جاء السودان ضمن قائمة الدول الأسوأ في الإتجار بالبشر ، حسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول حالة الاتجار بالبشر لهذا العام الصادر يونيو 2013 . ويعرف الإتجار بالبشر بانه عملية توظيف أو تجنيد شخص أو وإيوائه ونقله أو الحصول عليه عن طريق التهديد أو استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه ، وإخضاع الضحايا رغماً عنهم لغرض استخدامهم أو تسخيرهم أو إجبارهم على العمل القسري، أو العبودية أو ممارسة الدعارة أو استغلالهم لأغراض جنسية. ويصنّف تقرير وزارة الخارجية الأمريكي الدول التي تتاجر في البشر إلى أربع مستويات حيث يضم المستوى الأول ، الدول التي ثبت أنّ حكوماتها امتثلت بالكامل لقانون حماية ضحايا الاتجار بالبشر. أما المستوى الثاني وهو يتشكل من درجتين : الدرجة A وتضم الدول التي لم تمتثل حكوماتها بالكامل للقانون ولكنها تبذل جهودا مكثفة حتى تمتثل له لاحقا . والدرجة B وتضم الدول التي ينطبق عليها معيار الدرجة A ولكنها تشهد إما تزايدا في عدد حالات الاتجار بالبشر أو أنها فشلت في إثبات أنها تقوم بجهود حقيقية في هذا المجال وبالتالي فإنها تستدعي أن تبقى تحت المراقبة . ثم المستوى الثالث ويشمل الدول التي لا تمتثل للحد الأدنى من معايير القانون كما أنها لا تبذل جهودا في هذا المجال . ويعتبر هذا المستوى الأسوأ بين كل المستويات . وصنف التقرير السودان في المستوى الثالث الأسوأ ، ويضم (7) دول ، وهي : السودان ، سوريا ، ليبيا ، اليمن ، السعودية ، الكويت والجزائر . وذكر التقرير ان وجود أي دولة في المستوى الثالث يجعلها هدفا لعقوبات أمريكية ممكنة. وذكر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية أن نصف الدول العربية الواقعة من المغرب حتى العراق ، تصنّف كأسوأ الأماكن التي تشهد ممارسات تتعلق بالاستعباد في العمل والدعارة. والملاحظة المهمة غياب كل الدول العربية عن المستوى الأول ، لكن ستّ دول منها ظهرت في الدرجة الثانية وهي الإمارات وقطر وعمان والعراق ومصر والأردن . وبقيت دول : البحرين ، المغرب ، تونس ولبنان في المستوى الثاني وتبقى تحت المراقبة. وقال التقرير إنّ دولا تطبق معايير قانونية صارمة في مكافحة الدعارة ، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية ، إلا انها تعتبر من أكثر الدول التي تنشط فيها الدعارة ! وأضاف التقرير أنه يعتقد أن نساء من آسيا وإفريقيا يتم إجبارهن على الدعارة داخل المملكة العربية السعودية ، ومن ضمنهن عاملات المنازل اللاتي يتم إجبارهن على ممارسة الدعارة بعد هروبهن من مشغّليهن بسبب إستغلالهن. كما أن عددا كبيرا من السعوديين يسافرون إلى اليمن ومصر والمغرب للبحث عن الدعارة أوالزواج بالفتيات الصغيرات في تلك الدول. وأوضح التقرير أنّ ظاهرة إستغلال الفتيات المغربيات مازالت مستمرة في عدة دول عربية، حيث يتم إجبارهن على الدعارة في كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين وسوريا والأردن وليبيا وأن تلك الظاهرة تمتد أيضا إلى بعض أنحاء أوروبا. ويشهد السودان نشاطاً واسعاً في عمليات الإتجار بالبشر الذي قدّرت الأممالمتحدة بانه يحتل المركز الثالث من مصادر دخل الجريمة المنظّمة بعد الإتجار بالمخدرات والأسلحة. وسبق وإعترفت عفاف أحمد عبد الرحمن وزيرة الرعاية الإجتماعية بولاية الخرطوم سابقاً ان السودان تحول إلى أهم محطات الإتجار بالبشر . وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يناير 2013أن العدد المتزايد من عمليات خطف اللاجئين في شرق السودان هو على الأرجح واحد من أسوأ أشكال الاتجار بالبشر في المنطقة. وتقول المفوضية إن اللاجئين يحتجزون مقابل فدية أو للاتجار بهم بهدف الزواج القسري والاستغلال الجنسي والسخرة أو الاتجار بالأعضاء. واوضحت ميليسا فليمينغ، المتحدثة باسم المفوضية أن الضحايا يتعرضون لأشكال قاسية من التعذيب )ما يحدث هو أنهم يعطون المخطوفين هاتفا. ويتم تعذيبهم بطرق مروعة بالكامل. ويسمع صراخهم، على الطرف الآخر من الهاتف عندما يتحدثون إلى والدتهم أو والدهم، مروع! ويطلب الخاطفون دفع الآلاف والآلاف من الدولارات أكثر من مدخرات هؤلاء الناس، وفي بعض الأحيان تكون الفدية أكبر من مدخرات القرية بكاملها( .