كانبرا حدث سياسى هام هو الحشد الذى أقامتة هيئة شئون الانصار بحوش مسجد خليفة المهدى بأمدرمان مساء 29\06\2013 هذا الحشد الذى اعتقد انة خرج عن الإعتيادية والنمطية لمثل هذة الحشود ، فقد قدرة البعض من غير المطففين بحوالى 50الف وقدرة آخرين من المعجبين ب 70 ألف ، مهما كان المتوسط بين الرقمين فهو حشد غير مسبوق فى ماضى ايامنا القريبة لأى جماعة سياسية بما فيها حزب الحكومة وحشودة المركبة المجلوبة بأموال الدولة ووعود السلطة ، فقد حضرت هذة الجماهير الغفيرة لتوصيل رسالة متعددة الإتجاهات ا) أن الشعب قد سئم الإستمرار فى التدهور ويريد أن يقول كفاية 2) أن فى السودان قوة مدنية ذات سند شعبى حقيقى ولها إرادة فاعلة يجب أخذها فى الحسبان 3) الحشد رسالة للحكومة نحن مازلنا سلميين ولن نكون معكم ابداً، إتقوا غضبة الحليم4) الحشد رسالة لقوى المعارضة المدنية نحن معكم ولكننا نريدكم أن تقدروا حقائق الواقع وتنظموا صفوفكم بناء على حيثيات إرادة الجماهير 5) رسالة الحشد للقوى الثورية المسلحة لكم سند وذراع مدنى يمكنة فعل الكثير بالتفاهم المشترك ، هذة مجمل الإشارات التى جاءت من مجرد الإحتشاد الجماهيرى فى مكان عام ، من غير الدخول فى تفاصيل الخطاب الذى سنتعرض لة لأهميتة التاريخية والسياسية . قبل إستعراض الخطاب لابد من كلمة حول الخطيب ، هو السيد الصادق المهدى رئيس وزراء السودان المنتخب بإرداة الشعب ، زعيم و إمام الأنصار ، رئيس حزب الأمة ، لذلك خطاباتة تكتسب أهمية خاصة ، سياسية و أخلاقية ، ودائما تثير حوار كثيف مابين مؤيد لها بإطلاق ودون شروط ، ومعارض لها من دون مراعاة لمضمونها من باب المنافسة السياسية ، ومتربص بمعانيها بأدوات متعددة لخلق حالة تحول بينها و الإجماع الوطنى المطلوب كما هو حال إعلام السلطة ، وقد إتضح نضوج الساحة السياسية السودانية من خلال بروز أقلام متجاوزة التأييد المطلق ورافضة التخندق المسبق ، ونافية للتربص المعادى من غير بينة علية ، من خلال هذة الحقائق إتفاقاً أو إختلافاً مع السيد الصادق المهدى إلا أن هناك إجماع حول الحقائق الآتية فيما يتعلق بشخصة ومواقفة 1) هناك إجماع على عفة يدة ولسانة من أى ممارسات فيها شبهة تربح أو تحقيق منفعة شخصية بإستخدام نفوذة فى السلطة ، وبراءة ممارساتة من أى عنف مادى أو لفظى ضد مخالفية الرأى فى الوطن ، طوال فترات حكمة الماضية. 2) السيد الصادق المهدى شخصياً وحزب الأمة القومى عموماً هم القوى السياسية الوحيدة التى لم تشارك الإنقاذ الحكم طوال ربع القرن الماضى ولذلك اى مزايدة عليهم بمحاباة السلطة لا تعدوا أن تكون مجرد كلام هوائى لايسندة شاهد موضوعى . 3)السيد الصادق المهدى اقوى شخصية سياسية شعبية فى البلاد ولذلك موقفة ذا قيمة معيارية تتصارع حولة المعارضة و الحكومة فكل طرف يدعى وصلاً بة . لكل هذة المعانى يكون حديث السيد الصادق المهدى من الأهمية التى تعطيها أجهزة الإعلام والمحللين قدر من المساحة لدراستها وتحديد إتجاهات الرأى فيها ، فقد إحتوى خطاب السيد الصادق المعانى والتوجيهات والرسائل الأتية 1) لقد حسم المهدى بشكل لا لبس فية أن حزب الأمة فى موقع المعارضة لهذا النظام ، من خلال عبارتة القاطعة، (إرحل .. إرحل) مخاطبا نظام الإنقاذ. . 