محمد عبد المجيد امين ( عمر براق) [email protected] المشهد الأول : الزمان : بعد منتصف الليل المكان : داخل قصر احد المتنفذين الشخصيات : (كلها خيالية وإذا صادف وأن تطابقت مواصفات أوسلوك أي منها علي شخصيات ، يراها القارئ الكريم غير ذلك، فهذه مسئوليته وحده فالمسرح مسرحه وهو الذي يتفاعل معه). ( يفتح الستارعلي مساحة معتمة ، لغرفة تشغل حيزا كبيرا من خشبة المسرح . في الوسط نري نافذة عريضة تغطيها ستارة شفافة. بعد قليل نري النافذة وقد فتحت ببطء وحذر شديد ، ثم شبح شخص يدلف الي الداخل ، يبدو أنه لص ، فوجهه مغطي بنصف قناع ويحمل شنطة خفيفة علي كتفه. اللص يلقي بجسمه برشاقة الي داخل الغرفة. بعد قليل ، نري من وراء ستار النافذة شبح شخص آخر. الشخص يتخطي النافذة بصعوبة ، بسبب ثقل وزنه ، ثم يدخل الي الغرفة ، فنري من هيئته أنه زميل للص الأول فهو يلبس نفس اللباس ويضع نفس القناع . اللصان يستكشفان الغرفة ، كل ببطارياته ، وفي إتجاهين مختلفين ، فنري أنها عبارة عن مخدع فاخر للنوم ، فالأثاث كله حديث الطراز ، والأرض مفروشة بالسجاد الفارسي ،بينما يتدلي من السقف ثرية فخمة). اللص الأول : ( لزميله) ناس البيت لسه راقدين ؟. اللص الثاني : ( يؤكد له بحركة من يده) في سابع نومة يا كوتش. اللص الأول : (وهو يعبث بمحتويات تسريحة جانبية ولكن لا يأخذ منها شيئا)….عاين عليك الله الناس ديل خامين الدهب والمجوهرات دي كيف..ردوم ردوم!!. اللص الثاني : ( يأتي ويتفقد ما وجده زميله فيشيح بوجه متأففا ، ثم يذهب الي دولاب جانبي كبير وينقب في محتوياته)….قطع شك…. واللا عاين البنك الداسينو في الدولاب!! … ديل يازول خامين قروش البلد كلها خم … إشي دولارات … وإشي يورو….كلها عملات صعبة!!. اللص الأول : ( يقترب ويعاين) طبعا جنيهنا المجهجه دا ما معاهم؟. اللص الثاني : ( بسخرية) جنيه شنو يا عمك وسط الهيلمانة العالمية دي!. القروش ذاتا كان شافتو… يا يشرطو حتت ، يا يشوطو برا الدولاب …. اللعب هنا مع الكبار بس. اللص الأول : علي رأيك….. يقوم يعمل ليهن زحمة في الفاضي. اللص الثاني : يازول دا إمكن هو العملة الوحيدة اللي بتنقص كل يوم منه حتة!!. السوق يزيد وهو يكش…عجب!!. اللص الأول : وياريتو نافع…جنيه صعلوك….. داير علي حل شعرو. اللص الثاني : ما لقي اللي يربيه والا اللي يشكمو. قال إقتصاد قال!!. اللص الأول: (بعد قليل)… الناس ديل تغيانين تغا….. عاين …عفش الأوضة….. كلو مستورد. اللص الثاني: بالحيل!!….(يسأل بعد هنيهة) إت الناس اللي كلفونا بالعملية دي قالو لينا سيد البيت دا شغال شنو؟. اللص الأول : ( مندهشا) عليك الله دا سوعال يسألو؟. هو في منو غيرم المروق في البلد دي!!؟. ما قلنا ليك شغال دستوري ….. وكوز كبير. اللص الثاني : ( يترك ما بيده وقد بدا عليه القلق)… يازول هووي..الناس ديل نحنا ما قدرهم…. أسي لو قبضونا ما بيغتسو حجرنا؟. اللص الأول : ( يمازح زميله) وين؟ ….ديل بيكونو ما قصرو كان ما لبسونا تهمة تهمتين ودخلونا بيوت الأشباح… ( يهمس لزميله) …هسي نحنا بنمارس " سرقة سياسية" والتهمة لبسانا لبسانا. اللص الثاني : ( يتصنع الفزع) أمك…. يالطيف. اللص الأول : ( يحذرزميله) هوي يالتلب …عاين بعينك …. ودق طناش. اللص الثاني : (يكمل وهو يغلق فمه بيده)…… وسد خشمك وما تنضم الا في الكورة…. وكان خشمك غلبك…انضم في الموبايل. اللص الأول : ( يتابع التفتيش وهو ينظر من حوله بقلق) ال كع شوية…. خلينا نكمل شغلنا دا ونفرتك. اللص الثاني : ( بتحد وهو يقلب الوسائد والمراتب) يعني شنو يعني …. كان قبضونا ….مش حدنا كوبر؟. اللص الأول: ( وقد اخرج من الدولاب رزمة من الأوراق ، يحاول قراءة محتوياتها بالبطارية) أبو الزفت… الزول دا سفسف نص البلد( يلوح بالاوراق لزميله) شهادات بحث…كتيرة كترة….