بلينكن عن التدقيق في مزاعم انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان: سترون النتائج قريبا    عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    الخطوة التالية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار الدكتور الشفيع خضر
نشر في حريات يوم 07 - 02 - 2011

أكد القيادى بالحزب الشيوعي د. الشفيع خضر ان الحوار هوالمخرج الوحيد من ازمات البلاد ، ورأى ان الحوار الجاد يبدأ بتشكيل لجنة من كافة القوى السياسية تضع مضابطه واجندته، وتحدد آلياته، لكي تصبح مخرجات هذا الحوار ملزمة لكل الاطراف، واعتبر ان هذه هى الصيغة الوحيدة التى يمكن ان تخرج السودان من ازمته ، الا انه شكك فى حواره مع ( الصحافة ) فى رغبة المؤتمر الوطني فى اجراء حوار شامل يعالج قضايا البلاد، وقال ان الحوار لا يمكن ان يتم في ظل اجواء تمارس فيها إجراءات قمعية ضد الطرف المراد محاورته، وطرحت الصحافة حزمة من قضايا الساحة الساخنة على عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي فالى مضابط الحوار ..
حوار : التقي محمد عثمان- ماجد محمد علي:
{ المؤتمر الوطني على لسان الفريق صلاح قوش اتهم المعارضة بالاستقواء بالخارج لاسقاط النظام، وكشف عن خطة مكتوبة يشارك فيها حزبكم والمؤتمر الشعبي.. كيف تردون على هذا الاتهام؟
- الحديث عن الاستقواء بالخارج ظلت تردده كل الانظمة التى تخشى الحريات،واشير هنا الى مقولة ترددت هذا الايام ، وسمعتها مؤخراً من السيد نائب رئيس الجمهورية ،فى مؤتمره الصحفي الأخير، وهى ان النظام الذى يخشى الحريات ليس لديه مستقبل، بالاضافة الى ان هذا الاتهام ممجوج ولكثرة استخدامه اصبحنا لا نكترث له، خاصة انه لا اساس له من الواقع. وعموماً، فيما يخص علاقة الخارج بالسياسة السودانية، فان المواطن السوداني يعلم الآن الى أين وصلت وما مدى عمقها، وماهى الاطراف التى ساعدت فى ذلك. وبعكس هذا الاتهام، لقد ظللنا لفترة طويلة نقول ان هناك قضايا يهرع بها البعض الى العواصم العالمية والافريقية، مثل واشنطون واديس ، بدلاً من ان يهرع بها الى القوى السياسية التي تمثل الشعب السوداني. لذلك لن نتوقف كثيراً عند مثل هذه الاتهامات .
{وماذا عن الخطة المكتوبة ؟
-وفيما يخص وجود خطة مكتوبة لاسقاط النظام مع الشعبي ، أؤكد ان هذا كلام غير صحيح بالمرة، فأنا ليس لى علاقة بالشعبي ولا اتحدث باسمه، كما انني لست فى قيادة تحالف المعارضة ، لكنني اتحدث هنا عن حزبي فقط ،والذي لديه موقف واضح لكيفية التعامل مع الواقع الذى نشأ بعد الاستفتاء، والذى يؤثر به اكثر من عامل، فمن واقع مناقشات الحزب وهى ليست بالسرية ، الموقف يقول ان هناك واقع نشأ بالبلاد بعد الاستفتاء يوجد به اكثر من عامل اولها الاثر الكبير لاستقلال الجنوب وهو اثر اقتصادي وسياسي وامني وإستراتيجي،وإجتماعي ونفسي، والعامل الثانى الغلاء المعيشي ، وثالثهما وجود قضايا تمثل قنابل موقوتة يمكن ان تقوم بتجديد الحرب فى البلاد، خاصة فى ابيي والنيل الازرق وجنوب كردفان، وهذه العوامل تشير الى واقع جديد يتطلب نوعاً جديداً من التوجه، وواقعاً دستورياً جديداً ايضاً،هذه هى القضايا التى نتحدث عنها والتي يجب ان نناقشها بكل وضوح.
{هل تلمح الى ان من يذهبون لمناقشة قضايا البلاد بعواصم عالمية هم المرتبطون بالخارج، وليس الحزب الشيوعي؟
- نعم هذا ما اريد ان اقوله،فاتهاماتهم قديمة ومتكرره، فسبق ان ساقها عبود من قبل واعادها نميري من بعده، والآن تتردد من جديد.. وعلى اي حال فالشعب السوداني يعرف مايدور،والواقع كلما استجدت قضايا متعلقة بالسودان واهله يهرع بها ( يجروا بها ) الى واشنطون او الى اديس ابابا بحثاًعن ( الألفوات الخواجات ) لحلها .. فى حين ان المنطق يقول ان يجلس شعب السودان ممثل فى قواه السياسية لحلها !؟.
