شريفة شرف الدين [email protected] استوقف النهابون حافلة و نهبوا كل ما فيها و إمعانا في قو ة العين و زيادة في الاستفزاز أوقفوا موظفا ثم صاروا يجردونه بالقطاعي و كان أمام رشاشاتهم هينا طيعا لينا .. لم يعصهم أمرا و لم يردهم طلبا و لم يبقى عليه إلا ما يستر وسطه و طاقية خرقة على رأسه فلما دخل المدينة أنكر عليه أهلها التخلي عن أشياءه و عدم الذود عنها فقال لهم نافخا وجنتيه مضخما صوته و رافعا صدره (هم لو رجال ما كانوا يشيلوا طاقيتي دي .. و الله كان سال دم)!! عبث أن نجتهد لنثبت شيطانية الكيزان و هدر للوقت و الكلمات سعينا لتبيين سوءهم و الحضيض الذي رموا فيه البلاد و العباد .. لأننا .. كتابا و قراء و معلقين و مشاهدين و مطحونين ظللنا أربعة و عشرين عاما نلوك نقدهم و نرفع حواجب الدهشة على فسادهم و نسمر حتى الصباحات الأولى بحكاياتهم .. دون أن يؤثر فيهم كل ذلك إلا ثابتة راسخة واحدة عندهم التي هي: أن الشعب داجن جدا و الطريق سالكة أمام الاستباحة الكلية لكل شيئ و الشعب ليس استثناء. نحن من سمح لهم بشتمنا .. نحن من أذن لهم بمصادرة حريتنا .. نحن من وافق على حكمهم لنا .. نحن من أعطاهم الحق بسلبنا حقنا و كل ذلك بصمتنا المخزي أمامهم. إن كنتم فوق الثلاثة فاطرح .. مُختبِرا .. موضوعا خلافيا ثم انظر بم ترجع .. ستسمع تنظيرا و فلسفة و حججا و تمثيلا .. الكل يملك حل المعضلة على طريقته و في خضم ذاك الجدال العقيم .. ينسكب العسل مخالطا الرمل و تنبت ثم يقوى ريش العصافير و تحلق بينما لا نزال في جدالنا الكلامي العقيم بينما النظام راقد على قفاه بعدما أمن هل و نحن لا نحرك ساكنا .. هل و نحن بعدما رضينا و لا زلنا نرضى الضيم .. هل و نحن قد أدمنا الفرجة و جلادنا قد تفرعن و قالها إنه ربنا الأعلى .. هل و نحن شعب داجن كما وصفنا النظام .. هل و النظام لم يدخر شتيمة إلا و رمانا بها .. هل هل نستحق خلاصا و حرية؟ ندري أن ما يسمى جيشنا إمعة تحركه خيوط الكيزان .. هل سيصمد أمام ثورة شعبية لا تستثني مدينة و لا شارعا؟ هل سيقدر هذه الشرطي الهزيل أن يسهر فوق ثلاثة ليال سويا؟ أنا لا أثبط الهمم و لكني جازمة أن الشعب الذي أراه .. طالما أنه ماض على شاكلته .. لن يمد يدا لإزاحة النظام حتى لو كان النظام جثة شبعت موتا و هلاكا!! من قال يوما إن الأمنيات تقلع أنظمة حكومات؟