شكل اللقاء الذي احتضنته قاعة اتحاد المزارعين بالقضارف علامة فارقة في مسيرة تيار الإصلاح بالمؤتمر الوطني الذي انتقل بدعوته الى العمل العلني، ووضح من خلال زيارة قائد تيار الاصلاح بالحزب الحاكم الدكتور غازي صلاح الدين ان هناك الكثير من قيادات الحزب تؤمن بالطرح الذي تنادي به مجموعة «السائحون» الذي ينادي بالتغيير والإصلاح داخل اجهزة الدولة والمؤتمر الوطني. ودعا الدكتور غازي صلاح الدين الى توحيد الجبهة الداخلية وتحقيق قدر واسع من الحريات، وذلك لدى مخاطبته عدداً من القيادات السياسية والإسلامية بالقضارف، وشدد غازي على ضرورة تجاوز الحديث عن توحيد الحركة الإسلامية والتركيز على وحدة الأمة الاسلامية، مشيراً الى ان السودان ليس خارج دائرة خطر الاستهداف العالمي، مؤكداً ان المرحلة القادمة سيتم خلالها استهداف حركة حماس ثم السودان، وذلك عقب اجهاض حكم الاسلاميين بمصر، ويرى غازي من خلال حديثه اهمية تجديد الافكار السياسية والتنظيمية والطرح، قائلاً: اذا لم نتبن دعوة الاصلاح بأنفسنا ربما يتولاها غيرنا، وذلك علي اثر التحديات التي تواجه السودان جراء النزاع الدائرة في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور وتردي الوضع الاقتصادي، وحمل غازي المؤتمر الوطني مسؤولية الواقع الماثل باعتباره الممسك بزمام السلطة، منتقداً ضعف المؤسسات التشريعية الولائية والمركزية، واحتكار بعض القيادات الرأي والسلطة. فيما يؤكد احد قيادات الحزب الحاكم بالقضارف ضعف مشروع الإسلاميين وانحساره، وقال انه بات واجهة ولافتة لحزب حاكم اقترب من الانهيار، ويرى أن المبادرة خليط من الذين ينتمون للوطني والشعبي ومجموعة اخرى وقفت في منتصف الطريق يسعون لإصلاح حال البلاد والعباد بكل مشاربهم السياسية والاجتماعية، ويرى أن المشروع الذي يسمى الاصلاح والنهضة ورغم الضغوط التي مورست على مطلقيه قد بدأ ينتشر في عدد من الولايات، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها السودان، فضلاً عن الوضع السياسي المحتقن والاحتراب الأهلي في أطراف السودان، ويرى القيادي البارز بالمؤتمر الوطني الذي فضل حجب اسمه، أن احساس «السائحون» العميق بانهيار مشروع الانقاذ دفعهم للخروج بمشروع جديد يحمل قضايا الامة ويدافع عنها ويدعو الى الحريات والعدالة والمساواة بين كل الناس، ويحقق الأمن الاجتماعي ويوفر لقمة العيش الكريم للمواطن السوداني. فيما يرى الناطق الرسمي لمبادرة «سائحون» بالقضارف الفاتح داؤد أن المبادرة ليست فصيلاً عسكرياً ولا هي فكرة تنفذها وتؤمن بها مجموعة متفلتة كما يشيع اصحاب الاجندة هذا الفهم، ويري أنها مشروع اصلاحي متكامل يستهدف معالجة الأزمة الوطنية والإسلامية الراهنة عبر اطروحات خضعت للكثير من النقاش والحوار العميق الذي تناول قضايا الحكم والسلطة والاقتصاد والهوية والعلاقات الخارجية، وذلك من أجل إصلاح مؤسسات الدولة، مشيراً الى أن رؤية المبادرة خلصت الى نقد التجربة بهدف إصلاح الخلل وتقويم العثرات لمخاطبة جذور الازمة، ويرى داؤد أن التفاف قطاع عريض بالولاية من الذين ينشدون الإصلاح والتغيير حول المبادرة يؤكد صدق توجهها، وأن ذلك جاء عقب سلسلة من الحوارات مع مجموعة مقتدرة من النخب السياسية بالولاية لتشكيل جبهة عريضة لإصلاح الاوضاع المزرية. وكشف داؤد الناطق الرسمي لمجموعة «سائحون» عن اجراء مزيد من اللقاءات التفاكرية وعقد جلسات حوار موسعة مع كل فصائل ومكونات المجتمع، وأضاف قائلاً: سنفعل هذه المبادرة رغم أن بعض الجهات سعت بكل امكاناتها وأجهزتها لإجهاض المبادرة بالقضارف وهم أدعياء الوصاية على الدين والوطن وأصحاب المصالح من النخب، وأعلن داؤد أن «سائحون» سوف تحرسها عناية الله وتفديها دماء الشهداء ولا يخذلها من ضل، وقد تسير ببطء لكنها ستصل إلى نهاياتها.