{ما وراء هذا الاتهام .. ان لم يكن صحيحاً كما تقول؟
_ يقف من ورائه ضيق بالحريات ، بعكس ما يردد قادة النظام ، وخشية من ان يولد الغلاء وتردي الواقع المعيشي سخطاً على الحكومة، واعتقد انها محاولة للقيام بهجوم مضاد فى ذات الاتجاه .
{ألا يتناقض هذا التحليل الذى قدمته مع دعوات الوطني المتكررة لكل القوى السياسية لحوار حول كافة قضايا البلاد؟
_ يتناقض.. ولهذا سارد عليك بجملة (اسمع كلامك اصدقك واشوف عمايلك استعجب)، ولك ان تعلم ان آخر بيان للمكتب السياسي للحزب اكد على ضرورة قيام ملتقى للحوار ومؤتمر دستوري،وحكومة قومية انتقالية. وانا ارى ان كان ما يقصد بالدعوة الى الحوار هو موجة الاعتقالات التى تمت امس واليوم فسيكون هذا الحوار( عجيب جدا). ما اعرفه انا ان الحوار يتم فى مكان غير زنازين الأمن!.
*هل تعتبر الدعوة للحوار تكتيكاً ام ماذا؟
_ على كل حال نحن فى الانتظار، ويجب ان نوضح انه لم يتم حتى الآن اي اتصال معنا بهذا الصدد، واعتقد ان من يريد الحوار لا يقدم على اعتقال من يود محاورته، فهذا الامر يحتاج لتفسير.
{ نُقل أمس الاول عن قوى الاجماع الوطني تكوينها لآليات ولجان لإعداد مقترحات للوصول الى صيغة توافقية مع المؤتمرالوطني..؟
_ تم حوار حول المخرج من ازمة انفصال الجنوب، وطرحت قوى الاجماع مقترحاتها حول ضرورة قيام ملتقى للحوار، واجراء حوار حول الدستور الدائم الجديد، وان يكون هناك حوار حول الاوضاع الجديدة فى الشمال ، ولا اعلم الى ماذا توصلوا تحديداً.
{ماهى النقطة التى يمكن ان ينطلق منها حوار ايجابي بينكم والمؤتمر الوطني؟
_ الاصل هو الحوار .. ولا يوجد شخص عاقل يرفضه،والمخرج الوحيد لأزمات البلاد هو الحوار، وهذا ما دفعنا الى ان ندخل ، سابقاً فى حوارات مع الوطني ان كان فى القاهرة او ما سبقها . لكن الحوار لا يمكن ان يتم وانت تمارس إجراءات قمعية ضد طرفه الآخر، ولا يعقل ان نبدأه بالمطالبة باطلاق سراح كوادرنا المعتقلين!، هكذا لن يصبح حواراً.. سيصبح شيئاً آخر.انا ارى ان الحوار الجاد يبدأ بتشكيل لجنة من كافة القوى السياسية تضع مضابط الحوار واجندته،وتحدد آلياته، وتصبح مخرجات هذا الحوار ملزمة لكل الاطراف، هذه الصيغة الوحيدة التى يمكن ان تخرج البلد من ازمته.
{وكيف ترى محددات الحوار التي أعلنها الوطني ووردت فى خطاب السيد نائب رئيس الجمهورية ؟
_ نحن من جانبنا ايضاً نضع محددات،(ليس من موقع من هو الاصل) لان الاصل هوالشعب، ليس اي نظام جاء فى فترة من الفترات، بالاضافة الى ان مضابط حوارنا هى اولاً الاتفاق على ثلاث مسائل رئيسية ، نشأت على خلفية الوضع الجديد بالبلاد بعد انفصال الجنوب، تتمثل في منع كل مهددات عودة الحرب مرة اخرى، بمعنى ان العلاقة بين الدولتين اللتين ستنشآ فى 9 يوليو القادم، لابد ان تبحث القضايا قى اطار جماعي تشارك فيه كل القوى السياسية. ثانياً هناك قضايا متفجرة فى هذا الجزء الشمالي من الوطن، نعتقد انها تستدعي ان نضمن بنود الحوار تحديداً القضايا التى تحدثت عنها مثل ابيي ودارفور وخلافها، ثالثا الدستور الدائم وهذا نعتقد انه يمكن ان يتم الاتفاق عليه فى اطار الحوار ،ثم هناك قضايا اخرى مثل القضايا الاقتصادية، فهل يمكننا ان نتفاكر فى الوصول الى خطة اقتصادية غير الخطة التى ينفذها حزب المؤتمر .. ام لا ؟ لان هناك عقول اقتصادية اخرى فى البلد.هذا بجانب اهدافنا التي تتركز في ان لا يعانى المواطن كثيراً، وان لا ترتفع الاسعار، فهل يمكن ان نعالج هذا ؟ .. نحن نعتقد ذلك، واخيراً ماهو شكل الحكم المناسب فى الفترة القادمة كى نضمن تنفيذ مخرجات الحوار. هذه هي قضايانا المطروحة للحوار، الذي لا نسعى اليه للمشاركة فى الحكومة ، او لتقديم مقترحات كى يقوموا بدراستها لاحقاً، وان كانوا يعنون بالحوار هذا.. لن يصبح حواراً.
