على طريقة إعدام أسرى الحرب، فتحت مجموعة إرهابية النار على 27 مجنداً مصرياً أعزلاً، صباح أمس، فى مدينة رفح بشمال سيناء، بعدما أجبروهم على النزول من سيارتى ميكروباص، أثناء عودتهم من معسكرات الأمن المركزى إلى القاهرة، بعد انتهاء فترة تجنيدهم، ما أسفر عن استشهاد 25 مجنداً، وإصابة 2 فى حالة خطرة. وحول تفاصيل مجزرة رفح، قال مصدر أمنى إن مجموعة مسلحة استوقفت سيارتى ميكروباص تقلان المجندين، عند منطقة «ولى لافى» بالقرب من «سيدوت» برفح بشمال سيناء على طريق «رفح – الشيخ زويد»، وأجبروهم على النزول، وفتحوا النيران عليهم. واعتبر المصدر أن ما تعرض له الجنود، تكرار لمجزرة قسم شرطة كرداسة، مشيراً إلى أن الإرهابيين فتحوا النيران على الجنود دون رحمة، وتركوا سائقى السيارتين يغادران المكان، دون أن يتعرضوا لهما. وقال شهود عيان إن 5 سيارات إسعاف هرعت عقب الحادث لنقل الجثث لمطار العريش لنقلهم بالطائرة للقاهرة، فيما تم نقل المصابيْن للمستشفيات وهما فى حالة خطرة للعلاج. وقال مصدر جهادى سيناوى إن الحادث يأتى رداً على الممارسات الأمنية القمعية خلال ال72 ساعة الأخيرة، وحملة الاعتقالات العشوائية بين أبناء سيناء سواء كانوا ينتمون للجماعات الجهادية، أو ليسوا على صلة بها، مشيراً إلى قيام الأجهزة الأمنية مساء السبت الماضى باعتقال 20 مواطناً من أبناء سيناء وترحيلهم للأمن الوطنى بالإسماعيلية رغم أن معظمهم لا يمت بصلة للجماعات الجهادية. وتابع المصدر أن الأجهزة الأمنية أصبحت تعتقل كل ملتح بحجة أنه إرهابى دون دليل، وكان آخر هؤلاء مصطفى البطين، وقالوا عنه إنه قيادى جهادى ويقوم بأعمال إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، رغم أن أبناء رفح بالكامل يعرفون أن بطين لا علاقة له بكل هذه الأمور، وطوال الوقت موجود فى محله التجارى بمنطقة الدوار برفح. وأكد المصدر أن حملة الاعتقالات وانتشار القناصة من رجال الشرطة على أسطح العمارات وسقوط قتلى من الأبرياء، والتشديد الأمنى والممارسات القمعية تدفع أبناء القبائل لمساندة المسلحين ضد الأمن، مضيفاً: «ولا ننكر أن ما تعرض له المساجين فى أحداث سجن أبوزعبل وقتل عدد كبير منهم كان له كبير الأثر فى رد الجماعات الإرهابية على هذا الحادث، لا سيما أن العلاقة بين المحبوسين وتلك الجماعات وطيدة». وقال المصدر إن قادة الجماعات التكفيرية داخل سيناء، يكفّرون الحاكم والحكومة، ورجال الجيش والشرطة، ويعتبرونهم جنوداً لحماية حاكم وحكومة كفرة، مضيفاً أن هذه العناصر استغلتهم جماعة الإخوان وسيطرت عليهم خلال العام الماضى، مضيفاً أنهم اندمجوا مع الجماعات المسلحة الفلسطينية، وأصبح هدفهم هو طرد جنود الجيش والشرطة من سيناء وإعلانها إمارة إسلامية خالصة. من جهته، قال محمد المنيعى الناشط السيناوى إن الوضع فى سيناء أصبح خطيراً للغاية، فى ظل سيطرة الموساد الإسرائيلى على سيناء بالكامل، عبر عملائه فى الجماعات التكفيرية التى تسللت من غزة. فى المقابل، توعدت منظمة «تحرير سيناء من الإرهاب» المكونة من شباب قبائل سيناء ، بالكشف عن أسماء وعناوين التكفيريين فى سيناء، وقالت المنظمة فى بيان أصدرته أمس: «لابد لنا من وقفة للدفاع عن وطننا مصر، للقضاء على الإرهابيين الخونة لله والرسول والوطن، والذين يعملون مع جهات أجنبية مثل الموساد الإسرائيلى لضرب الجيش وإضعافه».