[email protected] ……… من الواضح أننا وصلنا إلى نهاية مؤلمة وهي أن هذا النظام يدفعنا إلى حمل السلاح وإراقة الدماء عمدا وتحويل الصراع السياسي إلى صراع دموي … فتكبره وعنجهيته لم تترك لنا خيار سوى حمل السلاح ومجابهته بالند فحديثهم عن عدم قدرتنا على تغير النظام سلمياً يدل على أنهم يريدونها حرب أهلية تحرق الحث والنسل … تساءل الكثيرون عن سبب عدم قيام الشعب بثورة فى السودان ، وعدم انفجار غضبه الى الشوارع لاسقاط النظام ، وأصاب البعض اليأس من حدوث أمر كهذا ، فى حين أن السودانيين معروفين بحماقتهم وغضبهم فى اصغر الصغائر فهم معروفون بثورات غضبهم حتى عند مخدميهم فى دول الاغتراب والمهجر ، بل انهم لقلة صبرهم ثاروا ثورتين فى وقت كانت فيه كثير من الشعوب العربية والافريقية تحبو فى طريق الديمقراطية والوعى السياسى ، إذن مالذى اصاب السودانيين يا ترى؟! تباينت الاجابات والتحليلات ، فمنهم من عزا الامر الى لا مبالاة اصابت الشعب كما صرح الترابى مؤخرا فى ندوة له فى قطر، وبعضهم عزا الامر الى " الفتر" والارهاق ، وأن الشعب السودانى انهكته معاناة الحياة المعيشية والجوع الكافر الذى فرضه عليه الحاكم المتاسلم. ولكن ما لم يسأله أحد ، هو ما اذا كان السودانيون فى حاجة الى ثورة فى الأساس ، ترى هل يعتقد السودانييون أن الثورة ستحل مشاكلهم؟ سواءً أكانت معيشية أو سياسية أو اجتماعية؟ لعلّ هذا السؤال لا يتبادر الى أذهان الكثيرين وخاصة الشباب المناضلين والمعارضين لأن مجرد التفكير فيه عند البعض يعد تراجعاً وردة فكرية عن " المواقف الثورية" ، ولكن التفكير العقلانى مبنى على الشك ، وعند القدرة على التشكيك حتى فى النتائج العلمية يتمكن العقل من الوصول الى مناطق الخلل, ودون التخلى عن المسلمات المتوهمة لا يمكن الوصول ابدا الى اجابات واقعية وتحليلات قد تقترب من الواقع. ان الخوض فى هذا التساؤل فى هذه الفترة بالتحديد ومع ارتفاع النداءات وتزايد القراءات التى ترشح سقوط النظام الوشيك ، هو دعوة للتفكير فى المسار نحو المستقبل ، ونحو المخارج لأزمة السودان العميقة بحق ، والتى لن يكون سقوط أو اسقاط النظام سوى خطوة اولية وصغيرة للغاية لايقاف عجلة تدهور وانهيار البلاد.