[email protected] أسرار اجتماع الجنينة:الميرغني لقيادة الجيش: القوات المسلحة بريئة من انقلابي نوفمبر ومايو ومن القادم أيضا! محمد عثمان الميرغني: بعد المؤتمر الدستوري سنشكل حكومة "السلام والتنمية" في الحلقة السابقة واصلت استعراض أسرار اجتماع الجنينية الذي عقد، قبل خمسة أيام من انقلاب 30 يونيو 1989، بين وزير الدفاع مبارك عثمان رحمة ومعه هيئة قيادة قوات الشعب المسلحة على رأسهم القائد العام الفريق أول فتحي أحمد علي والسيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي وبصحبته السادة محمد الحسن عبد الله يسن ووزير الخارجية سيد أحمد الحسين والفريق يوسف أحمد يوسف وكان هنالك المرافق الخاص للميرغني الجنرال أمين عثمان، وحضرت الاجتماع بطلب من الميرغني لتدوين وقائعه. توقفت في الحلقة الرابعة عند العبارة التي ختم بها سيد أحمد الحسين حديثه، حيث قال: وحقيقة قد يكون من الواجب الحديث في هذا الأمر بوضوح مع شريكنا الأكبر في الحكم السيد الصادق المهدي ليتحمل مسؤولية التطويل والتأخير في وضع حد للكيد السياسي حتى لا يتبقى له إلاَّ لَوْمَ نفسه عندما تدخل البلاد في نفق مظلم حقيقي. ** أنهى الحسين سيد أحمد تلك العبارة سريعا ودخل في صمت مبحلقا في السقف، وانتقلت العدوى إلى الجميع، فران صمت شامل، ولم يأخذ الحديث أي من الحضور. وجدت نفسي أضع خطوطا تحت الجملة الطويلة التي ختم بها الحُسّين حديثه، وبَدَأَت ب "وحقيقة قد يكون…." وانتهت ب "…. نفق مظلم حقيقي". ولحظة تَمْييزها، حَلَّلْتها بيني وبين نفسي: عندما يقول سياسي لعسكري مثل هذا القول، لا بد أنه يعني ان الحديث انتهى وليس لديه ما يضيفه، وربما برأيه أيضا، ليس هنالك جديدا ليستمع إليه. فتساءلت: أهيََّ دعوة لإنهاء الاجتماع؟ ومن هو الذي يجب ان ينهيه؟ ولاحظت بعد ان دَوََّرت كل ذلك في ذهني، ان الحسين سيد أحمد بدأ جملته الأخيرة بكلمة "وحقيقة" وأنهاها أيضا بالمشتق "حقيقي". أتظن انه بات يبحث عن الحقيقة؟ أين انت أيتها الحقيقة، ولماذا تختبئين؟ أظهري بشمالي أو بيميني، فقط كوني أمامي، دعيني أهرع خلفك، فلا تفاجئيني آتية من الخلف. طفقت أهمس في سري على لسانه بتلك الجمل والخطرفات، حتى أخرج من العقبة التي وقف فيها "حمار تحليلي" لفك لغز الحسين سيد أحمد فيما رمى إليه بتلك الفقرة التي أنهى بها حديثه ولم استطع، غير انني أحسست بانه عزم على شيء ما. ما هو؟ لا ادري، ولكن حتما سأحاصره بعد الاجتماع، وأسأله عنه حتى يبوح لِيَّ بخطوته التالية. كل ذلك يمكن النظر فيه والتفكير حوله في وقت آخر، فيما المطلوب الان معرفة اتجاه الاجتماع، أية بوصلة يتبع، إلى أين يسير ومن يضع له حدا ويفضه، فقد فاض حولي الحديث وكاد ان يخرج من مساره؟. توقعت ان يكون الفريق يوسف أحمد يوسف مكلفا من قبل الميرغني بإنهاء الاجتماع، فهو لم يتحدث فيه مطلقا، فذهب رهاني في هذه المَرَّة أدراج الرياح، إذ لم يَبْد الفريق يوسف أية إشارة أو حركة يمكن أن يفهم منهما انه يريد ان يقول شيئا. ظل يخيم عليه الإحساس الذي راودني بان هموما كثيرة داهمته دون سابق إنذار، بحسب ملاحظتي وتفسيري لجلسته ونظرته الثابتة لزملائه السابقين في القوات المسلحة، ولا شك انه يعرفهم "إن آند أوت"، جوهرا ومظهرا، أي يعرف ما يدور في نفوسهم وعقولهم وما يحيط بهم من مسؤوليات وواجبات. تَذَكَّرْت انني لمحته، وقد أقول ضبطه، على الأقل مرتين، ملتفتا بزاوية قائمة نحو جاره الأيمن في الجلسة، سيد أحمد الحسين، فلم أعر الأمر أهمية في الأولى، وبعد تكرارها تَخَيَّلت، وأيقنت لاحقا، انه لا ينظر لسيد أحمد، فقد اخترقت نظرته الحسين لتنفذ إلى الميرغني. فهل كان يحادث الأخير في صمت؟ أما محمد الحسن عبد الله يسن، فقد بات واضحا انه القي عصاه ومضى، برغم انه استمر جالسا لا ينتظر إلاَّ فض الاجتماع ليسلك طريق المطار. ولم يتبق غير الميرغني نفسه ليقول كلمة ينهي بها الاجتماع ويشكر ضيوفه، فتمنيت ان يحدث ذلك، وهو بالفعل ما حدث، وتمنيت أكثر ألاَّ تكون كلمة شكر قصيرة، وان يقدم رؤيته الخاصة لما جرى ويجري وان يعيد الحديث لمسار الانقلاب، وهو أيضا ما حدث، ويا للسعادة عندما تتحقق بعض أمانيك، حتى في مثل هذه الحالة. بعد فترة الصمت القصيرة التي أعقبت حديث الحسين سيد أحمد وانتقلت عدواه للبقية، قال الميرغني: أشكركم عل تكبد المشاق وترك مهامكم الكبيرة لتقدموا لنا هذا التنوير، وعلى كلماتكم الطيبة التي بدأتم بها اللقاء، وأود ان أعزز كل ذلك بأن أي جهد أقوم به لمقابلة احتياجات القوات المسلحة لتؤدي مهامها على أكمل وجه، سيقابله جهد بنفس المقدار والقوة والتصميم في اتجاه البحث عن سلام دائم يحفظ دماء أبناء البلد ويدفع به للتقدم والنماء. كان الميرغني يتحدث وكأنه يلقي عَلَيَّ حصة إملاء، فهل قصد تدوين كل كلمة قالها؟ الشاهد انه بذلك الأسلوب حصل من كل الحضور عل درجة قصوى من الاستماع والمتابعة والتمعن في حديثه، ولعله فطن إلى ذلك، وقرر السير في ذات الاتجاه وبنفس الهدوء دون ان ينفعل، فواصل قائلا: وفي تقديري ان أي انقلاب يحدث، وأية محاولة لإضاعة الفرصة التي توفرت لوقف الحرب وتحقيق السلام العادل في الوطن بمبادرة السلام السودانية، سوف يؤدي وتؤدي إلى تَشَظِّي الوطن وإلى انقسامه والى تدويل مشاكله، وبدلا من البحث عن حل لقضية واحدة، سيكون علينا مواجهة حزمة قضايا ومشاكل لا حصر لها. أية مشاكل وأية حزم يا مولانا؟ ما بال السيد الذي أعرفه متفائلا يبدو أقرب إلى التشاؤم؟ فَكَّرْت ان "أتنحنح" عَلَّ وعسى، ولكنني عدت لذات الحضور والانتباه بعد مواصلته القول للقابضين على القوة الضاربة في البلد، هيئة القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة: ولعلكم تعلمون، ان هنالك مشكلة في دارفور، وأقول لكم انها كبيرة وعميقة ولا أريد الحديث عنها الان، فقد وَضَعت كل المعلومات وما تحصلت عليه من حقائق أمام رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع. فجأة انتقل الميرغني إلى ما لم أحسب انه سيخوض فيه بِمِثْلِ هكذا وضوح، فقد قال: وَقَّانا وإياكم الشرور التي ستخيم على البلد إذا حدث انقلاب، ولا يهمني مَنْ سينقلب على مَنْ، فالذي سيفعل ذلك، سيضرب استقرار ووحدة واستقلال الوطن. ومن يظن انه سينقلب على حكومة الصادق المهدي، فقط ليذهب السيد الصادق، فانه مخطئ وقصير نظر وغرضه السلطة ولا شيء غير السلطة. وكأن أمامه ورقة سجل عليها نقاطا يريد تغطيتها في حديثه، انتقل الميرغني بِجُمَّلِه القصيرة الجامعة الحاصرة، لنقطة أخرى، وأردف: دعوني أكون معكم أكثر صراحة ووضوح، ان هذه الحكومة التي نشارك فيها، ولا أنسى انها تَشَكَّلت نتيجة لمذكرتكم، في تقديري ليست حكومة وحدة وطنية وانما مطلوب منها ان تعمل لتحقيقها، فليس هنالك وحدة وطنية بدون سلام، وبعد مطلع الشهر القادم وإذا بدأنا تنزيل المبادرة ولم يضع آخرون عراقيل على سير وأعمال المؤتمر الدستوري الذي يجب ان يَضَع حلولا لقضايا قتلت بحثا، ستبدأ البلاد عصر السلام والتنمية، وعندها سنشكل أو نغير اسمها لحكومة السلام والتنمية. هل قال السلام والتنمية، وهل يقصد ذلك بالفعل؟ سألت نفسي، مستعدا لتوزيع ابتسامة خجولة على كل من ينَظَر إليَّ، ولم يَنظُر أو يهتم احد بالقابع خلف الميرغني، فقد انصرفوا عنه بعد تأكيد الميرغني بأنه مُدَوِّن مُنْضَبِط. وتابعت: وهل ترك الميرغني وحديثه لأحد ان يهتم بشيء أخر؟ والأهم، هو ما سمعته قبل قليل.. ان الميرغني "مسك" الطريق، فكلما تحدث عن السلام والتنمية معا، التف حوله الشباب وكل أصحاب الأمل في غد أفضل لحزب وسطي تتسع مظلته لكل الشرائح والأطياف والسحن ويحمل في داخله تنوع الوطن. ألم يقل حاديه الأزهري "ان الحزب الاتحادي هو الوطن مصغرا والوطن هو الحزب مكبرا". قطعا ان القول لم يقصد "نفخ" حزب ليختطف وطنا بأكمله، وانما تكريس تنوع السودانوية في حزب الحركة الوطنية حزب الوسط العريض، فتجد الحزب في بستان الوطن، وفي حديقة الحزب تنبت زهور الوطن بأنواعها المختلفة، ذات الشوكة وذات الصفق وذات الرائحة وذات اللون الخلاسي. يا لسحر الربط، كنت واثقا انه لو كان مجلسي في مكان أخر، لوَجَّه الميرغني نظرته إليَّ مباشرة، ولكنت جعلته يقرأ زَهْوَّا وانفعالا بما نطق مرسوما في ملامحي. لماذا؟ قبل أيام قليلة من اجتماع الجنينة، كنا مجموعة في حضرته نتناقش ونخطط لنضع برنامجا يشمل حتى تحركاته واتصالاته هو نفسه وكنت أقول ان المرحلة القادمة تحتاج لحزب "السلام والتنمية". فقال الميرغني: يعني ما "عاجبك" الحزب الاتحادي الديمقراطي، أم تريد تغيير اسمه؟ فتلعثمت لانني لم أكن أقصد، خاصة وأنني أعلم مدى تمسكه باسم الحزب، وقبل ان أبدأ في شرح فكرتي، حسبت ان الميرغني قد حدد العلامة التي منحها لي في الامتحان الذي أجلسني إليه، ويبدو انني سقطت بجدارة، غير انه استعجل القول: ان الكلمتين، "السلام" و"التنمية"، اذا نجحنا في جعلهما حالة ثابتة وكل ما عداهما متحرك حولهما، بالفعل سنضع أساسا لنهوض ونهضة السودان. فاكتملت حينها في ذهني، بعبارته الأخيرة، المادة الخام التي سنشتغل عليها، خاصة انني رأيت في "النهوض" معنى، وفي "النهضة" أخر، قطعا ليس بعيدا عن الأول، ولكن مرتكزاته وما يُرْمِي اليه مختلفة. توفرت بذلك وبما سبق من لقاءات، كل شروط وثوابت "المشروع الوطني" الذي جَمَعَنَا الميرغني لأجله، وكان أخر وليس أول من تحدث عنه، ثم كلف المجموعة التي اختارها بعناية لوضعه، مشددا بانه يجب ان يكون مشروعا يضعه حزب كبير لوطن كبير يجب ان يسع الجميع. لمرة ثانية، مَثَلَ أمامي مشهد من خارج الإطار، وأخذني نوعا ما بعيدا، منطلقا من جمع المترابط من قضايا، وربط المُجْمَع عليه من مواقف، تجاه ما تخبأه الأيام لمبادرة السلام من جهة، ومن الأخرى لصدقية الكثير من البرامج التي تملأ الفضاء السياسي ضجيجا وصخبا، فتطرح كل شيء وتجيب على كل شيء، ولا تفعل شيئا. تََرَكْتُ ما خَلَّفَه المشهد الذي مَثَلَ أمامي بما فيه من قضايا اعتبرتها مهمة لمستقبل العمل السياسي، وعدت بكامل عزيمتي لرصد وتسجيل حديث السيد محمد عثمان الميرغني الذي واصل قائلا: نحن لا نسعى لوقف حرب لتتجدد، وإنما لإقرار سلام يحقق الوحدة الوطنية، بعد ان نضع قضية الوطن والخلافات فيه وعليه بين أيدي كافة أبنائه ليبتوا فيها ويتوافقوا عليها، فمصائر الأوطان لا تتحدد بالأغلبية وانما بالوفاق والتوافق والانسجام، ليجد كل فرد، وليس جماعة آو مجموعة فحسب، حقه وحقوقه فيُسأل عن واجباته. كان الميرغني يوجه نظراته متنقلا تارة للمجموعة التي تجلس يمينه، وتارة أخرى ناحية الفريق عبد الرحمن سعيد واللواء صلاح مصطفى وكانا يجلسان في صف من المقاعد يسار الميرغني، غير انه في هذه المرة ركز نظرته عل الصف الأيمن الذي كان يضم وزير الدفاع والقائد العام ورئيس هيئة الأركان، فأحسست انه يخاطب في أشخاصهم جيشا بأكمله.. وكيف لا، فأضاف قائلا: لا اعتقد ان هنالك أحدا من إخواني أو أبنائي الضباط من لا يفهم ومن لا يستوعب هذه الحقيقة، ولكن ان كان هنالك مَنْ غُرِرَ بهم، فنحن لا نستطيع من مكاننا هذا إلاَّ ان ندعو لهم بعودة الوعي، فانك لا تهدي من أحببت. أما وإذا حدث القضاء، لن يتبقى لنا سوى الدعاء وطلب اللطف فيه، واثقون من أنكم، وبعد ما سمعناه منكم، سوف لن تدخروا جهدا يؤدي إلى الحفاظ على وحدة قواتنا المسلحة التي هي درع وُحْدَّة واستقلال وسيادة