{المعارضة الآن تطرح اسقاط النظام .. فهل ما طرحته من تصورات للحوار هو احد آليات الإطاحة بالنظام؟
_ فى اى بلد فى العالم توجد حكومة ومعارضة، والمعارضة لا تسعى للإستمرار كمعارضة للأبد، فواحدة من اهدافها ان تحل محل الحكومة.. فهذا شئ طبيعي.. ما هو المزعج فى هذا الموضوع؟ ،الا اذا كان الافتراض ان الحكومة الموجودة الآن ( حكومة مقدسة وتملك حقاً إلاهياً فى الوجود).فما نطرحه هو حدوث تداول سلمى للسلطة ، والآلية هى الانتخابات، بل والانتخابات الحقيقية، نحن لا نخفي نجري الحوار كاجندة ظاهرية ونعمل من خلف الستار باجندة اخرى لإسقاط النظام.. ونعتقد ان الفيصل بيننا هو صندوق الاقتراع. ولكن تصوير الموضوع على اعتبار ان هناك خطة لإسقاط النظام …
مقاطعة_ لكن اجندة الحوار التى قمت بتحديدها تعنى ان يذهب هذا النظام ؟
_ ان فُهمت كذلك فلكم ذلك.
وعاد ليقول : ان من يطلب الحوار ويسعى له يهاجم ويهشم رأس الطرف الآخر؟.. لقد قلت بكل وضوح انني اريد دستوراً دائما فأين هنا الاطاحة بالنظام؟، فالدستور الحالي انتقالي،زد على ذلك انني قلت اريد ان تصبح العلاقة بين الشمال والجنوب علاقة استراتيجية تمنع اعادة الحرب من جديد يمكن ان تؤدى فى المستقبل الى وحدة ثانية. وقلت ايضاً اريد الجلوس لحل قضية ابيي ودارفور والمناطق الاخرى بطريقة توافقية ترضي جميع الاطراف ،وقلت انني اريد ان اقدم مناقشات ومقترحات فيما يخص الضائقة المعيشية للمواطن. فاذا كان النظام يفهم ان هذا الاطاحة به……..!؟ .
{ ماهي رؤيتكم للتعديلات الدستورية ؟
_ اي دستور دائما ما يتفق الناس فيه على ثوابت خاصة الدستور الدائم، و نعتقد ان هذا الدستور لا يمكن ان يعده حزب واحد، ولا تيار فكري واحد.نريد له ان يكون اباً للقوانين ، وارضية لفكرة التداول الديمقراطي للسلطة ،وهذه نقطة مهمة لانه اذا كان هناك شخص لا يقتنع بفكرة التداول الديمقراطي للسلطة ، يكون (بيتكلم بعجرفة) ، ويريد مني ان اصبح جراح تجميل. الآلية الاساسية التي نقترحها هى جلوس القوى السياسية فى شكل يتم اختياره،اياً كان لمؤتمر دستوري ، لجنة من كل القوى السياسية ، مفوضية مكونة من كل القوى السياسية ، او حتى لجنة مكونة من قانونيين من كل الاتجاهات، هذه كلها مقترحات ومن المهم ان يتم التوافق على هذا الامر ، وعندما نقول توافقاً لا نعنى ان كل ما نريده سيكون فى هذاالدستور، والا ساكون شخصاً غيرعاقل ، ولكنه سيتضمن بالتأكيد ما سيسمح بالتداول الديمقراطي للسلطة ويمنع حدوث تفجر بالبلاد ، بعدها يمكن ان يخضع الدستور لاستفتاء شعبي اولاجازته فى جمعية تأسيسية .
