نكتة قديمة تحكي عن صديقين ساقتهما الأقدام إلي مكان للهو والانبساط ، ثم ما لبثت أن " دورت " الشكلة ، ومن بونية واحدة انبطح أحدهما أرضاً ، أما الثاني فاستمات في القتال ولكن " الشفوت " هزموه شر هزيمة بعد أن طبقوا فيه نظريات " جون سينا " ومحمد علي كلاي . ولما سأل " المجلود " صاحبه عن انبطاحه من البونية الواحدة ، أجابه بأنها تكتيك نفد به من علقة تاريخية . وكم من " أبالسة " لديهم تكتيكات عجيبة في دنيا الاحتيال والهروب من النزال . أحدهم وهو سادن بائن فتح محلاً لبيع التقاوي المضروبة ، ولما خاف من ركوب التونسية عدل " اليافطة " فأصبحت التقاوي فتاوي وانتهي البيان . وآخر من التنابلة انسحب تكتيكياً من حزبه القديم وركّب مكنة " هايلوكس " جديدة فانهمرت عليه الشيكات والمناصب والمايكروفونات ولاننسي العبايات والعصايات . وفي ثمانينات القرن الماضي انسحب المشير المخلوع من اجتماع هام انسحاباً تكتيكياً وتابع وقائعه من داخل دائرة مغلقة وفصل بعد ذلك كل من كان قد انتقده في الاجتماع المضروب . ومن الانسحابات التكتيكية الشائعة بعد الإنقاذ الهروب من البيت بسبب وطأة المصاريف ، وقفل التلفون فلا تجد الزوجة المكلومة مخرجاً إلا بطلب الطلاق للغيبة وخوف الفتنة " إن كانت حسناء " . وعندما كنا في رحلة علمية لمصر أيام الجامعة إنسحبت سوسن وبقية الزميلات من " بلاج " الاسكندرية بعد اصرار دليلنا المصري علي نزول البحر بالمايوه ، وكان انسحاباً تكتيكياً مؤقتاً فقد علمنا لاحقاً أن " شلة البنات " حضرن في وقت لاحق ونزلن البحر علي طريقة الدليل المصري . أما في باب العزيزية فقد هرب الطاغية الليبي علي وقع الأغنية " التقيل فات المهر العنيد " بينما لسان حال شريطه المسجل يقول انه انسحب انسحاباً تكتيكياً . وكانت قواته المأجورة قد انهزمت في معظم المدن الأخري طوال الشهور الماضية ، بينما تقول البلاغات العسكرية " المضروبة " أنها قد انسحبت تكتيكياً . من تكتيكات النظم الشمولية افتعال الندرة في السلع تمهيداً لزيادة السعر وطرحها بكثافة في الأسواق فينسي الناس الزيادة لانشغالهم بالوفرة . وتبديل العملة من تكتيكات زيادة الكتلة النقدية وطبع " القروش " كيفما اتفق ، وهكذا يصعد الدولار إلي أربعة جنيهات وبنك السودان في سبات ونبات . لكل ديكتاتور تكتيك ، وللمعارضة تكتيكات والكرة بينهما خد وهات . وانسحابات تكتيكية أو تفاهمات " تحت التربيزات "