السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان وحيز التواصل الاجتماعي
نشر في حريات يوم 26 - 08 - 2013

ركزت جماعة "الإخوان المسلمين" على الدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب نجاح ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. ودخلت صفحات وحسابات قيادات "الإخوان" مرحلة جديدة بعد 3 يوليو خاصة بعد وقف بث القنوات التي تروج لخطاب الجماعة وانحصار الدعاية الإعلامية للإخوان في قناة الجزيرة والإصدار الورقي لصحيفة "الحرية والعدالة" الناطقة باسم الجماعة. وشهد خطاب "الإخوان" والتيار الإسلامي الموالي ثلاثة منعطفات خلال الفترة من 3 يوليو إلى 7 أغسطس، حيث هيمن خطاب "الشرعية والشريعة" في البداية لينتقل إلى خطاب وشعارات ثورة 25 يناير الخاصة بالديمقراطية. وساد خطاب التشدد والتكفير والتخوين عقب دعوة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي للتظاهر يوم 26 يوليو لمواجهة "الإرهاب".
سعت صفحات "الإخوان" وقيادات الجماعة إلى حشد تعاطف جمهور مواقع التواصل الاجتماعي خارج الجماعة عقب 3 يوليو عبر تغيير اللهجة والتأكيد على قيم الديمقراطية والحرية والشرعية الدستورية. ولكن هل نجحت صفحات وحسابات الجماعة في مهمتها؟ ترى الباحثة أن الإجابة هي "لا".
قاد نجاح ثورة 30 يونيو في عزل محمد مرسي وإنهاء قبضة الإخوان على السلطة في أكبر دول الشرق الأوسط إلى ارتفاع عدد متابعي صفحات وحسابات قيادات "الإخوان" على مواقع التواصل الاجتماعي. وبالتوازي تزايدت التعليقات النقدية على هذه الصفحات في علاقة طردية مع ارتفاع عدد المتابعين، مما يعني عدم القدرة في كسب جمهور جديد من الفضاء الإلكتروني المصري، الذي ظل حيزاً للتيار المدني والثوري المعارض للإسلام السياسي طوال العامين الماضين، باستثناء بعض المتعاطفين والداعمين للإخوان من الدول العربية، وبخاصة اليمن وتونس.
والمتابع لنشاط لجان الإخوان الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، يستطيع رصد أكثر من ملاحظة تكمن في محاولات الجماعة لملمة شتاتها، واستيعاب المشهد السياسي الجديد بعودة الجيش مرة أخرى للصورة وعزل مرسي.
الملاحظة الأولى هنا أن صفحات وحسابات الإخوان المعارضة للنظام الحالي أصبحت تمثل الأقلية في عالم التواصل الاجتماعي في مصر، منذ تعرف الشباب المصري عليها قبل أكثر من 8 سنوات.
فقد ظلت صفحات "فيسبوك" وحسابات "تويتر" مساحة تغلب عليها معارضة النظام خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومروراً بحكم المجلس العسكري، وحكم "الإخوان". ولكن في اللحظة الراهنة يشهد هذا الحيز لحظة استثنائية بهيمنة التيار المؤيد للنظام الحالي وللجيش إلى الأغلبية في مواجهة المعارضة الإخوانية.
والملاحظة الثانية هي استخدام عدد كبير من مؤيدي "الإخوان" من الدعاة في العالم العربي وخاصة الخليج لحسابتهم على "تويتر" ومنهم محمد العريفي، ونبيل العوضي لدعم الرئيس المعزول محمد مرسي والجماعة على غير العادة، حيث كانت تهيمن الثورة السورية على هذه الحسابات طوال العامين الماضيين. مما يكشف أهمية الصراع في مصر على مستقبل تيار الإسلام السياسي عربياً، واستخدام الخطاب الديني لدى هؤلاء الدعاة الذين يتجاوز عدد متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي مئات الآلاف على أقل تقدير، ومعروف عنهم القدرة على الحشد والتأثير. فضلاَ عن نشطاء عرب يساندون الجماعة، وفي مقدمتهم اليمنية، توكل كرمان، التي شنت حرباً شرسة على السلطات المصرية بسب احتجازها في المطار، ورفضها دخول مصر للانضمام لمعتصمي رابعة العدوية.
