(حريات) قتل ما لا يقل عن (7) وأصيب أكثر من (40) شخصاً بجراح ، بعضهم إصاباتهم خطيرة في الإشتباكات المتواصلة منذ أمس الأول بين مليشيات الجنجويد وقوات جهاز الأمن . وقال (راديو دبنقا) ان (2) من العاملين بمنظمة (ورلد فيشن) العاملة في المجال الإنساني قتلوا داخل المنظمة وأصيب (3) آخرون عند سقوط قذيفة على مبنى المنظمة . وأضاف (دبنقا) ان الإشتباكات أدت لوقوع وفيات وإصابات بين الاطفال نتيجة لإطلاق الرصاص الكثيف على المنازل ، ومن بين الاطفال المتوفين ، طفلة حديثة الولادة عمرها (3) اشهر اصيبت مع أمها برصاصة. وقال مصدر مطلع ل (حريات) ان تفاصيل الاحداث تعود إلى مساء الاثنين الماضي عندما تعرضت عربة معتمد محلية (نتيقة) لمحاولة نهب اتهمت بها مليشيا من الجنجويد مستوعبة في قوات الإحتياطي المركزي المعروفة ب (أبو طيرة) ويقودها محمد عبد الله شرارة الملقب ب (دكروم) ، مضيفاً ( تدخلت قوات من جهاز الأمن وإعتقلت بعض أفراد المليشيا ، وعندها حضر قائد المليشيا (دكروم) لحراسة جهاز الأمن وطلب الإفراج عن أفراده ، وعندما رفض جهاز الأمن ، رد (دكروم) : (انا ح أفك ناسي منكم رجالة ). وأضاف ( حضر بعدها قائد المليشيا ( دكروم) برفقة قواته وبدأ بإطلاق النار على مبنى جهاز الأمن المقابل للمجلس التشريعي بالمدينة ، فاستدعى جهاز الأمن قوة إضافية وحدثت الإشتباكات التي إستمرت لأكثر من ساعة وتم القبض على (دكروم) بعد ان نفدت ذخيرته . وقال ( بعد القبض على محمد عبد الله (دكروم) تم ذبحه من الوريد إلى الوريد بمكاتب جهاز الأمن ) . وأضاف المصدر المطلع والموثوق ل(حريات) انه بعد مقتل (دكروم) على يد عناصر جهاز الأمن حضرت قوة كبيرة من الجنجويد ومليشيات قبلية أخرى مسلحة ب (آر بجي وصواريخ الكاتيوشا و البنادق الآلية) وهاجمت مكاتب جهاز الأمن وإشتبكت مع قواته وقتلت الضابط عمار أنور الحاج . وتمكنت المليشيات القبلية من دك مكاتب جهاز الامن ومقر المؤتمر الوطنى وفرضت سيطرتها الى ان تدخلت القوات المسلحة وفصلت بين الطرفين المتحاربين . وقال ان الإشتباكات تركزت في أحياء الإمتداد وأحياء المطار ، الثورة والسد العالى وإمتدت إلى منطقة سوق المدينة وحول مكاتب الجمارك وحول أمانة حكومة الولاية وسوق الملجة وقيادة الفرقة (16) مشاة . واضاف ان قوات الجيش تدخلت بعد توسع الإشتباكات ، وفر الآلاف من منازلهم ، وأغلق سوق المدينة خاصة بعد حوادث النهب والسلب التي قام بها أفراد المليشيا لسوق الملجة والسوق الجنوبي . هذا وأغلقت المصالح الحكومية والمدارس ويعيش سكان المدينة في حالة من الذعر والهلع. وقال ان مستشفى المدينة الذي يشكو أصلاً من إنعدام الدواء وقلة الكوادر الطبية يعاني من أزمة حقيقية في ظل العدد الكبير من المصابين والحاجة إلى عمليات نقل الدم . واضاف المصدر أن ضباط وأفراد من جهاز الأمن بالمدينة تم نقلهم وأسرهم من منازلهم توطئة لنقلهم إلى الخرطوم . وفرضت حكومة ولاية جنوب دارفور حظرا للتجوال بالمدينة إعتباراً من السابعة والنصف مساء وحتي السابعة صباحاً ، كما تم إغلاق مطار نيالا امام الملاحة الجوية. ولاول مرة فى تاريخ الانقاذ ، وتحت تهديد السلاح ، اصدرت اللجنة الامنية لولاية جنوب دارفور بياناً حملت فيه مسؤولية الاحداث لعناصر جهاز الامن واعلنت عن اعتقال الضباط والعناصر المسؤولين عن مقتل دكرون . جدير بالذكر ان المليشيات القبلية التى تعرف بالجنجويد استخدمت فى حروبات المؤتمر الوطنى على اهل دارفور ، وبعدها تم استيعابها فى قوات الاحتياطى المركزى وحرس الحدود ، وحين ضعفت قدرات السلطة المالية فى الصرف على المليشيات بدأت تستقل وتمول نفسها من النهب ومن مناجم الذهب ، ومع شعور عناصر المليشيات بانهم تم استخدامهم من قبل السلطة وانها تتجه للتنصل منهم تزايد احساسهم بالغبن والمرارة وبدأوا يتصرفون كقوة تستقل اكثر فاكثر عن السلطة .