أحرقت مليشيات الجنجويد (50) متجراً بمدينة نيالا منتصف ليلة الخميس بعد أن نهبت حوالي (600) من المتاجر . وقال شاهد عيان من نيالا ان المليشيات قامت بكسر أقفال المتاجر في سوق الملجة والمواشي وإستولت على ما فيها وحملتها على عربات خاصة بها ثم أحرقت السوق لإخفاء آثار الجريمة . وأضافت مصادر (حريات) ان الهدوء الحذر بدأ يعود للمدينة ، فيما لا تزال الحركة التجارية والمرافق العامة و المواصلات شبه متوقفة . وتمردت مليشيات الجنجويد بعد قتل قائدها دكروم يوم الأربعاء الماضي بواسطة عناصر من جهاز الأمن . وقتل ما لا يقل عن (7) وأصيب أكثر من (40) شخصاً بجراح ، في الإشتباكات التى اندلعت اثر ذلك بين الطرفين . وقال مصدر مطلع ل (حريات) ان تفاصيل الاحداث تعود إلى مساء الاثنين الماضي عندما تعرضت عربة معتمد محلية (نتيقة) لمحاولة نهب اتهمت بها مليشيا من الجنجويد مستوعبة في قوات الإحتياطي المركزي المعروفة ب (أبو طيرة) ويقودها محمد عبد الله شرارة الملقب ب (دكروم) ، مضيفاً ( تدخلت قوات من جهاز الأمن وإعتقلت بعض أفراد المليشيا ، وعندها حضر قائد المليشيا (دكروم) لحراسة جهاز الأمن وطلب الإفراج عن أفراده ، وعندما رفض جهاز الأمن ، رد (دكروم) : (انا ح أفك ناسي منكم رجالة ). وأضاف ( حضر بعدها قائد المليشيا ( دكروم) برفقة قواته وبدأ بإطلاق النار على مبنى جهاز الأمن ، فاستدعى جهاز الأمن قوة إضافية وحدثت الإشتباكات التي إستمرت لأكثر من ساعة وتم القبض على (دكروم) بعد ان نفدت ذخيرته . وقال ( بعد القبض على محمد عبد الله (دكروم) تم ذبحه من الوريد إلى الوريد بمكاتب جهاز الأمن ) . وأضاف انه بعد مقتل (دكروم) حضرت قوة كبيرة من الجنجويد ومليشيات قبلية أخرى مسلحة ب (آر بجي وصواريخ الكاتيوشا و البنادق الآلية) وهاجمت مكاتب جهاز الأمن وتمكنت من دكها ومقر المؤتمر الوطنى وفرضت سيطرتها الى ان تدخلت القوات المسلحة وفصلت بين الطرفين المتحاربين . جدير بالذكر ان المليشيات القبلية التى تعرف بالجنجويد استخدمت فى حروبات المؤتمر الوطنى على اهل دارفور ، وبعدها تم استيعابها فى قوات الاحتياطى المركزى وحرس الحدود ، وحين ضعفت قدرات السلطة المالية فى الصرف على المليشيات بدأت تستقل وتمول نفسها من النهب ومن مناجم الذهب ، ومع شعور عناصر المليشيات بانهم تم استخدامهم من قبل السلطة وانها تتجه للتنصل منهم تزايد احساسهم بالغبن والمرارة وبدأوا يتصرفون كقوة تستقل اكثر فاكثر عن السلطة .