والملاحظة الثالثة هي استخدام اللجان الالكترونية لتصريحات وتغريدات لشخصيات لا تنتمي سياسياً للإخوان، وأظهرت تعاطفاً مع الجماعة، أو عداءاً شديداً لظهور القوات المسلحة مرة أخرى، كأحد الفاعلين في القرار السياسي. ومن بين هؤلاء وائل عباس (الناشط السياسي) الذي استعانت معظم الصفحات الإخوانية بتغريدة له ينتقد فيها ما أشيع عن حظر العمل السياسي في الجامعة، حيث كتب فيها: "حسام عيسى (وزير التعليم العالي المنتمي للتيار القومي الناصري) أصدر قرار بمنع العمل السياسي في الجامعات، طبعًا الحجة هنا الإخوان مبروك عليكم العودة لسنة 1990 تاني". والاستعانة بتغريدة أخرى للناشط الحقوقي الشيوعي حسام بهجت، قال فيها: "للأمانة وللتاريخ، وقبل سفك الدماء أقول لم يثبت لنا حتى الآن وجود أسلحة داخل اعتصام رابعة، وارد وجود سلاح لكن أقول لم تثبت رغم كل محاولات التحقيق".
أما الملاحظة الرابعة فهي استخدام لجان الإخوان الإلكترونية لصفحات ساخرة، وحسابات غير حقيقة للعديد من الشخصيات السياسية، وفي مقدمتها الرئيس المؤقت عدلي منصور، والذي بلغ عدد الحسابات غير الحقيقة باسمه على موقع" تويتر" 49 حساباً جميعها ساخرة، فيما دشنت اللجان الإلكترونية صفحة باسم الرئيس المؤقت، بلغ عدد المشاركين فيها 14 ألف عضواً على موقع" فيسبوك"، لكن هذه الصفحة تتعمد نشر أخبار كاذبة على لسان الرئيس المؤقت، وأعضاء حكومته. فيما يصل عدد الحسابات الوهمية لرئيس الوزراء حازم الببلاوي سبع حسابات على تويتر.
"الحرب" الإخوانية على "فيسبوك":
منذ 3 يوليو 2013، سخّرت صفحات "الإخوان المسلمين" القديمة والجديدة جهودها للهجوم على وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، بعد أن كان هدف هجومها قبل ثورة 30 يونيو رموز التيار المدني، مثل محمد البرادعي، وحمدين الصباحي، أو الإعلاميين، على غرار باسم يوسف، ولميس الحديدي، ويوسف الحسيني. ويبدو أن الجماعة سعت في خطابها للتأكيد على تصوير ما حدث على أنه انقلاب عسكري، وليس ثورة شعبية، ومواجهة مع قوى مجتمعية قوية لها قيادة واضحة، ثم تطور الخطاب إلى حد وصف الانقلاب العسكري بالدموي، منذ أحداث الحرس الجمهوري في 8 يوليو 2013.
يمكننا تقسيم صفحات الإخوان على موقع" فيسبوك" إلى صفحات تم تأسيسها عقب ثورة يناير 2011، ومعظمها ساهم في التعريف بالجماعة وبالدعاية لمرسي، أثناء ترشحه لانتخابات الرئاسة في 2012، ونشر أخبار تتعلق بالرئاسة وبالدفاع المستميت عن الجماعة بشكل خاص، والإسلام السياسي بشكل عام. وصفحات تم تدشينها منذ إعلان حملة "تمرد" عن نشاطها في جمع توقيعات تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة في مايو 2013.
والأبرز هي الصفحات التي تم تدشينها عقب عزل مرسي في 3 يوليو، وهي صفحات جذبت حجم كبير من الجمهور والمتابعة الإعلامية، بسبب تغطيتها المباشرة للكثير من أحداث العنف التي أوقعت قتلى في صفوف الإخوان، مثل أحداث الحرس الجمهوري والمنصة.
