ناشدت لجنة تسيير الجبهة الوطنية العريضة جماهير الشعب السوداني لدعم الحراك الشبابي الذي بدأ لتحقيق كامل شعاراته التي رفعها. كما وناشدت القوى السياسية الحية في السعي الجاد لإسقاط النظام، وعدم الانسياق وراء مناوراته اليائسة التي يريد بها شراء الوقت. (نص البيان أدناه) الجبهة الوطنية العريضة إلي جماهير الشعب السوداني هبت رياح التغيير وفقاً للأهداف والمبادئ التي قامت عليها الجبهة الوطنية العريضة التي تمثلت في السعي الجاد لإسقاط نظام الإنقاذ القمعي وقفل كل قنوات التحاور معه. نخاطبكم اليوم والسودان يمر بمنعطف خطير قد ينحدر به إلي هاوية الفوضى السياسية الشاملة جراء تخبط النظام الشمولي وإصراره علي فرض رؤيته الأحادية في قيادة البلاد، الأمر الذي أدي إلي احتقان سياسي ينذر تفجره بعواقب وخيمة قد تدفع البلاد نحو طريق البلقنة والصوملة. نحن في الجبهة الوطنية العريضة ظللنا نتابع باهتمام بالغ، التحركات الشبابية في مسيرتهم السلمية التي انطلقت في ال 30 من يناير 2011م، معلنة بداية النهاية لنظام فاسد مستبد ظل منذ استيلائه علي السلطة في الثلاثين من يونيو 1989م، في قطيعة تامة مع الشعب السوداني مستخدما كل موارد البلاد الاقتصادية في خدمة أهدافه الشريرة التي تمثلت في حروبه الداخلية متعددة الوجوه ضد الشعب السوداني الأعزل ليضمن حمايته وحماية سدنته في الاستئثار بالثروة والسلطة، الأمر الذي راكم الغبن الاجتماعي ممثلا في معدلات الفقر التي تجاوزت ال 95 %. إن مسيرة الثلاثين من يناير الشبابية، والمسيرات التي تعقبها قد أثبتت فشل المشروع الحضاري الذي قام علي أيديولوجيا الزيف والخداع المتمثلة في زواج المحارم بين السلطة والمال، والنتيجة ميلاد بذرة الفساد بمسمياتها المختلفة التي تحمل بداخلها فناء الأنظمة الديكتاتورية وذلك ما أكده الواقع الراهن في النموذجين التونسي ومن بعده المصري. إن العنف المبالغ فيه الذي واجه به النظام المرعوب مسيرة الشباب السلمية، وما صاحب ذلك من اعتقالات وتعذيب، وإصراره علي الحلول الأمنية للقضايا الوطنية المصيرية تؤكد أن أيام النظام قد باتت معدودة، وإن قطع ديمنو الدكتاتوريات في أكثر من دولة قد بدأت بالتداعي ولا عاصم لهذا النظام من السقوط. يا جماهير الشعب السوداني العظيم، إن مبررات هذا النظام المنهار في البقاء قد انتهت ولم يعد له من سبيل إلا الرحيل. فنحن في الجبهة الوطنية العريضة نخاطب كل أفراد الشعب السوداني ممثلا في مختلف مكوناته السياسية، والاجتماعية، وتحالف قوي الهامش، والريف، والنقابات، والاتحادات والتنظيمات النسوية، والشبابية لدعم الحراك الشبابي الذي بدأ ولن يتوقف إلا بعد تحقيق كامل شعاراته التي رفعها. كما ونناشد القوى السياسية الحية في السعي الجاد لإسقاط النظام، وعدم الانسياق وراء مناوراته اليائسة التي يريد بها شراء الوقت. فشعار إسقاط النظام قد بات هو شعار المرحلة وذلك للآتي من أسباب: أولا: تهرب النظام من دفع استحقاقات سلام نيفاشا، الأمر الذي جعل من خيار الوحدة الجاذبة خيارا خالي المضمون ليختار الجنوبيون الانفصال. ثانيا: اتفاقيات السلام التي تناسلت حروبا، وذلك لمحاولة النظام المستمرة الالتفاف عليها، وعدم تطبيقها “اتفاقية أبوجا” نموذجا. ثالثا: إطالة أمد معاناة أهلنا النازحين، واللاجئين من دارفور، وذلك باتباع النظام للحلول الأمنية لقضايا سياسية اعترف بها في منابر التفاوض المختلفة. رابعا: فشل النظام في كبح جماح غول الغلاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية الذي أرهق كاهل المواطن حتى بات شبح المجاعة يهدد الجميع. خامسا: سوء الخدمات، بل وانعدامها من تعليم وصحة. سادسا: هروب النظام إلي الأمام وعدم اعترافه بالعدالة الدولية ممثلة في محكمة الجنايات الدولية، الأمر الذي أصاب الدولة السودانية بالشلل التام، وتمثل ذلك في عدم مقدرة رئيسها لممارسة مهامه الدستورية والسيادية. سابعا: استشراء الفساد المالي، والإداري، والاجتماعي، والسياسي حتى صار هو القاعدة التي لا استثناء لها في إدارة شئون الدولة السودانية. أيها الشعب السوداني الأبي : قد اكتملت الحلقات حول عنق هذا النظام الدموي، ولم يعد له من مخرج، سوي سماع صوت هذا الشعب، الذي لم يعد له في قوس صبره من منزع. فالخلاص في المواجهة. عاش كفاح الشعب السوداني.. الصادق عيسي حمدين الناطق الرسمي للجنة التسيير 1 فبراير 2011م.