الخرطوم- العرب أونلاين: وجه شباب سودانيون عبر مواقع الاتصال دعوات إلى تظاهرات الثلاثاء للمطالبة بالإصلاحات السياسية، في مؤشر على تصعيد خطير بهذا البلد على غرار ماهو حاصل بجارته الشمالية مصر. ونظم طلاب احتجاجات في جامعتي الخرطوم والجزيرة على تخفيض مقترح لدعم المنتجات النفطية والسكر وهو سلعة استراتيجية في السودان، وارتفعت بالفعل أسعار سلع أخرى نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء في العالم وخفض قيمة العملة المحلية. وتوفي صباح الاثنين طالب ضربته الشرطة السودانية بعنف خلال تظاهرات ضد الحكومة الأحد، متأثرا بجروحه في مستشفى أم درمان كما أعلن محتجون الاثنين. وقال ناشط شارك في احتجاجات الأحد إن "محمد عبد الرحمن من الجامعة الاهلية توفي في مستشفى أم درمان متأثرا بجروح أصيب بها بعدما ضربته الشرطة". وأضاف الناشط نفسه طالبا عدم كشف هويته إن "الجامعتين الأهلية والاسلامية في أم درمان أغلقتا صباح الاثنين بقرار من الحكومة". وكانت التظاهرات انطلقت في الخرطوم بمشاركة الآلاف في اطار يوم احتجاج وطني ضد الحكومة رغم انتشار قوات الامن بكثافة. واعلنت المعارضة توقيف اكثر من اربعين شخصا. وردد المتظاهرون "اوكامبو، ما قلته صحيح" في اشارة الى مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي اتهم البشير بالتورط في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في دارفور "غرب السودان" واندلعت الصدامات حين رشق المتظاهرون بالحجارة رجال الشرطة الذين ردوا بضربات العصي. وانضم الطلاب الموالون للسلطة الى الشرطيين في بعض الاحيان. وتظاهر حوالي مئة شاب قرب القصر الرئاسي مرددين "نريد تغييرا! لا لارتفاع الاسعار". وأفادت وكالة الانباء الرسمية في بيان مقتضب ان الرئيس اقال مدير جامعة الخرطوم مصطفى ادريس البشير. وفي جامعة ام درمان الاهلية، ضمت تظاهرة اخرى حوالى 500 طالب رددوا الهتافات نفسها. وفرضت السلطات قيودا مشددة على الصحافة. فقد اوقف الجنود مصورا على مدى ساعتين فيما تلقى نحو عشرة صحافيين يعملون لحساب وسائل اعلام محلية او دولية امرا بعدم تغطية التظاهرات. وجرت التظاهرات تلبية لدعوة اطلقت عبر الانترنت الى يوم احتجاج سلمي ضد الحكومة في كل انحاء البلاد، في شكل مماثل لتلك التي كانت وراء التظاهرات الحاشدة التي تهز مصر المجاورة منذ ستة ايام. وقال مبارك الفضل العضو في حزب الامة المعارض "ما شهدناه في مصر الهم الشباب" مؤكدا ان الطلاب يحظون بدعم "كل احزاب المعارضة". وشهد السودان في الاسابيع الماضية العديد من التظاهرات على خلفية الصعوبات السياسية والاقتصادية. لكن هذه التحركات بقيت متفرقة. وظهرت مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي تسمى نفسها "شباب من اجل التغيير" و"الشرارة" منذ انتفاضتي تونس ومصر خلال الشهر الجاري. واجتذبت جماعة على موقع فيسبوك قرابة 15 ألف عضو. وقالت الجماعة في صفحتها بموقع فيسبوك على الإنترنت إن شعب السودان لن يبقى صامتا بعد الآن وإن الوقت حان للمطالبة بحقوق السودانيين والحصول عليها من خلال مظاهرات سلمية لن تشمل أي أعمال تخريب.