قصفت القوات الحكومية السودانية منطقة أم دورين بجبال النوبة ب (33) قنبلة في (11) هجوم منفصل خلال شهر سبتمبر وحده هذا العام ، بحسب ما أورد آخر تقرير لتحالف منظمات المجتمع المدني ( كونسورتيوم السودان) . ويعمل كورنسورتيوم السودان في شراكة مع سودانيين على الأرض بجنوب كردفان . وأكد تقرير الكورنسورتيوم الصادر في اكتوبر 2013 ان تزايد هجمات القصف الجوي على المدنيين في جبال النوبة في سبتمبر مقارنة بأغسطس من نفس العام يتسق مع النمط الملاحظ للهجمات الحكومية منذ بداية الحرب 2011 ، وهو نمط يؤكد تكثيف القصف الجوي على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة مع إقتراب موسم الحصاد الزراعي . وفي هذا السياق ، تعرضت منطقة أم دورين الخصبة ، والتي لا تتضمن أي وجود مسلح ، تعرضت للقصف المكثف على المنشآت المدنية ، وإضافة إلى قتل وإصابة عدد من المدنيين بجروح إستهدف القصف المكثف الأراضي الزراعية ، ودمرت القنابل الملقاة مساحات كبيرة من حقول محاصيل الغذاء الحيوية . وأضاف التقرير أن تزامن هجمات القصف الجوي مع إقتراب موسم الحصاد يشير إلى وجود نية مبيتة لدى حكومة السودان لتعطيل زراعة المحاصيل الغذائية ومفاقمة المستويات العالية من إنعدام الأمن الغذائي للسكان المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب كردفان . وتوضح الجداول البيانية المرفقة إرتفاعاً كبيراً لعدد الهجمات في شهر يوليو – شهر الزراعة – ، وكذلك إرتفاعاً في شهر سبتمبر ، وهو ذات النمط الذي لوحظ في عام 2012، ويقدم مؤشراً قوياً بأن الحكومة تستهدف الزراعة والحصاد . وأدى هذا الإستهداف المنهاجي منذ بداية الحرب إلى تدمير كميات كبيرة من المحاصيل المزروعة حديثاً أو الناضجة ، كما أدى إلى ردع المزارعين من زراعة حقولهم في الأوقات الحرجة خلال دورة المحاصيل ، خوفاً من تعرضهم للقتل أو الإصابة في الهجمات الجوية . ويضيف التقرير انه رغم ان المدنيين طوروا إستراتيجيات حماية خاصة للتخفيف من آثار القصف الجوي ، بما في ذلك حفر خنادق ، إلا ان أعداد كبيرة من المدنيين ظلت تتعرض للقتل والإصابات في هذه الهجمات ، كما يوضح الرسم البياني للإصابات في الفترة ما بين يونيو 2011 – سبتمبر 2013 . وكانت منظمة كفاية الأمريكية – Enough- نشرت تقريراً 10 اكتوبر يكشف الاوضاع الانسانية فى جبال النوبة . وبحسب التقرير الذي أعده مختصون في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية فإن 62% من البالغين يقيدون إستخدامهم للغذاء حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام ،و43% من الأسر التي شملتها الدراسة لا يملكون غذاء يكفي لمدة أسبوع ، وعانى 69% من النازحين و64% من غير النازحين من الجوع بصورة شديدة أو معتدلة .ونتيجة للقصف الجوي المكثف في موسمي الزراعة والحصاد فإن الأسر تزرع أراضي أقل بنسبة 73% مما قبل الحرب . وقلل 83% وجباتهم في الاسبوع بنسبة 3.5 مرات لتتواءم مع نقص الغذاء .