بحصول الصحفي السوداني القدير، فيصل محمد صالح، على جائزة بيتر ماكلرالمقدمة من مؤسسة "غلوبال ميديا فوروم" بالتعاون مع الفرع الأميركي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، يحظى الصحفيون السودانيون بانتباهة و تقدير ملحوظين، بعد طول نضال من أجل الحقوق و الحريات الصحفية في السودان. لقد نال الاستاذ و الصحفي القدير فيصل محمد صالح، هذا التقدير العالمي، بعد ان ظلت قضية الحريات الصحفية في السودان مثار أهتمام عالمي ملحوظ، و الذي لعب الاستاذ فيصل محمد صالح، و العديد من زملائه، دور مهم في ابرازه على المستويين الاقليمي و الدولي. إن مسالة الحرية الصحفية كانت على الدوام في السودان، أمراً مقروناً بنوع الحكم السائد، من زاوية إعترافه بالديمقراطية كآلية لتبادل السلطة، و بالتالي هي مرتبطة بموضوعات كفالة حقوق الانسان. و هذا الامر ليس من الموضوعات التي تتطلب بذل الكثير من الجهد لاثباته، فهي من معطيات المشهد السياسي السوداني و ملامحه الراسخة منذ الثلاثين من يونيو 1989 إلى يومنا الراهن. و في مسار إصلاح هذا الواقع نشط الصحفيون السودانيون ببسالة، لكسر القيود و الحواجز، المفروضة على الصحافة السودانية و مؤسساتها، بل اسهمت كتاباتهم – في كثير من الاحوال – في كشفحال المؤسسات الديكورية التي تتمرس خلفها منظومة الانتهاكات الكبيرة، فكان للصحفيون القدح المعلى في حملة رفع الستار عن الفساد المؤسسي و المُمنهج الذي إستشرى في بعض مؤسسات الدولة. و على الرغم من أن أسماء خاوية عَديدة، حاولت الاستفادة من الوضع المأزوم، بالولوج الى الوسط الصحفي، و تشويه قدراته من خلال الإعتلاء على رئاسة المؤسسات الصحفية، و بالتالي العمل ضمن منظومة إفساد و تشويه الواقع الصحفي السوداني. و لابد إنه، بقدرما فرحت مجموعة كبيرة من الصحفيين بجائزة بيتر ماكلر التي نالها الصحفي فيصل محمد صالح، بقدر ما حزنت مجموعة مِن مَن يمتهنون الصحافة، لانهم لم يستطيعوا أن يجيروا هذه الجائزة لصالحهم، أو لانها تؤكد علو شأن من حاول الإعلام السلطوي قمعهم و تهميشهم. إن نيل الاستاذ الصحفي فيصل محمد صالح لجائزة بيتر ماكلر، هو بحق تقدير بشجاعة الصحفي السوداني، الذي بالفكر و حده يقارع مؤسسات و نظم و قوانين و أجهزة، و تقدير لصميميته وهو يدافع عن حقوق زملائه و بالتالي شعبه. في هذه المعركة من أجل الحقوق و الحريات، كان الصحفي الشجاع فيصل محمد صالح، علماً في قافلة النشطاء و المناضلين، لم يكن وحده، وإن كان في مقدمتهم، و لم يكن وحده المؤمن بتلك الحقوق الضائعة، و أن كان من أكثر الصحفيين صميمية، فقائمة الصحفيين و الصحفيات، الذين فشلت المؤسسات الشائهة أن تأخذهم في مجرياتها، و فشلت في كذلك في أن تنزع من صدورهم عقيدة الايمان بالحقوق، و فشلت في ان تثبط همتهم بالتشريد و الفصل و التشويه المتعمد و في احيان كثيرة بالاعتقال، كبيرة و أكبر من أن يستوعبها حصر. إلتقيت بالاستاذ فيصل أكثر من زي مرة، في مناسبات و فعاليات متصلة في مجملها بالامل المركزي، الخاص ياليحث عن مستقبل أفضل للسودانيين، بعد طول معاناة مع الديكتاتوريات و التخلف و الرجعية، و في كل تلك اللقاءات كان هو الملهم للشباب من الصحفيين، و هو المعبر عنهم. و الذي بحسه الصحفي المتميز، إستطاع و بجدارة أن يحتفظ بمسافة متوازنة، يحفها الود و الاحترام، مع كل الفاعلين السياسيين في مشوار البحث عن الحرية والديمقراطية. إن كانتمؤسسة "جلوبال ميديا فوروم" و منظمة "مراسلون بلا حدود"، قد أعطياء بهذه الجائزة، تقدير أضافي للأستاذ فيصل محمد صالح و زملائة و زميلاته من الصحفيين السودانيين، من خلال الزخم الاعلامي الرائع الذي صاحب الاعلان عن إجراءات منح هذه الجائزة، إلا إنه بالنسبة للسودانيين، و لا سيما نشطاء الحقوق الصحفية و حقوق الانسانو الديمقراطية في السودان، فإن الامر لا يعدو سوى تثبيت ما هو كائن أصلاً، ألا وهو التقدير و الاقرار السوداني/المحلي ببسالة و شجاعة الصحفي السوداني فيصل، بخاصةً حينما يكون الامر متصلاً بالحقوق و الحريات و موضوعات الصالح العام عموماً. مبروك لكل "الفيصلات" و "الفياصل" من الصحفيين السودانيين، زملاء الاستاذ الصحفي الشجاع فيصل محمد صالح، على هذا التقدير الذي هو أقل ما تستحقونه.