الى امى وابى فاطمة عالم وسعيد عرمان قال رسول حمزاتوف (لكم تمنيت لو كانت حياتى مسودة كتاب لاقوم بتصحيحها من جديد) . هذه الامنية النبيلة والغالية لرسول حمزاتوف الذى هو كما يقال اشهر من داغستان نفسها مكان ميلاده وموطنه ، هذه العبارة الموجعة تعبر بدقة عن لواعج ونزعات النفس البشرية وما اجمل النفس اللوامة التى تتوق وترغب فى الوصول إلى مشارف الكمال البعيدة وتصحيح و نفض ماعلق من شوائب وغبار وما إقترفت يدانا فى طريق الحياة الشائك والمعقد . هذا الإحساس هو الاجمل الذى يغشانى مساء كل من الرابع من اكتوبر من كل عام و الصباح يلوح عند ابواب يوم الخامس من اكتوبر يوم مولدى مثل ملايين البشر الغائبين والحاضرين والآتين الى جمال ونزق الحياة . واليوم وقد عبرت بوابة (51) عاماً أود ان ارسل كل إعتذارات الحياة إلى امى فاطمة عالم وابى الاستاذ سعيد عرمان ، لما سببته لهما من رهق وعذابات حينما تجنبت الحياة الآمنة وإخترت طريقاً لم يكن محل إتفاقهما ولكن مع ذلك إحترما دوماً خياراتى وتمنيا لى النجاح حتى فى الاشياء التى لم يشاركانى الاتفاق حولها . لقد احبانى دونما حدود او مقابل ، اقول لهما مازلت أؤمن بجمال وبهاء الطريق الوعر واعشق منعرجات الطريق الذى اخترته مع سبق الإصرار والترصد فالحياة دون قضية لعنة . واشعر بالاسف الشديد لاننى لا استطيع ان اكون بجوارهما وهم اكثر حوجةً إلى فى منعطفات الحياة وإنحدار الطريق . واشعر بالاسى مرةً اخرى لغيابى الطويل عن امسياتهم وعند شروق ضوء النهار ولكننى لو أُتيحت لى الفرصة مرة اخرى لما كان بإمكانى إلا إختيار الطريق ذاته والخيارات كانت دوماً صعبة والإنسان كان ظلوماً جهولا. إننى اليوم اتأمل جمال العلاقات بين الابناء والامهات والاباء ، وإمتنانى وحبى بلاحدود لامى وابى ، واسرتى ، اصدقائى وكل من بعث إلى بتحية وتمنى لى عيد ميلادٍ سعيد . ياسرعرمان 5/اكتوبر/2013.