتنا. وكان معي في هذه العملية أخي المجاهد محمد المنصور الذي جاء خصيصا لأداء هذا الواجب الإسلامي من معسكر أبو نعام. وقد ذهب محمد المنصور إلى أبو نعام مع 10 من المجاهدين الليبيين الآخرين من لواء الشهيد الليبي أحمد الأحوص. هذا اللواء يعمل تحت إشراف إبراهيم عمر. حينما كانت هذه المجموعة في الخرطوم نصحها أخي شرف الدين بمغادرة الخرطوم لأن السفير الليبي السابق رمضان بشير علم بشأنهم وبدأ في تعقبهم.
أقول لكم إنني انضممت لجهاز الأمن السوداني بإخلاص وتفان شديدين، لم أكذب على أي من أعضائه وكنت لهم كأسامة بن زيد للنبي محمد. لقد خدمتهم بإخلاص وأطعت أوامرهم. إن حادث مسجد أم درمان هو نتاج لهذه الخدمات.
ولتنفيذ عملية مسجد أم درمان قمنا باستئجار منزل بالقرب من أمبدة بغرب أم درمان. وقد ساعدنا ضابط من جهاز الأمن الإسلامي، تحت إمرة أخي غازي صلاح الدين، في استئجار المنزل. ودرج أخي غازي صلاح الدين على زيارتنا بين الفنية والأخرى في الساعات الأخيرة من الليل. وقد أخبرني في زيارته الأخيرة بأن الأخ شرف الدين سوف يأتي ليناقش معي الخطة. وهذا ما حدث وقبل 20 يوما من العملية تم إخباري بأن اثنين من المجاهدين السودانيين الذين أحبهما سوف ينضمان إلي في المنزل وأن ثلاثتنا سوف نقوم بتنفيذ الخطة.
أقول لك، إننا قد تعاونا بإخلاص مع قيادة الثورة الإسلامية وفقا للتعاليم الإسلامية. إننا لسنا قتلة ولسنا من منظمة "التكفير والهجرة" كما ادعى عبد الرحيم محمد حسين الذي لا يدري. هذا الجاهل أنكر معرفته بي، بالرغم من أنه كان يراني اجتماعيا في منزل الترابي. وكنت آراه يأتي كلما تحدث ضائقة. قال لي في المستشفى: كيف تقتل نفسا حرمها الله؟ وذكرت له أن الأمر أكبر من مقدراته على الفهم، واستشهدت بآية قرآنية تقول إنه ينبغي القضاء على المنافقين والكفار وذرياتهم كذلك. ولا أدري هل فهم ما عنيته أم لا. أقول لك يا أخي إنه لم تكن هناك مؤامرة كما يقول هذا الإعلام الجاهل بل طاعة لأوامر الله، نفذت في رابعة النهار ضد أناس عصوا الله وأوامر الرسول.
بعدما نفذنا عمليتنا اتجهنا وفقا لتوجيهات شرف الدين لمنزل خاص بمنظمة الدعوة الإسلامية في منطقة بالقرب من مايو جنوبي الخرطوم. حيث أمضينا ليلتنا هناك وفي اليوم التالي اتجهنا إلى منطقة بالقرب من الرياض (أيضا جنوبي الخرطوم) حيث منزل المجاهدين الليبيين، وذلك لمعرفتي بأخينا محمد المنصوري ورغبتي في إخباره بما قمنا به وطلب مشورته. لم نفكر أبداً في الهروب لأن المجاهدين الحقيقيين لا يفعلون ذلك أبداً. إنهم يحبون دائما ملاقاة ربهم. ولو كنا أردنا الهرب لكان ذلك هينا ولما كان أحد وجدنا. نصحنا الأخ المنصوري بأن نسلم أنفسنا ولكننا رأينا أن من الحكمة الذهاب لبن لادن الذي يقع منزله بالقرب من منزل المجاهدين الليبيين.