2) وجة الخطاب رسالة الفرصة الأخيرة لحكومة الإنقاذ ، تسليم السلطة و إقامة نظام انتقالى هذا الخيار أو المواجهة الشعبية ، ولم ينتظر الخطاب الإجابة بل وجة الجماهير عامة والأنصار خاصة بأن يبدوؤا العمل منذ اللحظة لتنفيذ البرنامج المطلوب للمواجهة الشعبية للإنقاذ . 3) مناشدتة للقوى الثورية أن تجلس مع حزب الأمة والقوى المدنية للأتفاق على أجندة التحول الديمقراطى فى البلاد ، ووضع أسس لتحالف مدنى ومسلح فى اسرع فرصة زمنية ممكنة . أعتقد هذة الفقرة من الخطاب تشكل مطلب رئيسى و أحد الهموم الأساسية لكل القوى الوطنية فى السودان ، لذلك دعوة السيد الصادق المهدى لهذا الإجتماع المدنى العسكرى يجب أن تؤخذ بجدية من كل الأطراف خاصة الجبهة الثورية التى نتطلع أن نسمع من هيئة قيادتها رد مفصل على هذا الطلب الوطنى والهام كما ورد نصة فى خطاب المهدى بحوش الخليفة . 4) أكد المهدى فى صلب الخطاب على إلتزام حزب الأمة بتجمع المعارضة فى قوى الإجماع الوطنى وقد طالب المهدى بضرورة تفعيل هذا الجسم المعارض ومناقشة الكيفية من خلال ورشة العمل المتفق عليها . هذة الفقرة فى خطاب المهدى تأتى حاسمة للجدل بأن حزب الأمة بكل مؤسساتة ملتزم بالعمل القومى المعارض ولكنة يشترط الفاعلية والكفاءة لهذا الجسم الهام ، أعتقد الكفاءة والفاعلية مطلب مشروع ، لإنجاز الأهداف الوطنية الموكلة لة ، خاصة أن للشعب السودانى رصيد من التجارب الصائبة والخائبة فى العمل الوطنى المشترك ، يجب استدعائها من خلال الورشة المعلنة لأخذ العبر والدروس والخروج بهيئة فاعلة لقيادة العمل المعارض ، أتطلع أن تتعامل قوى الإجماع الوطنى مع هذة الفقرة من خطاب المهدى بالجدية المطلوبة ووضعها موضع التنفيذ باسرع ماتيسر خلال الايام القليلة القادمة . 5) أعتقد أن الفقرة الثالثة فى خطاب المهدى ، هى الأهم فى مجمل الخطاب ، حيث جاءت تحمل برنامج عمل نضالى يومى لجماهير حزب الأمة خاصة وللشعب السودان عامة من خلال النص الآتى من صلب الخطاب سابعا :- أننى أطالب أن نبدأ منذ اللحظة1) جمع التوقيعات على تذكرة الخلاص الوطنى 2) التحضير للدفاع عن إرادة الشعب فى التغيير من خلال المظاهرات و الإعتصامات السلمية المليونية فى السوح العامة فى كل أنحاء البلاد . 3) على السودانيين فى مهاجرهم المختلفة التوقيع على تذكرة الخلاص الوطنى والتحضير للإعتصامات والتظاهر المتزامن مع الداخل أمام سفارات النظام فى كل أنحاء العالم . 4) إصدار مناشدات للاسرة الدولية متزامنة مع الحشود و الإعتصامات بتوفير الحماية للشعب الأعزل من بطش السلطة إذا قررت مواجهتة بالعنف . 