{تحركات فصائل المعارضة لم تكن مؤخرا منسجمة .. تحركات الامة مثال على ذلك ، الا يعنى هذا ان الاتهام الموجه لها بالتناقض إزاء مواقفها والتردد حيال تحركاتها صحيح؟
_ لست مثل القادة الذين يقيّمون الآخرين ويصرحون بذلك فى الصحف، هذه احزاب محترمة تملك تاريخا كبيرا، ولديها مشاكلها الداخلية ولكن على الاقل بداخلها حراك، بغض النظر عن رأيك انت اوغيرك فيها .ومن الطبيعي ان تكون هناك آراء معها او ضدها ، ما اراه الآن، ان هذه الاحزاب تلتقى فى تحالف وتطرح رؤى مشتركة ، لذا بالضرورة ان تنشأ بينها تناقضات او خلافات لانها ليست حزباً واحداً تقف على رأسه قيادة واحدة، هذا الامر طبيعي والصحيح ان يتم احتواء اي خلاف للمضي قدماً فى اتجاه الهدف الرئيسي.وان كنت تشير خلال ماطرحت الى لقاء الصادق المهدي بالبشير، فقد تم اجتماع بين قادة الاحزاب والصادق المهدي واتفقوا على ان يحمل حزب الامة مخرجات هذا الاجتماع للمؤتمر الوطني.
ولعلك تعلم ان في آخر اجتماع لقادة الاحزاب اتفق على نقاط محددة، تتعلق بالوضع السياسي والدستوري بعد الانفصال، وكلف حزب الامة بنقلها الى الوطني.
{هل كان هناك تفويض من المعارضة للمهدي بلقاء البشير… ؟
- لا.. حزب الأمة هو (عمل اللقاء دا براه) .
{البعض اعتبر ان هذا التحرك المنفرد للمهدي من مؤشرات ضعف المعارضة …
_ انا لم أقل ان المعارضة ليست ضعيفة، انا فقط ضد من ( يخلف قدمه) ويحلل.. فيقول وهو جالس : ان المعارضة ضعيفة وان النظام ..الخ ، وان ثورة مصر كذا ..، هذه طريقة ليست لها علاقة بالتفكير العلمي. من يريد ان يفكر فى قضاياه الخاصة فله ان يفكر بهذه الطريقة ، ولكن التفكير فى قضايا بلد يجب ان يكون بصورة مختلفة.
{ ماذا اذا وصلتكم دعوة لسكرتير الحزب الشيوعي للقاء منفرد مع الرئيس البشير؟
- في هذه الحالة سيقوم السكرتير العام بوضع الدعوة على طاولة المكتب السياسي للحزب لقراءتها ودراستها من حيث علاقتها بالواقع السياسي واتخاذ القرار المناسب ازاءها، وبعد ذلك نقوم بطرحها على قوى الاجماع الوطني لاتخاذ القرار المناسب بشأنها.
{خرجت قبل أيام مجموعة من الشباب فى تظاهرة من الواضح انها تجاوزت بها قوى المعارضة والحزب الشيوعي نفسه، واوصلت رسالتها.. مهما كانت محدوديتها، اين انتم من هؤلاء؟
- أنا اولاً انحنى إجلالاً واحتراماً وتقديراً لهذه الحركة ، وافتكر ان من حقهم ان يتجاوزوا اي قيادات هم على قناعة ببطء حركتها، وليس امامي سوى ان اصفق لهم.
{ هل تحولتم الى متفرجين تقومون بالتصفيق؟
- لا .. أنا شغال .. ولا يعنى ماقلت انني سأصفق لهم واقول لهم ( شكراً انا ماشي المعاش)!، ولا يعني أيضاً ان ارهن حركتي كحزب بتكتيكات هم يقترحونها. انا لدي طريقة للعمل.. ربما يكون هؤلاء الشباب لا يوافقون عليها ، و لا يرغبون مثلا فى الحوار الذى ندعوا اليه مع المؤتمر الوطني.. ولن افرضه عليهم، وربما ضغطهم على الحكومة يساعد على الحوار.
يجب علينا ان ننظر لهذه الحركة بعمق ونتعرف على مطالبها، فهم لا يريدون سوى العيش بكرامة وبحرية، وان لا يتم محاولة تخنيعهم او تجريمهم او النظر اليهم بريبة فى الشارع ،هذه حركة لم اقررها كحزب او اصنعها، لذا لن اركب موجتها.