السودان. لم تكن تلك المواقف القاطعة وحدها التي شكلت مسار حديث ليومين بعد الاجتماع، وانما شهادته التي قالها في حق القوات المسلحة السودانية، وستبقى قولا ثابتا لا تغيره المتغيرات، فقد ختم الميرغني حديثه بقوله: قبل ان تذهبوا أحملكم رسالتي لجنودنا البواسل، إنني والحزب الاتحادي الديمقراطي لا نعتبر قوات الشعب المسلحة مسئولة عن الانقلابات السابقة، فالانقلابان السابقان، نوفمبر ومايو، كان وراؤهما جهات سياسية، وإذا حدث انقلاب ثالث ستكون وراؤه جهة سياسية، فافعلوا ما تستطيعون لمنع حدوثه، وفقكم الله. كنت أكتب بخط جميل جدا، أكتب في سطر وأترك الآخر، وفقدت فرصة متابعة أثر حديث الميرغني على ضيوفه، وشدَّني الحديث للدرجة التي تنازلت فيها عن ممارسة أفضل هواياتي، قراءة تعابير وملامح الأوجه عند الاستماع، خاصة انني كنت على يقين من انهم، مثلهم مثل كثيرين، لم يستمعوا من قبل للميرغني أو لم يستمعوا اليه دون ان يقرأ من ورقة مكتوبة ومعدة سلفا، لان هنالك بعض ممن حوله، كانوا دائما وأبدا يقفون حجر عثر أمام انطلاقه، ليظلوا قريبين منه فيكتبون له الفطير من الحديث الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، وكنت بالمقابل، أتمنى ان يخرج الميرغني من تلك الحلقة الضيقة، بعد ان سجلت معه حوارا استضافته صحيفة (الأيام) دَشَّنَ وأعلن حوار السلام الذي أطلقه في حديث بِجُمَلٍ قصيرة ومباشرة، ومن ثمَّ انطلقت الاتصالات والرحلات المكوكية التي قام بها سيد أحمد الحسين والفريق يوسف ومعهما المجموعة التي جرى اختيارها بعناية فائقة. في اللحظة التي وقف فيها وزير الدفاع مبارك عثمان رحمة ليشكر الميرغني باسمه وباسم هيئة القيادة، نهض الفريق يوسف قبل ان يفعل ذلك الضباط الأربعة الكبار، وتحرك من مكانه واقترب من الميرغني الذي بدأ في وداع الوزير والقائد العام ورئيس هيئة الأركان، وقبل ان يودع الفريق سعيد ورئيس الاستخبارات العسكرية، اقترب منه الفريق يوسف أكثر وتحدث معه بصوت خافت، فكشفت لِيَّ هَزَة رأس الميرغني الموافقة على طلب ما، أو رأي ما، قدمه الفريق يوسف. انخرط الجميع في سلام الوداع، وبينما ذهب وزير الدفاع ورفاقه إلى موكب من ثلاثة سيارات، أمامها سيارة (جيب) بجندها المدججين بالسلاح وخلفها أخرى، لمحت صديقي الجنرال أمين عثمان مسرعا، ولاحظت انه لحق باللواء صلاح مصطفي في اللحظة التي كان يَهِم فيها ركوب السيارة، وبعد حديث قصير جدا عاد الجنرال مبتسما، فماذا قال له، وماذا نقل له؟ وحتى لا أمتحن صَبْرَك، دعني "أبِلّ الآبريه" وأقول، طلب منه ان يرجع مساءا "لابس ملكي" وبسيارته الخاصة ليلتقي بمفرده مع الميرغني في داره بنمرة 2. فلماذا، وهل حدث ذلك؟ لِنَنْتَظِر ونرى في الحلقة القادمة، ولنقرأ أيضا موضوع غلاف مجلة (الأشقاء) انقلاب للبيع…! يوم الخميس القادم.