دا ما خلي حتة الا وختا ليهو فيها كراع!!. ( يقفز فوق السرير فرحا وكأنه إكتشف شيئا فيقسم الورق الي مجموعتين) علي بالطلاق الزول دا نجيض نجاضة….موزع واطاتو علي نسوانه وعياله واهله بهنا …ومكتبهن تنازل بهنا. ( يقلب في الأوراق) …واو(يقصد واو المدينة وليس Wowالإندهاش الخواجاتي)…قصور ، فلل ، بيوت ، مشاريع، مصانع ….مزارع وأبصرشنو بره البلد !!. اللص الثاني : ( بدهشة مصطنعة) سيد البيت دا أمو ولداه مرزق…والا إمكن وراث؟. اللص الأول : (باستهزاء)….وارث شنو يافقر…دا إنت اللي وراث الهبالة والهم والغم. اللص الثاني : ( يستوضحه بنرفزة) الحنك دا شنو ياعمك .. مالك؟ ….داير ترندق؟ اللص الأول : يازول إت ما فاهم القصة…..سيد القصر دا أنا بعرفو كويس …..كان ساكن في آخرالحلة اللي ورانا ….أهلو ناس سعي وزراعة ساكت. كان شفت بيتم …..تضرب كفا بكف……نصو زريبة والباقي جالوص مسور بالقش. اللص الثاني : ( بدهشة) معقول السياسة تجيب العز دا كلو إت الشغالين فيها ديل ناس زينا والا….. اللص الأول: ( يقاطعه ولا يكمل ) ….. يهي دي ذاتا…والا. اللص الثاني : ( لزميله) يعني… نحنا ناكل الفول…وهم يمشو المول؟ اللص الأول : ما هم برضو حرامية … لكين علي مستوي …. مسلبطين في حاجة ما بعرفو فيها سجم الرماد.. بقولو عليها سياسة … قدامنا…يدقسونا بالتهليل والتكبير … وبورانا يسرقونا . اللص الثاني : ما يقبضوهم ويريحونا؟. اللص الأول : منو يقبض منو يا وهم ؟ الشكة اتلخبتت في بعضها خلاص… وأي واحد من ديل تهبشو يقوم يطلع ليك حصانتو. يالدستور، يالفقرا. اللص الثاني : يازول هوي… ما يغرك الشغلنات دي.. …. نحنا توصيفنا القانوني واضح وصريح : حرامية عديل كدي. اللص الأول : ما ديل برضو توصيفهم واضح وصريح : حكام لصوص . اللص الثاني : والشعب عارف ؟ اللص الأول : ( يومئ براسه بالايجاب) … وإت آخرهم. اللص الثاني:… يعني البلد خلاص…. ( يقوم بحركة بيده تفسر نهاية الأمر). اللص الأول : لا….. الحساب يادوبو بدا……. والفيلم إنتهي… لما الدم سال … وريحتو فاحت في النواحي أقني من دم الغزال. اللص الثاني : لما إغتالوا براءة شباب…. يدوب في عمر الزهور ……………………………. ………………………… ( الفراغات تستكمل بمعرفة القارئ) اللص الأول : والحرة الشريفة …. بت بلدي العفيفة …. تذل وتتهان و أرزل خلق الله … يبركوها .. وف أي حتة من جسمها يجلدوها . نحنا ليكن فدا… والد وما ولد يا لكنداكة… ويالمهيرة…. يازهرات البلد. اللص الثاني : ( بانفعال) حرن.. ولٌي الدم أبي يتنازل …..قال : حقي ..الا أخدو تالت متلت. اللص الأول : نحنا أولياء الدم ….. القضية شنو ؟ مش ورق ومستندات وشهود وبينة؟ ( يصمتان هنيهة وهما يزرعان الغرفة جيئة وذهابا ثم يعاودا الحوار). اللص الثاني : الله يكشف عوراتهم ويفضحهم جوه وبره…قول آمين. اللص الأول : آمين…. وإت قايل نحنا هنا لشنو؟ ما بنقدم خدمة برضو للبلد… يصمت قليلا ثم يتابع)… يهو الدهب والقروش قدامنا وما بنهبشا… لأنها حرام. اللص الثاني : عديلة…. نفتش علي أي أوراق أو مستندات تدينهم وبعدين نوريها للشعب؟. اللص الأول : كان وريتها لرئيسم برضو حينكر. ما قالو الشينة منكورة؟. اللص الثاني : ( يتوعد)المرة دي الشينة مفضوحة..والدور لاحقك يابشبش … وقد حذر من فزر. اللص الثاني: (يوجه حديثه للسادة القراء)… عليكم الله .. كان شفتو لينا قاضي شجاع ونزيه…. يمسك قضيتنا وبشهامته… يرفع مقام العدل ، يرضي ربه ويبر بقسمه. اللص الأول : واللا " جياشي" نقيض ، يحمينا من بغي الطغاة. كفانا….. شياطين خرس … تاني ما دايرين. ( يسمع صوت هاتف جوال يرن ، فينتبه اللصان أنه صادر من مكان ما قريب من الغرفة ، ثم يسمعان صوت حركة وهمهمة شخص يبحث عن الهاتف ليرد. اللصان ينظران الي بعضهما نظرة ذات مغزي ، ثم ينسلان ليختفيا وراء الستار). **** (يتبع المشهد الثاني باذن الله) الدمازين في :12/10/2013م. محمد عبد المجيد امين ( عمر براق) [email protected]
