شريفة شرف الدين [email protected] كتبت قبل اليوم ما معناه أن الكيزان جربوا شيئا فشيئا رد فعلنا حيال ما يجرمون في حقنا و حق الوطن فلما وقفوا على حقيقة أن الغلاء و انعدام الدواء و حلق و جلد النساء و خصخصة مؤسسات الدولة و اقتطاع السودان و احتلاله بعض مناطقه و إشعال فتيل الحرب و التفنن في قتل الناس و آخر كثير و أن كل ذلك لا يحرك ساكنا في الشعب رجعوا بيقين أن الشعب تحت تخدير كامل و أن كل ما يجرمونه في حقه و حق الوطن مباح على نحو شامل. في قائمة الاستباحة الشاملة فتح الكيزان اليوم فصلا جديدا من شأنه أن يزرع الفتنة بين بني السودان إلى أمد بعيد .. فبعدما كادت تنعدم العلامات الدالة على القبلية من شلوخ و لهجات و عصبيات بغيضة عمدت عصابة المؤتمر الوطني إلى دس سم آخر شديد الفعالية ليكون ديباجة لك تصنفك إما بين مرضي عنك أو مغضوب عليك استنادا على القبيلة التي تنتمي إليها لتدوس على حق المواطنة التي كفلها الدستور و لا نقول الدين لأنهم لا يتخذونه إلا واجهة و غطاء لأمر مريب.. هذه الديباجة القبلية ستقف سدا منيعا أمام حقوقك كافة إن كانت قبيلتك مغضوب عليها أو تكون طريقا سهلا لنيل ما تستحق و ما لا تستحق إن كنت من المصطفين لديهم .. إنها بدعة الرقم الوطني .. لكم قبيح بك أن تأخذ موروثات الدول و تجاربهم الناجحة ثم تعمد إلى تسخيرها في إرضاء و إشباع نزواتك المريضة فتكون وبالا على شعب بأكمله في وقت كان يمكن أن يسهم هذا الرقم الوطني في تسهيل المعاملات أسوة بدول كثيرة بدأت بعدنا و تركتنا في غبار سرعتها نحو العلمية الممنهجة و لا نزال نتخبط في وحل إنت قبيلتك شنو!! إن الحركة الاجتماعية التي انتابت المجتمعات القبلية المغلقة و إن التردي الذي طال المجتمعات القبلية في أمكنتها الجغرافية دفع هذه المجتمعات لأن تتجه صوب المراكز الكبيرة سعيا وراء خدمات تعليمية .. أمنية .. صحية و فرص عمل أفضل مما مكّن هذه القبائل أن تمتزج و تتزاوج و تذوب و لو بطيئا جليد القبلية البغيضة و لكن الكيزان لا ينفكون ينكأون جراح الوطن رغبة في تفريق ثم تركيع الشعب أكثر لتدين لهم الأمور أكثر عملا بمبدأ divide and rule فرق تس. ثانية أقول إنه العبث ذاته أن نلهث وراء إثبات سوء الكيزان فذاك أمر بات غير مدسوس و لكن ما الذي يتوجب علينا كشعب فعله؟ في بريطانيا ارتفعت أسعار اللحوم ارتفاعا طفيفا لا يكاد يذكر و لكن الوعي العام البريطاني عمله جميعه على مقاطعة تلك الزيادات فتراجعت الأسعار إلى قيمتها الأولى و في مصر القريبة ثار المصريون عن بكرة أبيهم بين مؤيد و معارض إلى أن كانت الغلبة للشعب بخلع فرعونه و لما ارتفعت الأصوات ثانية كانت الكلمة للشعب قبل الجيش في حسم الأمر تحت الضغط الشعبي بتنحية مرسي جبرا ليكون للإجماع الشعبي فعاليته في صنع الإرادة الشعبية. فلنذهب كلنا للحصول على الرقم الوطني لما له من أهمية و لكن فليتزم كلنا بالصمت للسؤال: قبيلتك شنو؟ و إن كانت استمارات فلنترك فقرة القبيلة فارغة و عندها لن تملك عصابة المؤتمر الوطني إلا أن ترجع في قرارها بفرض المسألة القبلية.