[email protected] بخصوص ما يحدث في مصر فالحديث يطول ويتشعب ويؤدي الى فرعيات كثيرة ما حدث بمصر أبعد ما يكون عن الانقلاب ، ومن يقرأ تجارب الشعوب يفهم تماما أنه بامكان أي شعب أن يثور ويسحب الثقة من حكومته ولو كانت منتخبة ، وهذا الامر يفهمه كل المنتمين للكيانات التنظيمية مثل الجمعيات والروابط والاحزاب .. يمكن للمنتمين أن يعقدوا جمعية عمومية ويسحبوا الثقة بالأغلبية من المكاتب التنفيذية أو لجان التسيير ، أو قيادات الاحزاب والدساتير جميعها لا تغفل هذه النقطة لو ترك أمر الجماعة في يد افراد أو قلة من الناس لكي يفعلوا ما يحلو لهم دون محاسبة ستكون العواقب على الاغلبية وخيمة .. كل من لديه ذرة من العقل يؤيد ذلك ، فلابد أن يكون الممثلين للأغلبية تحت المحاسبة ،وتحت طائلة الدستور والا فإنه يمكنهم التصرف أثناء فترة انتخابهم كما يحلو لهم ويفعلوا بالأغلبية ما يشاؤون حتى وإن قرروا تدمير الاغلبية .. ولا يمكن لشخص بكامل عقله ويعي تصرفاته أن يقول انه طالما تم انتخابهم فلهم أن يتصرفوا بلا قيد أو شرط!! في حال انحراف أي جماعة ممثلة لفئة ، أو شعب عن طريق مصلحة الجماعة فمن حق الجماعة حينئذ أن تسحب منها الثقة وتجردها مما منحته اياها .. والا فأنه بمقدور اي انسان مفرد أو حزب أو جماعة أن يرفع شعارات براقة تستدر أفئدة الناس وتستلب عقولهم ، وما أن يكسب ثقتهم ويرفعونه ممثلا لهم حتى يستأسد عليهم وينقلب الى عدو يبتغي تدميرهم وتمزيقهم ،ويمارس الخيانة والعمالة للخارج ضد من وثقوا به وصوتوا له.. ويحسبهم مجرد مغفلين (نافعين) (وهذا بالضبط ما ظنه أخوان مصر).. حسب الاخوان أن الامر أنتهى بوصولهم لكراسي السلطة .. فشرعوا في ممارسة أفعالهم الكريهة من تمييز بين الشعب وتعدي بالعنف وتسفيه للآخرين ،وبرهنة كونهم مخصوصين بالكرامات من الله (عقيدة كونهم الفئة المختارة بالعناية الالهية، ذكر بعض شيوخهم أن جبريل عليه السلام تنزل عليهم في مسجد رابعة العدوية) شاهد ذلك على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=R3RChSIl3ls ،هم كذلك بينما كل الناس مجرد فجار وسفهاء .. وهو ما ينبني عليه الفكر الإخواني الشامل ،ويحدد سلوك و تصرفات الجماعة .. فطالما هم (المسلمون) الحقيقيون والمصطفين الاخيار المرضي عنهم باذن الله ، فهم الاحق بالخير سواء كان دنيويا أو أخرويا ..لذا فعقيدتهم الباطلة هي السبب الرئيسي في ظلمهم للناس فهم يستأثرون بكل شيء طالما أنهم (شعب الله المختار) .. لا فرق بين فكر هؤلاء والفكر الصهيوني بان أن أشد الجماعات حقدا على الاخوان في مصر هي نفس الجماعات التي صوتت لهم وتحالفت معهم ، مثل الشباب قليلي التجربة الذين تأثروا بخطبهم الرنانة ، او السلفيين الرافعين للشعارات الاسلامية، فقد ذكر السلفيون أن الاخوان (منافقين) لا يمكن الوثوق بهم ، وهم ينطلقون بعقلية عدائية لاترى حرمة لمصري مثلهم فكل همهم هو (اخوانهم) .. وهم لا ينشدون البناء وخدمة الشعب بل يضعون الكثير من ابناء الشعب في خانة العدو الذي يجب تصفيته قبل تصفية الاعداء الخارجيين!! الذين صوتوا للإخوان نفسهم هم الذين خرجوا ضدهم بعشرات الملايين .. علموا أنه قد تم خداعهم والتلاعب بهم ،فكانت ردة فعلهم قوية ضد الاخوان ،وآخر انتفاضة التي عمت كل شوارع القاهرة والتي صنفت بانها أكبر انتفاضة على مر التاريخ قطعت قول كل خطيب.. وانصار الاخوان الذين تظاهروا واعتصموا بالميادين لم يصل عددهم في أفضل الاحوال الى سبعمائة الف شخص .. هذا بناءا على الحصر بالإحداثيات وصور الاقمار الاصطناعية والصور الجوية وهذه الحقيقة يعلمها الاخوان جيدا، وما يمارسونه من عنف ضد أبناء شعبهم هو دليل على يأسهم ،لانهم يعون تماما أنه لن تقوم لهم قائمة مجددا ، وأنه عليهم لحس أكواعهم إن كانوا يتعشمون في الوصول عبر الانتخاب مجددا ! انهم يدركون أنهم فقدوا فرصتهم للابد .. ومن كان يظن أن هنالك مؤامرة ضدهم من الغرب ،فمن باب أولى أن يعلم أن الغرب لو كان لايريد لهم الوصول للسلطة لفعل ، كان بإمكان الغرب أن يفشلهم في وقت مبكر ، فالغرب يريد وصولهم للسلطة وساعدهم في ذلك خصوصا الولاياتالمتحدةالامريكية ! ومن يتابع الاحداث عن كثب ويربط ما يحدث بدولة قطر أكبر حلفاء اسرائيل وامريكا في الشرق الاوسط وبقناة الجزيرة العميلة سيفهم القول ! فشل المخطط الامريكي الاخواني في مصر ، وتدارك شعب مصر الوضع قبل فوات الاوان ،قبل أن يصبح حاله كحال جيرانه الذي (يحنن) العدو !!