فى ورش الكتابة أطلب من الكتاب والكاتبات أن يمارسوا الامتنان بشكل منتظم، وألزم نفسى بهذا التمرين معهم. والامتنان عادة من الممكن اكتسابها من قبل كل الناس، وليس الكتاب فقط. فكر فى شىء واحد مهما كان صغيرا، اكتب هذا الامتنان فى كراسة صغيرة أو على الموبايل، شارك آخرين امتنانك سواء شفاهة أو على شبكات التواصل الاجتماعى. انتظر بعض الوقت وتأمل ما يحدث لك. ولكن الامتنان صعب لأنه ما بيجيش أصلا على البال، وبيحتاج شغل جامد من أجل ظبط تراك النافوخ لالتقاط أسباب الامتنان، على العكس من الهم والغم المتوفر طول الوقت. لكن أرجوكم فكروا فى الطاقة النضيفة/ الجميلة/ الحلوة اللى بيحس بيها الناس اللى بنشاركهم الامتنان. وفكروا إن الطاقة دى بترجع لنا أضعاف، فنبص نلاقى لحظة الامتنان وموضوع الامتنان بيتأكدوا. على فكرة، فى أحيان كتيرة بيكون الامتنان موجود، لكنه زى حجر عقيق مرمى تحت أكوام زبالة من الأفكار والمشاعر: قلق من بكرة- خوف- تمنى- انتظار- ندم- أشباح من الماضى بترتع وتبرطع فى مقدمة خشبة المسرح وهى فرحانة بنفسها فى أدوار البطولة المطلقة. الامتنان يعنى إزاحة الكراكيب والتقاط حجر العقيق ورفعه للشمس. بص عليه كويس. شايف ألوانه بتضوى إزاى؟ شايف جماله؟ شايف نفسك وانت بتبسط حبايبك وهما بيشوفوا امتنانك، ويبتسموا وهما بيفكروا «يا ترى احنا كمان عندنا أحجار جميلة مدفوسة تحت الركام؟». الامتنان هو حالة وجدانية- صلاة. وهو كمان حالة فلسفية قادرة إنها تفنط الواقع زى ورق الكوتشينة، وتمد إيدها تطلع الملك، وتحطه فى المكان اللى يستحقه جوه القلب. الآن مثلا أنا ممتنة للبحر- الأزل- لأنه بيفكرنى بعمر البشر القصير، وإن كل لحظة لازم تفرق معانا. مفيش لحظة صغيرة ولحظة كبيرة. أنا ممتنة للبحر لأنه أحيانا بيرمى ع الشط أفكار من هذا النوع. وممتنة لكل الناس اللى المحبة بتروح وتيجى بين قلوبهم زى الموج – بلا هدف- إلا المحبة ذاتها. 11/ 8/ 2013.