السبت 6 يناير 2011م لم أعرف كيف يمكنني تكييف حديث السيد الرئيس لدى مخاطبته منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني اليوم حين أشاد البشير بأداء جهاز الأمن والمخابرات الوطني قائلاً: “أنه لا يدافع عن نظام أو حكومة أو رئيس لكنه يحمي أمة ووطن وعقيدة والولاء فيه لله والوطن”. تحيرت في هذا الكلام وتساءلت في نفسي، أمن الممكن ألا يعلم السيد الرئيس بأفاعيل جهاز الأمن؟؟؟؟ ألم يسمع يوماً كيف يقوم جهاز الأمن باعتقالات تعسفية وبتنكيله وتلفيقه التهم للمواطنين جزافاً؟؟؟؟؟؟؟ ألم يتابع، كيف أن جهاز الأمن يشن حملات وحشية من الاعتقالات التعسفية والتعذيب والترهيب النفسي والجسدي ضد معارضي الحكومة والمدافعين عن حقوق الانسان والناشطين؟؟؟؟؟؟؟؟ ألم يسمع بنساء تم اعتداء جنسي عليهن أثناء احتجازهن؟؟؟؟؟ ألم يسمع باغتيالات تمت وأشارت أصابع الاتهام لجهاز الأمن؟؟؟؟؟؟ ألم يخبره أحد بكميات البشر الذين تم اعتقالهم وحبسهم دون أن توجه لهم تهماً؟؟؟؟؟؟ ألم يطرق سمعه بأن قانون جهاز الأمن أعطى الحق في الاعتقال والحبس المطلق لمدد تصل لأربعة شهور ونصف؟؟؟؟؟؟ هل يستفيد جهاز الأمن من مناخ الافلات من العقاب ويواصل هجماته الوحشية؟؟؟؟؟ هل يعرف الرئيس بذلك ويسكت عنه؟؟؟؟ أم أن هذه التصريحات هي للاستهلاك السياسي؟؟؟؟؟؟. أصابتني الحيرة في مقتل ولم أعرف كيف أن جهاز الأمن يحمي المواطن وفي نفس الوقت يقوم باعتقاله وحبسه وضربه وتعذيبه وصعقه بالكهرباء!!!!!!!!، وتحيرت في مفهوم (حماية الوطن والمواطن)، هل حماية الوطن تتطلب التنكيل بالمواطنين وانتهاك حقوقهم الدستورية؟؟؟؟؟ وهل الاختلاف في الرأي السياسي يعتبر ذريعة تبيح لجهاز الأمن حماية الوطن وبالتالي تخول له كل الحق ليفعل ما يفعله؟؟؟؟ هل المقصود هو حماية النظام الحاكم بأشخاصهم أو حماية الوطن؟؟؟؟؟؟. وتعجبت، إذ أن حماية الوطن لا تتطلب كل ما يقوم به جهاز الأمن، بل أن ذلك يتنافى تماماً مع مفهوم الحماية!!!!!!!، ولكن ربما المقصود هو حماية أشخاص بعينهم، وفي هذه الحالة يختلف المفهوم!!!!!!!!!!. وتذكرت ما قام به جهاز الأمن من ضرب وحشي وصعق بالكهرباء وتعذيب لأبوذر حتى تسبب له بأمراض في الكلى ما زال يعاني منها في حبسه حتى دون أن يتلقى حقه في العلاج!!!!!!!!!!!، فأين يقع ذلك من مفهوم حماية الوطن؟؟؟؟؟؟ وهل توجيه تهم تصل عقوبتها للإعدام في مقال صحفي، هو من باب حماية الوطن؟؟؟؟؟. وتحيرت في هذا الوطن الذي يضيق ذرعاً بالحريات الصحفية والذي تهدده مقالة صحفية وتقوض نظامه الدستوري، مما يستدعي تدخل جهاز الأمن لأن يقوم بالحماية المطلوبة، وبالتالي يقوم باعتقال الصحفي وتعذيبه وضربه وفتح بلاغ في الشرطة ومن ثّم سجنه!!!!!!!!!!، ويتم كل ذلك دون أن تحقق النيابة أو القاضي في واقعة التعذيب!!!!!!!. أكد الرئيس البشير إن الجهاز يمثل حشداً لخيرة شباب السودان الذي ظلوا عند حسن الظن بهم، وقال (جربناهم في شتى المواقف ولم يخذلونا سلماً وحرباً في الريف والمدن ومناطق العمليات). وتلقى المشير البشير البيعة من ضباط وضباط صف وجنود جهاز الأمن والمخابرات الوطني على السمع والطاعة في المنشط والمكره ما دام متمسكاً بنهج الشريعة حفاظاً على أمن البلاد وسيادته. من جهته أكد الفريق امن مهندس محمد عطا المولى عباس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني “أن الجهاز سيظل على العهد باقياً يؤدي مهامه بمهنية واحترافية عالية وفقاً لعصارة تجربة تزيد عن العقدين من الزمان تم خلالها تجريب كافة ضروب المحن والمهددات بكثافة لم تعهدها أجهزة المخابرات في التاريخ القريب، مشيراً إلى أن الجهاز سيظل مستودعاً لكل خير وفضيلة وحكمة”. ذهبت بتفكيري إلى أنه، إما أنه استعصى عليّ الفهم بحيث أنني لم أفهم ما يرمون إليه بالقول، وأن عبقريتي لم تصل إلى هذا المستوى الرفيع لتتمكن من الاستيعاب وهضم هذا الكلام!!!!!!!!!، أو أن هذا الكلام هلامي لا يتماشى مع منطق الأمور والأشياء الحادثة على أرض الواقع وبالتالي لا يحترم عقولنا وذكاءنا!!!!!!!!.