[email protected] اولا فلنتفق بان زعماء الطائفية ومن يدعون السيادة لا يصلحون لقيادة ثورة شعبية ولا يستطيعون ذلك لانه لا يتماشى مع تركيباتهم النفسية فالثورات تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية وبدولة مدنية يتساوى فيها الجميع على اساس المواطنة وهذا سيسحب البساط من زعماء الطائفية و ادعياء السيادة , و لعل من ابرز اسباب فشل الاحزاب السياسية العقدية بالسودان انها خليط من الدين و السياسة و القبلية لذلك و لنصف قرن و نيف من الزمان لم تستطيع ان تتحرك من مكانها قيد انملة و لم تحقق اى انجاز سياسى مؤكدة فشلها بسبب سياسة الاسياد و الاتباع فالاسياد لا يريدون للمجتمعات ان تنهض او تتعلم يريدونها بجهلها حتى (تبوس الايادى ) و تخطب ود الاسياد بالهبات و العطايا و غيرها و هنا الختمية و المهدية نموذجاً فكيف تريدونانطلاق شرارة الثورة باشارة من الصادق المهدى ؟!!. شخصيا لى نظرة متشائمة جدا من اى حراك ثورى بدايته بحوش الخليفة او مسجد الانصار و خطبة من الامام السيد الصادق لانه اى حراك ثورى بمشورة الصادق المهدى سيخضع لموازنات المصالح الشخصية و حسب العلاقة بينه و بين النظام فالسيد الصادق يريد ان يستخدم التنظيمات الشبابية وانصاره لمكاسب شخصية اولا ليؤكد الرجل لنفسه بانه الزعيم الاوحد وبان هذه الحشود الثائرة جميعها تحت امره و ايضا ليستخدمها كورقة ضغط على الحكومة لتمرير اجندات خفية ومنذ 29يونيو العام 2010 اجمع الشباب من تنظيمات شبابية و احزاب مختلفة على الخروج للشارع من حوش الخليفة بزعامة السيد الصادق و تجمعت الحشود وجاء الانصار يحملون الحراب و بدأت المخاطبة بالله اكبر و لله الحمد وانتهت بتخذيل السيد الصادق للشباب وبانه اى خروج للشارع فى هذا التوقيت سيؤدى الى حدوث فوضى و لابد للحوار مع النظام و بالفعل حاور النظام وبعدها بثلاثة اسابيع يوم 12/7/2010 عاد ابنه عبد الرحمن للقوات المسلحة مجددا برتبة عقيد و كان قد تمت احالته للصالح العام برتبة ملازم و قبلها التحق ابنه بشرى بجهاز امن البشير برتبة ملازم فالسيد الصادق مواقفه متذبذبة منذ صباه و ما تهتدون و ترجعون ببعيدة عن الذاكرة الشعبية و التاريخ يدون ويراقب, فاذا رجعنا لسيرة الرجل منذ العام 1966 حينما اراد ان ينتزع الزعامة من والده وعمه كان يخطب فى الشباب يجب الفصل بين المقدس و الدنيوى و الرموز العقائدية لن تفلح فى التعاطى مع السياسة و ذاع صيته حتى لقب بامل الامة و حينما انتخبوه رئيسا فى العام 1967 و عمره تسعة وعشرون عاما خذل منتخبيه فى اول خطاب له بالبرلمان. فالسيد الصادق مهووس بالزعامة و تبنى المواقف نيابة عن العامة فى دكتاتورية فاضحة وهو الذى ينادى بالديمقراطية وجاءا بشرعية انتخابية دون تزوير و لفترتين و لو حكم الرجل عقله لتبوأ منصب الامين العام للامم المتحدة فالصادق المهدى مفكر سياسي و زعيم يمتلك قدرات عدة و لكنه حصر نفسه زعيما للانصار و رئيسا للسودان فجينات الزعامة تعمل لدى الرجل بمعدل عالى و يرى بان اتباعه من الانصار ملكا له وعليهم ان ينفذوا ما يراه و ما يقوله دون نقاش و اذا هتفوا بان الشعب يريد اسقاط النظام يصيح فيهم (اصمتوا) و يذكرهم بانه جاء بهم ليسمعوه و ليس ليسمعهم هو ولا يدرى بان ليس جميع هذه الحشود انصاره و حتى شباب الانصار لديهم رؤية و موقف و لن يكونوا كالقطيع و لكن إنزيم الزعامة ارتفع لدى الرجل فانساه الديمقراطية و المؤسسية فى العمل الحزبى و انى لاتساءل بمرارة كيف ارتضت التنظيمات الشبابية و المجموعات المنادية بالتغيير ان تتخذ هكذا انموذج رمزاً لها ؟هل كتب للشعب السودانى ان لا ينتفض دون اذن من الصادق المهدى ؟ وهل شخصا تسيد وارتضى ان يقال له السيد كلقب سيرتضى ان يتحرر الناس ولو بافكارهم ؟ على الشباب ان لا يتزمرون من خطاب السيد الصادق فهو متوقع و ليس بجديد بل عليهم ان ينجزوا ثورتهم وان يخرجون الى الشوارع شاهرين هتافهم لان الشوارع لا تخون , فجميع الثورات التى انطلقت مؤخرا بدول الربيع العربى كانت ثورات شبابية منادية بالتغيير و اجتثاث الدكتاتوريات ولم تنتظر ان يتزعمها شيخ يغازل فى النظام تارة و ينقلب عليه لحين تارات أخر , فليخرج الجميع الى الشارع ليقولوا لا لسياسات المؤتمر الوطنى و لا للعنصرية و قتل المدنيين لا لبيع الوطن و تشريد ابنائه وتقتيل شعبه فهنالك عشرات الاسباب الموضوعية لاسقاط المؤتمر الوطنى و حدوث ثورة شعبية دون انتظار المهدى لاطلاق صافرة البدء.