ومن أبرز هذه الصفحات صفحة" نبض رابعة"، وهي أكبر الصفحات "الإخوانية" التي تم تأسيسها منذ عزل مرسي. وتخطى عدد متابعيها 258 ألفاً (في 7 أغسطس 2013). وتعتبر هذه الصفحة بمثابة وكالة أنباء إخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أنها تقوم ببث الأخبار والصور أولاً بأول من اعتصام رابعة العدوية. وتتميز الصفحة بأنها أكثر الصفحات تنظيماً ومصداقية بعكس باقي الصفحات "الإخوانية" على فيسبوك، التي تعتمد بدرجة كبيرة على أخبار مجهلة. كما تتميز الصفحة برطانة "ثورية" واستعانتها ببعض الأغنيات الوطنية لمطربين أمثال حمزة نمرة، وخاصة أغنية "تذكرتي رايح جاي" للتدليل على حجم الاعتصامات المؤيدة لمرسي في الكثير من المحافظات.
وبجانب صفحة "نبض رابعة" هناك صفحتا "تمرد على بيان السيسي" و"رفض الانقلاب العسكري". وتعتمد الصفحتان على نقل الكثير من الصفحة الأم" نبض رابعة". لكن يسيطر عليها لغة الخطاب الاستعطافي والساخر.
ويلاحظ أن الصفحات الجديدة للإخوان عقب عزل مرسي شهدت تطور في تعاطي الجماعة مع المأزق السياسي الراهن، حيث تلجأ الصفحات إلى استخدام الرسوم الكاريكتورية والاستعانة بتعليقات ساخرة من الأفلام المصرية، ربما لجعل الخطاب يتواءم مع طبيعة الشباب الأعضاء في الصفحة، فضلاً عن القيام بإنتاج صيغ ساخرة من الأغاني المؤيدة للجيش مثل أغنية "تتشل الأيادي" وهي أغنية على وزن أغنية شهيرة تم تأليفها وتلحينها خصيصاً للجيش عقب 3 يوليو باسم" تسلم الأيادي"
ومن ضمن الصفحات التي أنشأتها الجماعة عقب ثورة 25 يناير 2011، ومازالت مستمرة صفحة "شبكة نبض الإخوان"، وصفحة "جماعة الإخوان المسلمين"، و"الصفحة الرسمية لمؤيدي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية" و" إحنا شباب الإخوان اعرفنا صح". أما أهم الصفحات التي تم تأسيسها رداً على ظهور حملة تمرد في مايو 2013، فهي صفحة" تمرد على الرئيس اللي بعد مرسي".
التلفيق والإشاعات: صفحة " إحنا شباب الإخوان" نموذجاً:
لجأت الصفحات الداعمة للجماعة إلى شن حرب الشائعات وتلفيق الأخبار، بشكل متواتر، منذ عزل محمد مرسي. وهو ما جعل مصداقيتها على محك، فمثلاُ صفحة "إحنا شباب الإخوان اعرفنا صح"، والتي تم تأسيسها بغرض اجتذاب جمهور جديد من الشباب للجماعة، قامت بتلفيق صور لقتلى سوريين على اعتبار أنهم من قتلى الحرس الجمهوري، وهو ما جعل الصفحة تتعرض لهجوم كبير من قبل أعضائها، فضلاً عن تلفيقها خبراً كاذباً على لسان الناشطة السياسية، رباب المهدي، في 5 يوليو عن تأييدها شرعية مرسي، وهو الأمر الذي دفع المهدي إلى تكذيب الخبر على الصفحة، واتهمتهم بتعمد الكذب.
وتعمدت الصفحة في بعض تعليقاتها التأكيد على أن عدائها ليس موجها تجاه الجيش المصري، وإنما تجاه عبد الفتاح السيسي، وقيادات المجلس العسكري. وهذا ما جعل الكثير من الأعضاء يتهمونهم بالكذب. ففي الوقت الذي كانت الصفحة تزف فيه التبريكات لأعضائها فور وقوع انفجارات في سيناء على أيدي متشددين تعلن أنها لا تناصب الجيش العداء. ونشرت الصفحة فيديو قالت إنه لجنود مصريين يتراقصون مع شباب وفتيات أمام قصر الاتحادية أثناء الاحتفالات برحيل المعزول، وهو ما جعل الصفحة تقع في تناقض غريب، كما رفعت الصفحة شعار" الجيش والشرطة والبلطجية إيد واحدة".
