تسببت اشتباكات بين مجموعتين متصارعتين في القوات المسلحة السودانية بملكال مساء الخميس 3 فبراير وصباح الجمعة 4 فبراير، في مقتل ثلاثة عشر شخصاً وجرح ثلاثين بحسب وكالة (أ ف ب) الاخبارية. واندلعت المعارك بسبب أن مجموعة من الجنود الجنوبيين بالقوات المسلحة – وكانت تتبع لمليشيا قبريال تانج وتحارب مع الجيش السوداني في مواجهة الجيش الشعبي لتحرير السودان – رفضت قراراً بنقلها للشمال وتجريدها لاحقاً من السلاح. وكشفت مصادر ل (الشرق الأوسط) أن أسلحة ثقيلة من مدافع الهاون والرشاشات قد استخدمت في القتال، وقالت المصادر إن مجلس الدفاع المشترك كان قد قرر الأسبوع الماضي إعادة انتشار القوات المشتركة وفصلها عن بعضها البعض بحيث تعود إلى جيشها الأصلي جنوبا وشمالا قبل إعلان استقلال جنوب السودان في يوليو المقبل. وقالت المصادر إن القتال بدأ في الليلة قبل الماضية وانتهى في الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس، وقالت إن الجنود التابعين للواء قبريال تانغ رفضوا التوجه نحو الشمال خلال إعادة الانتشار، وتابعت (أرادوا أن تبقى معهم الدبابات والأسلحة الثقيلة التابعة للقوات المسلحة السودانية ورفضوا أن يتم نزع سلاحهم، وهم أصلا من جنوب السودان). من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي اللواء فيليب اقوير ل (الشرق الأوسط) إن جيش الجنوب لا دخل له في المعارك التي دارت في ملكال، لكنه عبر عن تخوفه من تكرارها في مناطق أخرى، وأضاف أن القوات المسلحة التي تعمل ضمن القوات المشتركة المدمجة مع الجيش الشعبي بدأت الانسحاب من الجنوب تنفيذا لقرار مجلس الدفاع المشترك الأسبوع الماضي بفك الارتباط بين القوات المشتركة قبل إعلان استقلال جنوب السودان في يوليو المقبل. وقال (القوات التي تعمل ضمن الوحدات المشتركة المدمجة يجب أن تسحب أسلحتها وآلياتها الثقيلة وفق القانون واتفاقية الترتيبات الأمنية)، وأضاف أن القوات التابعة للواء قبريال تانغ الذي كان يقود ميليشيا تتبع للخرطوم وأدخلت في القوات المشتركة في أعالي النيل رفضت تسليم أسلحتها وطالبت بإبقاء الأسلحة الثقيلة من دبابات وآليات كما رفضوا الانتقال للخرطوم ضمن القوات المسلحة التي كانوا يعملون تحت إمرتها. وكشف اقوير عن وساطة يقوم بها نائب رئيس هيئة الأركان في جيش الجنوب اللواء ولسون دينق بين القوات المسلحة ومجموعة قبريال تانغ لإنهاء الاحتقان وعودة الهدوء من جديد في ملكال، وقال (نحن لا نريد أي معارك في الجنوب ويجب أن يتم وقف هذا القتال فورا وعودة الهدوء لأن مثل هذه المعارك تضر بمصالح المواطنين)، لكنه حمل القوات المسلحة مسؤولية ما حدث بسبب رفضها أن يكون جنودها في القوات المشتركة من أبناء الشمال في الجيش السوداني. وقال (منذ توقيع اتفاقية السلام وتشكيل القوات المشتركة طلبنا من الخرطوم أن يرسلوا جنودا شماليين وليس جنوبيين في القوات المشتركة التي تم نشرها في الجنوب). وأضاف أن القوات المسلحة بإرسالها جنودا جنوبيين ضمن قواتها في الوحدات المشتركة خلقت مشكلات عديدة أغلبها وقع في أعالي النيل خلال الفترة من 2006 وحتى اليوم. وكان اللواء قبريال تانغ قد وقع اتفاقا مع حكومة الجنوب في سبتمبر الماضي خلال جلسات الحوار الجنوبي – الجنوبي، وقد أصدر رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت عفوا عاما عن كل الذين حملوا السلاح ضد حكومته قبيل إجراء الاستفتاء في يناير الماضي والذي صوت فيه غالب الجنوبيين لصالح الانفصال.