خاطب المفكر والكاتب الجنوبي البارز فرانسيس دينق السيد سلفا كير ميارديت برسالة حصلت (حريات) على نسخة منها، وعلق فيها على استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان، مؤكداً بأن عملية الاستفتاء قد انتهت بنجاح وأن نتيجته سوف تكون الاستقلال، مهنئاً سلفا والحركة الشعبية لتحرير السودان على قيادة شعب الجنوب لنيل حقوقه وحصد نضالاته. وأكد فرانسيس دينق أنه مناصر قوي لفكرة الحركة الشعبية لتحرير السودان بسودان جديد يتساوى فيه الجميع بشكل كامل، ولكنه قال إن اتفاقية السلام الشامل كانت عبارة عن تسوية لعدم انتصار رؤية السودان الجديد عبر النضال المسلح، وإن الوحدة لم تكن جاذبة إذ لا يمكن تصور أن يصوت الجنوبيون للوحدة في ظل النظام الحالي الذي يعاملهم على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية. وتنبأ دينق بأن تستمر رؤية السودان الجديد في الشمال، وقال ربما لو تحققت تصير أساسا لإعادة النظر في العلاقة بين الشمال والجنوب، في إشارة مضمرة لإمكانية إعادة الوحدة من جديد. وتحدث في نهاية رسالته عن التحديات التي تواجه الجنوب المستقل، وأجملها في تحقيق المثل العليا للحكم الرشيد : إدارة التنوع البناء على أساس المساواة الكاملة بين جميع المجموعات العرقية ، وتعزيز الديمقراطية الدستورية الشاملة، واحترام جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية؛ السعي لتحقيق التوزيع العادل للموارد والخدمات العامة، وفرص العمل ، والإدارة المالية المساءلة ، وتوطيد السلام من خلال التنمية الاجتماعية والاقتصادية العادلة نص الرسالة أدناه (ترجمة حريات): فخامة سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان جوبا ، جنوب السودان عزيزي السيد الرئيس: أود بصفتي الشخصية كسوداني، أن أهنئكم وشعب جنوب السودان على إنهاء استفتاء تقرير المصير بنجاح. فمن المسلم به الآن على نطاق واسع أن العملية أجريت بشكل إيجابي وذي مصداقية ، ومن المتوقع أن تكون النتيجة بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال. وأود من خلالكم، أن أهنئ الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة جنوب السودان على قيادة شعبنا بنجاح إلى الهدف الذي ناضلوا وضحوا من أجله منذ استقلال السودان. وكما تعلمون فإنني قد كنت مؤيدا قويا لرؤية الحركة الشعبية حول سودان جديد يساوي كاملا بين جميع مواطنيه. على أية حال فقد كانت اتفاقية السلام الشامل حلا وسطا بني على أساس الاعتراف بأن رؤية السودان الجديد لم يمكنها أن تتحقق من خلال النضال المسلح وحده من أجل التحرر. وبما أنه لم يمكن جعل الوحدة جاذبة للشعب في الجنوب في ظل النظام الحالي ، فقد كان استقلال الجنوب هو النتيجة العادلة التي يمكن التنبؤ بها لاستفتاء تقرير المصير. وفي الواقع، فمن الصعب تصور كيف يتوقع من الجنوبيين التصويت لصالح الوحدة الوطنية تحت النظام الحالي الذي سوف يواصل التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ليس لدي أي شك في أن رؤية السودان الجديد بالمساواة الكاملة لجميع الجماعات العرقية والإثنية والثقافية ، قد ألهمت الكثيرين في كل أنحاء البلاد وسوف تستمر تتبع في الشمال عبر العملية الديمقراطية. وإذا تحققت تلك الرؤية، فلربما خلق ذلك أساسا لإعادة النظر في العلاقة بين الشمال والجنوب. وكما كتبت في كتابي الذي نشر مؤخراً، السودان في حافة الهاوية، فإن الوحدة والانفصال تمثلان درجات متفاوتة من العلاقات الحالية والتي يمكن أن تعزز أو تضعف تبعا لإرادة الناس وقادتهم. ومع ذلك فإنه وفي الوقت الراهن فإن ممارسة تقرير المصير قد أعطت شعب الجنوب حرية الحصول على المساواة والنزاهة والكرامة. وينبغي أن يكون جميع الجنوبيين سعيدين جدا وفخورين لهذا الإنجاز. وتبرز أمام الجنوب المستقل الآن تحديات تحقيق المثل العليا للحكم الرشيد : إدارة التنوع البناء على أساس المساواة الكاملة بين جميع المجموعات العرقية ، وتعزيز الديمقراطية الدستورية الشاملة، واحترام جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية؛ السعي لتحقيق التوزيع العادل للموارد والخدمات العامة ، وفرص العمل ، والإدارة المالية المساءلة ، وتوطيد السلام من خلال التنمية الاجتماعية والاقتصادية العادلة. بارك الله فيك، وفي حكومتك، وفي شعب جنوب السودان وفي كل أولئك الذين دعموا سعيكم نحو هذه المثل والأهداف. أخوك فرانسيس مادينق دينق