وجدنا بن لادن يجلس في كرسي في حديقة منزله. حينما رآني قال غاضباً "لماذا ارتكبت مثل هذه الجريمة؟ هذا ليس ما كنا نريد"، وذكرت له بأننا مجاهدين نعمل لتحقيق إرادة الله، وأن ما حدث كان إرادة الله وأننا كنا مدركين لكل العواقب. إنها حرب بين الإسلام والكفر سوف تؤثر على الجميع. غادر بن لادن حديقته ولدى دخوله للمنزل صرخ قائلا "أوقفوه". علمت أن ذلك كان أمرا بالتخلص مني، لذلك بدأنا اطلاق النار وفعل حرس بن لادن نفس الشيء. كان هنالك ثلاثة إيرانيون ومصري يدعى جبر تعرفت عليه في بيشاور. قتلنا ثلاثة منهم. نزل أسامة بن لادن إلى الطابق التحتاني (تحت الأرضي) حيث يوجد مخبأ، أدركت ذلك لأنني كثيرا ما ذهبت لذلك المنزل. تلقيت إصابة من أحمد الجزائري وهو حرس لبن لادن تعرفت عليه في بيشاور. أحمد نفسه قتل عبد الباقي وجرح ياسر في قدمه. إنني اتهم شرطة البشير بقتله.
لقد جئنا أحمد وبن لادن وشخصي من باكستان للسودان معاً. وأعلم أن أحمد مجاهد صلب جيد التدريب، وقد تدرب على يدي المخابرات الأمريكية.
حتى أوائل العام 1983م أشرف شيخي بن لادن على 800 من المجاهدين العرب والأفارقة، تم تحضيرهم جميعاً لخدمة الثورة الإسلامية في السودان. إن بن لادن مربوط بشكل مباشر بالترابي وهو أيضا مسئول من الجهاد في مصر وليبيا وتونس والجزائر إضافة إلى موريتانيا. الحقيقة هي أن بن لادن استخدم ثروته من أجل الجهاد.
أريد أن أقول إن شيخي اتهمني بأني قاتل والله يعلم الحقيقة. إنني أقول ذلك لأرضي ضميري وفي نفس الوقت لشرح ما حدث لكي أموت بسلام.
وإذا كانت لدي أمنية، فإنني أتمنى أن أرى شيخ الترابي لأدافع عن نفسي وأدحض كل التهم التي وجهها ضدي الجاهل عبد الرحيم حسين، ومنها أنني لا أعرف منزل شيخ الترابي، إنني أعرف منزل شيخي كما يعرف الطائر عشه. الترابي رائد في الحركة الإسلامية العالمية وصانع الحركة الإسلامية الحديثة. لقد اتهموني بمحاولة قتل شيخ الترابي. هذه كذبة. كيف يمكنني أن أقتل رجلا بكل تلك الحكمة؟ إنني أقول إذا لم يختتم خط النبوة بمحمد، فسوف أقول إن الترابي هو نبي هذه الأمة. مشكلة الترابي هي أن المجتمع السوداني قائم على القبلية والطائفية. السودانيون يعرفون الإسلام عبر شيوخهم الذين يتجاهلون الإسلام الحق ويرتكبون كل أنواع الخطايا.
إنني مقتنع الآن أن هناك قادة إسلاميون في السودان ولكن لا يوجد مسلمون. لقد دهشت في البداية حينما وجدت أن بعض المجاهدين يكرهون نظام البشير ويصفونه بأنه غير أخلاقي، ولكنني الآن وجدت أنهم كانوا على حق. إنني لست آسفا على ما فعلته ولا على ما سوف يحدث لي.
ما الذي سوف تقولونه إذا ذكرت لكم أن بعض الإسلاميين الذين وثقت فيهم وشوا بأعمالي للسفير الليبي؟
انتهى النص
ملحوظة: النص الوارد بين الأقواس هكذا (**) نص مخمّن للربط، فالنص الأصلي محذوف لدواعي سرية متعلقة فيما يبدو بأسماء المصادر التي أمدت السفارة بمعلوماتها حول وثوقية أقوال الخليفي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.