{ في ما يتعلق بضعف المعارضة واذا اخذنا الحزب الشيوعي نموذجا، هنالك حديث يتردد عن وجود تيارات متصارعة داخل الحزب تعوق حركته.. ما مدى صحة ذلك؟
- عقد الحزب مؤتمره العام منذ عامين وانتهى ببرنامج جديد وتقريرعن الوضع السياسي وانتخاب قيادة جديدة . فاذا وجدت تيارات حادة يمكن ان تعيق حركته لكانت برزت فى هذا المؤتمر او بعد نهايته، انا لا ارى ان هناك تيارات مثل التى تتحدث عنها. وكون ان هناك أفكار مختلفة فى داخل الحزب فهو دليل عافية، ودليل أننا نسير فى اتجاه ان لا يكون هناك النمط الواحد والتفكير الواحد فى ادارة العمل واصدار القرار. وبهذا المعنى لا ارى وجود ما يعيق حركة الحزب.
{ تمت الاشارة اليك شخصياً ، فى إطار التأكيد على وجود تيارات مثل هذه فى الشيوعي؟
- بالنسبة لي فأنا موجود فى الحزب، وشغال ،وموافق تماماً على مقررات المؤتمر الخامس للحزب، وعلى ذات الخط الذى يمضي عليه الحزب، وهذا هو الأساس.. أساس وجودك فى اي مؤسسة. و( بعدين يكون عندك رأى دي تتعمل كيف .. وتتعمل كده ولا ..الخ.. دا موضوع عادي )، لكن اي اشارة الى ان هناك مجموعات تسيطر على هذا الموقع او ذاك، كما لو كان هناك حرب عصابات فكرية فى الحزب ، غير صحيحة. فالحزب يعمل وفقاً للآلية التى تم الاتفاق عليها فى المؤتمر الخامس وحتى الآن.
{مقاطعة: وماذا عن اسهامه…
_ رد مقاطعا : الاسهام موجود وسيحكم عليه الناس،والحزب شغال سواء مع تحالف المعارضة او من خلال برنامجه الخاص.. والحكومة منزعجة منه و( تقبض فى ناسه).
{بعض الأصوات المعارضة تتحدث بلهجة متشددة وتقول انها تنوى اسقاط النظام، واسقاط النظام يحتاج لادوات بالتأكيد ، بقراءتك الخاصة للواقع الآن ماهى الادوات التى يمكن ان تكون متوفرة لدى المعارضة لاسقاطه؟
- هناك اشياء لا يمكن رسمها، وهذا عكس الحديث البائس عن وجود خطة مرسومة.. لانه لا يوجد شخص رسم خطة لانتفاضة ابريل 1985 م، وانا اتحدى كل من يقول انه رسم خطة لتلك الانتفاضة ولا انتفاضة اكتوبر 1964 م ،نعم قيلت( حاجات ) مثل ان افضل طريقة للاطاحة بدكتاتورية 17 نوفمبر اضراب سياسي عام، وقيل ايضاً ان افضل طريقة للإطاحة بدكتاتورية نميرى اضراب سياسي عام، الآن الشعب المصري يطالب بتغيير ، ولم يرسم لهم احد خطة او ضرب لهم موعداً فى ميدان التحرير، لذا هذا السؤال يحرف القضية عن مسارها الرئيسي ، لان المسألة بالنسبة لنا كالآتي : انا لن اتوقف عن مطالبي ، ولن اتوقف عن قول ان هذا الشخص فاسد، او هذا الشخص غير صالح لحكمي.
{، أخيرا، ونحن على مشارف انفصال الجنوب، كيف ستكون علاقتكم برفاقكم فى الحزب الشيوعي من الجنوبيين.. هل اتفقتم على شكل العلاقة بعد الانفصال؟
- نظامنا الداخلي يمنع ان تكون لنا امتدادات فى دول ثانية ،غض النظر عن هذه الدولة التى نعتقد انها جزء من لحمنا ونحن جزء من لحمها. النقطة الرئيسية اننا قلنا ان الشيوعيين فى جنوب السودان هم الذين يختاروا الشكل الملائم لعملهم، والطريقة الافضل لشكل العلاقة مع القوى السياسية فى الشمال بما فيها نحن. بالتأكيد ستكون لنا علاقة مميزة لاننا كنا حزباً واحداً وتجمعنا افكار مشتركة، لكن لن تكون هناك اي علاقة تنظيمية. غير السعى حثيثاً ، هم من هناك ونحن من هنا، لاعادة وحدة السودان مرة اخرى على أسس جديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.