وشنت الصفحة أيضاً هجوماً عنيفاً على الداعية السلفي ياسر برهامي، مؤكدة أنها ليست ضد الدعوة السلفية لكنها ضد برهامي كشخص، كما هاجمت الصفحة نادر بكار بسبب تأكيده أن إغلاق بعض القنوات جاء لدرء الفتن. ووقعت الصفحة في الكثير من التناقضات ففي الوقت الذي أكدت فيه عدم عزم الإخوان الذهاب إلى أي مكان يوجد به معارضون، وعلى رأس هذه الأماكن ميدان التحرير، نجد أنها في يوم 22 يونيو أيدت ذهاب جماعات من معتصمي الإخوان إلى ميدان التحرير، وحدثت اشتباكات نتج عنها وقوع ضحايا ومصابين. وخلال أحداث شارع النصر (26 يوليو)، كانت الصفحة أول من زعم أن عدد القتلى تجاوز 200 من عناصر "الإخوان". فهذه الصفحة تمثل الخطاب المتشدد إخوانياً على "فيسبوك"، والذي يتجه في الأغلب نحو جمهور الجماعة والتيار الإسلامي على مواقع التواصل الاجتماعي وجمهور التيار السلفي.
اعتمدت الصفحة على أخبار الإثارة والتهييج غير الموثقة؛ مما أثر سلباً على مصداقيتها، حيث بثت أخبار تتعلق باستشهاد بعض المشاهير في الجماعة، مثل الإعلامي نور الدين حافظ المعروف إعلامياً باسم"خميس"، وصور لشاب قتيل قيل إنها للناشط الإخواني الشهير، عبد الرحمن عز، فيما اتضح بعد ذلك أنهما على قيد الحياة.
مع تحول الصفحة إلى ساحة لبث الشائعات، قامت إدارة الصفحة بحذف جميع الأخبار والصور التي تم نشرها خلال الفترة من 28 يونيو 2013 وحتى 25 يوليو 2013، دون إبداء أي أسباب. وهو ما يعكس محاولات الصفحة إلى التخلص من الشائعات والتهم التي تم تلفيقها خلال هذه الفترة؛ في محاولة منها لتبييض وجهها. واللافت للنظر هو عدم اتساق خطاب صفحات الإخوان مع خطابهم السياسي في الواقع، فرغم عداء التيارات الإسلامية المعروف للأديب نجيب محفوظ، واتهامهم الدائم له بالكفر قامت الصفحة ذاتها بنشر مقولة "أصحاب المصالح لا يحبون الثورة"، مع صورة للأديب المصري، وهو ما أثار موجة من الهجوم من قبل أعضاء الصفحة، فعلى سبيل المثال علق أحد الأعضاء غاضباً: "مش لاقي غير نجيب محفوظ بتاع على باب حارتنا أنا بدأت اتخنق منكم". بينما علق أحد المعارضين للإخوان متسائلاً: " مش ده اللي كفرتوه وقلتوا أنه سب الذات الإلهية".
صيغة الاعتدال على "تويتر":
على خلاف صفحات "فيسبوك" نجد أن الخطاب "الإخواني" على "تويتر" كان أكثر اعتدالاً، وأكثر ميلاً للتدقيق في سياق إدراك قادة الإخوان أن "تويتر" أكثر متابعة بالنسبة للإعلام العربي والغربي، وأقل تأثيراً على مجمل شباب التواصل الاجتماعي في مصر، حيث إن مستخدمي "تويتر" في مصر لا يتجاوز عددهم 300 ألف بنهاية 2012.
فقد شهد " تويتر" حراكاً من قبل الشخصيات المنتمية للجماعة مثل عصام العريان، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، وعصام سلطان، القيادي بحزب الوسط، حيث اتسمت صفحات القيادات بأنها أكثر حيادية وموضوعية، والتزمت بالبعد عن الشائعات. ويرجع ذلك إلى أن إدراك القادة أن ما سيبثونه من أخبار على حساباتهم الشخصية، أو تعليقات على أحداث العنف التي تستهدف ضباط الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء، سوف تحسب على الجماعة بشكل كبير، بعكس الصفحات المنتمية لهم على "فيسبوك"، والتي تستهدف الجمهور العادي من المنتمين للجماعة أو المتعاطفين معهم، ومن ثم فإن التأثير العاطفي عليهم سوف يكون أعمق أثراً.