5) إمعانا من المهدى فى تأكيد جدية المشروع فقد إقترح الصيغة التى تجمع عليها التوقيعات ، فقد جاءت صيغة بليغة وجامعة واضحة الأهداف والمعانى وختمها بنداء قومى ينطلق من أمدرمان بما تحمل من معانى ومدلولات وطنية على المستوى الشخصى أعتقد أن هذا الخطاب الذى قدمة السيد الصادق المهدى سيكون خطاب تاريخى يفتح صفحة جديدة فى مواجهة النظام وحشد القوة المعارضة لة بوضوح آليات وبرنامج عمل ، يجب على كل الحركة الوطنية فى البلاد أخذ هذا الخطاب بالجدية اللازمة و إحاطتة بالتفاصيل المطلوبة والتفاعل الإيجابى مع معطياتة ، لهذا أنى أوجة الرسائل التالية تمشياً مع جدية السيد الصادق فى خطابة فى يوم 29\06. الرسالة الأولى موجهة لحكومة الإنقاذ و على وجة الخصوص للرئيس عمر حسن البشير لقد حزم الشعب أمرة و حالة من السوء يغنى عن أى شرح وما عاد فى قوس الصبر منزع ، خيارك الشخصى تسليم السلطة مقابل بحث سلامتك والهبوط الآمن لجماعتك . الرسالة الثانية لحملة السلاح فى الجبهة الثورية ، نحن فى خندق واحد تتنوع وسائلة ، نقر ونعترف بكل المظالم ونعمل على إحقاق الحقوق وحقن الدماء ووضع حد للمعاناة ندعوكم لإجتماع عاجل تحددون مكانة وزمانة للخروج بخطاب موحد وبرنامج عمل للتغيير متفق و مجمع علية ، ننتظر إجابتكم على أحر من الجمر غدأ أو اليوم ومن الأفضل أمس . الرسالة الثالثة لقوى الإجماع الوطنى ننتظر الورشة المعلنة و لانريد معارضة هوائية امامكم برنامج نضالى مفصل نتطلع للإجماع حولة ليكون هادى للأمة فى الأسابيع القادمة . الرسالة الرابعة لحزب الأمة وكيان الأنصار ، أنكم فى مرحلة مفصلية فيها الوطن مهدد بالتمزق والزوال عليكم بوحدة الصف والهدف ، والعمل بطاقات لاتفنى من أجل البرنامج المعلن ، ونتطلع أن نرى تكوين فرق ولجان العمل على مستوى المركز فى الخرطوم و الأقاليم المختلفة وكل المهاجر و ان تتقدم عضويتكم الملتزمة والمجربة الصفوف للنضال لبزوغ الفجر الجديد وتحقيق البرنامج المعلن ، تكوين اللجان و إعلانها عنوان جدية البرنامج المطروح مع ضرورة تكوين اللجان الموازية والسرية تحسبا للتطورات فى المواجهة الشعبية القادمة رسالة للشباب والطلاب أنتم زخر الوطن المدخر لمواجهة المستقبل وتحقيق الآمال نقدر حماسكم وتطلعكم لمعركة قصيرة وحاسمة ولكن خذوا الحكمة ممن عركتهم التجارب معارك الشعوب من اجل الحق طويلة وتحتاج النفس الاطول نتطلع ان تكون زاد ووقود للبرنامج الجيد الذى اعلنة السيد الصادق المهدى فى يوم 29\06 بحوش مسجد الخليفة ومنذ التاريخ لما يعد هذا البرنامج ملك للسيد الصادق أو حزب الامة فقط بل هو ملك للشعب السودانى كلة ويشكل برنامج مرحلة ملهم ومحفز وعملى علينا وضع كل طاقاتنا وقدراتنا و إمكانيتنا لتنفيذة والخروج من قاع الإتكالية والنضال بالوكالة إلى نضال ميدانى حقيقى أصالة عن النفس ونيابة عن الشعب المعلم الذى إحتشد فى حوش الخليفة و أصدر هذا البرنامج والرسالة العبقرية التى توحد ولاتفرق وتحشد ولاتبدد اتطلع أن يدعوا السيد الصادق المهدى المجموعات الشبابية والطلابية المختلفة لحوار مباشر يستجلى المبادرة ويوحد الجهود لمقبل معاركنا الأهم . ختاماً هذة مساهمة محدودة فى محاولة لإعادة قراءة خطاب هام من حيث التوقيت وهام من حيث المتحدث والمتلقى فى ذلك المساء، الذى ظللتة اناشيد الوطنية ومدائح الأمجاد مستدعية بطولة هذا الشعب العظيم ليضع أفضل نهاية ممكنة لأسوأ مرحلة سياسية فى تاريخة الحديث ، اتطلع من كل أصحاب الفكروالقلم مساهمة فى إضاءة هذا الخطاب الذى اتفائل ان يكون نقطة تحول فى مسرتنا نحوا النصر . ختاماً أن ينصركم اللة فلاغالب لكم