كمال كرار ……. أعلنت الحكومة الحرب علي الشعب بتصميمها علي زيادة أسعار البترول ، وهيأت نفسها للمعركة الحربية وليست الدبلوماسية ولا تخفي مظاهر الإستعداد العسكرية علي أحد . ولكن الشعوب جربت هذه المعارك مع نظم دكتاتورية باطشة ، فصرعتها ورمت بها إلي مزبلة التاريخ وشعبنا هزم ديكتاتوريتين عسكريتين كانتا أذكي من ( الإنقاذ) في الدهاء والمكر والبلطجة . علي ذلك فإن شعبنا يرحب بهذا النوع من المعارك المضمونة النتائج . وليس هنالك مكان لمتخاذل في مثل هذه المعارك الشريفة ، ولا ينفع أي تبرير سياسي أو اقتصادي . وإن كان وزير المالية قد طاف علي بعض القوي ، من أجل كسب الدعم لقراراته الوشيكة الصدور ، فإن الشعب قد نفد صبره من كل ما يجري . وعندما ينفد صبر الشعوب ، تموج الشوارع بملايين الغاضبين الذين يهتفون إلي القصر حتي النصر . وعندها يهرب الديكتاتور ، ويطل وجه حاقد في الإعلام – مثل أبو ساق – في قديم الزمان ليعلن أنهم سيسحقون المعارضة مثل العقرب تحت الحذاء . وعندما يحمي وطيس الثورة يطل نائب الرئيس ليعلن سحب الزيادات في البترول والرغيف فيهتف الشعب القصة ما قصة رغيف . وعندما يكتمل العصيان المدني يعلن الديكتاتور تنحيه ويسلم السلطة لمجلس عسكري من السدنة ، أو حكومة انتقالية من التنابلة . لقد شرب الشعب السوداني من هذه السيناريوهات حتي الثمالة . وهذه هي المعركة الأخيرة والفاصلة . وبعدها ستبدأ المعركة مع الفاسدين الذين نهبوا خلال عام واحد هو 2011 ما جملته 63 مليار جنيه ، في وقت أعلن فيه وزير مالية النظام أن عجزه 10 مليار جنيه . ولكن الحكومة لا تقول للفاسدين هاتوا الأموال المسروقة ، ولا تقدمهم للمحاكمة ، ولا تساومهم علي دفع ( النص) لأن حاميها .... كما في المثل السوداني . والشعب عند الحكومات الشمولية هو الحيطة القصيرة التي يقفز فوقها الحرامية إلي مصاف الأثرياء . الآن هذه الحيطة القصيرة صارت سداً منيعاً مثل سد النهضة الذي جنن مرسي وأخوانه . والأموال التي ستقلع من السدنة – بعد الانتصار – تحقق الإزدهار الاقتصادي المنشود ، وتخلق آلاف الوظائف للشباب المتعطلين عن العمل بسبب الإنقاذ . أما البترول الذي ينهبه السدنة والمستخرج من الأراضي السودانية ، فلفائدة الزراعة والصناعة بجنيه واحد للجالون . والحكومة الإنتقالية تسع وزارات ، بتسعة وزراء يسكنون في بيوتهم الأصلية ويركبون عرباتهم القديمة أو عجلاتهم . ومديريات السودان الشمالي ( ست) علي رأس كل مديرية محافظ يركب بوكس موديل 78 أما معظم الميزانية فللصحة والتعليم وتحسين الأجور والمعاشات . من أجل هذه التطلعات المشروعة ، تقول الغالبية لا للإنقاذ ولا لزيادات البنزين والدقيق والسكر ومن أجل هذه التطلعات تخرج الصدور العارية في مواجهة الرصاص الدنئ . ولا تخاف في الحق لومة لائم ، إنت صاحي ولا نايم ؟؟