وهذا الأمر يتضح في حساب عصام العريان على" تويتر" – والذي يتجاوز عدد أعضائه 523 ألف متابع- حيث أدان العريان الانفجار في محيط مديرية أمن الدقهلية، وهو ما لاقى ردود ساخرة من قبل المتابعين. كما تعمد العريان تهنئة جنود الجيش المصري بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وبالمثل، فإن حساب عصام سلطان، الذي يتجاوز عدد متابعيه 622 ألف، استخدم نفس الطريقة التي تتسم بالبعد عن المغالاة والمبالغة، ورغم إلقاء القبض عليه في 28 يوليو، إلا أن هناك من يدير الحساب مستخدماً اسم عصام سلطان في كتابة الكثير من التغريدات، التي تتعلق باعتصام رابعة العدوية، ومواقف حزب الوسط من الأحداث الجارية، أما حساب جهاد الحداد، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين على" تويتر"، فيمثل حالة خاصة، حيث إن جميع التغريدات فيه باللغة الانجليزية، وهو ما يجعلها موجهة للخارج وبخاصة للولايات المتحدة، حيث يصل عدد متابعيه نحو 60 ألف متابع. وحساب أحمد عارف، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين (43 ألف متابع)، وهو من أكثر الحسابات النشطة على" تويتر"، حيث ينتظم في التغريد بشكل يومي. ويحرص عبر هذا الحساب على توضيح الكثير من القضايا التي من شانها تحسين صورة الجماعة دولياً، ومنها قضية استغلال الأطفال والنساء كدروع في تظاهرات رابعة العدوية.
أما حساب محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فقد توقف التغريد به منذ يوم 29 يونيو، رغم وجود المرشد المطلوب أمنياً حراً طليقاً. وفي الوقت نفسه اعتمدت اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان المسلمين على طريقة" الهاشتاج" عبر" تويتر"، والتي تضمن مشاركة أكبر عدد من مستخدمي الموقع، إضافة إلى كونها طريقة سهلة لإيصال رسائل الإخوان بمشاركة عدد كبير من أسماء المناصرين التي لها تأثير كبير وعدد كبير من المتابعين على الموقع ذاته. ومن أبرز" الهاشتاجات" التي استخدمها الإخوان هاشتاج" ضد الانقلاب الدموي" ومع الشرعية"، و"جمعة الفرقان"، و"مجزرة الحرس الجمهوري"، و"مذبحة المنصة".
ويلاحظ ان صفحات "فيسبوك" وحسابات "تويتر" للإخوان ما بعد عزل مرسي، اعتمدت نفس الأسلوب السابق الذي استخدمه ناشطون للتنديد بحكم المجلس العسكري، إبان ثورة يناير، إلى الحد الذي جعلها تستخدم نفس الشعارات والجمل الساخرة. وهو ما يجعل جماعة الإخوان المسلمين أمام خيارين إما التجديد في لغة الخطاب وهذا يتطلب دراية بطبيعة جمهور مواقع التواصل الاجتماعي المصري، خاصة مع تبدل المشهد السياسي، أو البحث عن وسيلة إعلامية جديدة تتناسب مع خطابهم السياسي.
أبرز صفحات "الإخوان" على "فيسبوك" حتى يوم 9 أغسطس 2013
الصفحة عدد المتابعين تاريخ التأسيس
صفحة حزب الحرية والعدالة مليون و150 ألف 13 يوليو 2011
شبكة نبض الإخوان 560 ألف 15 سبتمبر 2011
إحنا شباب الإخوان اعرفنا صح 413 ألف 28 فبراير 2011
صفحة نبض رابعة 258 ألف 3 يونيو 2013
الصفحة الرسمية لمؤيدي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية 190 ألف 12 يوليو 2012
رفض الانقلاب العسكري 102 ألف 7 يوليو 2013
تمرد على بيان السيسي 30 ألف 3 يوليو 2013
حملة تمرد على الرئيس اللي بعد مرسي 27 ألف 5 مايو 2013
أبرز حسابات الإخوان على " تويتر" حتى يوم 9 أغسطس 2013
الحساب على " تويتر" عدد المتابعين
عصام سلطان 622 ألف
عصام العريان 523 ألف
جهاد الحداد 60 ألف
محمد بديع 43 ألف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.