عثمان شبونة [email protected] ورد في بعض كتب الأحاديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن للمنافق أربعاً من العلامات: قساوة القلب؛ جمود العين؛ الإصرار على الذنب والحرص على الدنيا). بهذا الوصف الموجز الدقيق؛ لا حاجة لنا بجهاز ل(كشف النوايا)..! * لو تتبعنا (آيات النفاق) الواردة في القرآن الكريم؛ لهالنا الوعيد الذي خاطب به المولى عز وجل هذه الفئة الضالة والتي تنطوي قلوبها على سواد لا مثيل يضاهيه إلاّ عند من يقتلون الناس ظلماً.. ويخطيء من يظن أن الفساد المادي الذي استشرى في مجتمعاتنا أمضى مفعولاً من النفاق.. وقد تجلى الله في ذم المنافقين بما جعلهم أشد بغضاً عنده من الكفار؛ بإجماع العارفين.. يقول تعالى في سورة النساء: (إِنَّ المنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ). * هؤلاء الذين يُظهِرون خلاف ما يبطنون أصبحوا ظاهرة يومية متكررة في حياتنا… يقابلك أحدهم بوجه منفرد الأسارير وكليمات فيها من النداوة ما يشرح ضلوعك؛ فإذا غاب عنك أكلك من الألف إلى الياء..! ويعتبر محيطنا الصحفي نموذجاً صارخاً؛ ليس في غش الناس فحسب بتمييع الحقائق وطمسها؛ بل في المنافقة (الصريحة) النابعة من أمراض يصعب الشفاء منها كالحسد..! ولو جاز القول، فإن النفاق أحد (الثمار الفاسدة) التي سنتذوقها (بعمق) من خلال طائفة مختارة من الأثر للإمام علي كرم الله وجهه: النّفاق أخو الشّر النّفاق توأم الكفر. ما أقبح بالإنسان باطناً عليلاً وظاهراً جميلاً المنافق لسانه يسرّ وقلبه يضرّ. المنافق قوله جميل وفعله الدّاء الدّخيل. أظهر النّاس نفاقاً من أمر بالطّاعة ولم يعمل بها، ونهى عن المعصية ولم ينتهِ عنها. احذروا أهل النّفاق، فإنّهم الضّالّون المضلّون، الزّالّون المزلّون، قلوبهم دويّة، وصحافهم نقيّة. إنّي أخاف عليكم كل عليم اللسان منافق الجنان، يقول ما تعلمون ويفعل ما تنكرون. * وقال عليه السّلام في وصف المنافقين: حُسَّد الرّخاء ومؤكِّدوا البلاء، ومقنطوا الرّجاء، لهم بكلّ طريق صريع، وإلى كلّ قلب شفيع و لكلّ شجو دموع. عادة المنافقين تهزيع الأخلاق؛ وفي المعاني: هزّع الأشياء فرّق بينها..!! و قال عليه السّلام- في ذكر المنافقين: قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلاً ولكلّ قائم مائلاً ولكلّ حيّ قاتلاً ولكلّ باب مفتاحاً و لكلّ ليل صباحاً. من كثر نفاقه لم يعرف وفاقه. ما أقبح بالإنسان ظاهراً موافقاً وباطناً منافقاً. ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين. مثل المنافق كالحنظلة الخَضْرة أوراقها، المرّ مذاقها. نفاق المرء من ذلّ يجده في نفسه. * قال صلى الله عليه وسلم: (أشدّ النّاس نفاقاً من أمر بالطاعة ولم يعمل بها، ونهى عن المعصية ولم ينتهِ عنها). اللهم نعوذ بك من المنافقين..!!