صدرت عدة تصريحات من بعض أقطاب الحكومة حول النزاع لذي سود صفحات الجرائد في الأيام الماضية. ولا رغبة لي في التعليق على تلك التصريحات لأن التعليق عليها يعطي النزاع طابعاً شخصياً. وهذا أبعد شيء من الحقيقة، فالنزاع حول قضايا مبدئية وهو كما يذكر الناس تفجر حول الإجراءات الاقتصادية والطريقة التي فرضت بها وإزهاق الأرواح دون إبداء الأسى عليها. مخطئ من يظن أن موضوع النزاع هو مشكلات شخصية يمكن حلها باسترضاءات شخصية أو بقرارات تراجع القرارات الظالمة التي صدرت في حق بعض الأشخاص. هذا لن يحل المشكلة. حل المشكلة هو في المواجهة الشجاعة للمشكلات التي خلفها أداء الحكومة. هذه المواجهة الشجاعة تعني تقديم مبادرة سياسية جامعة تستوعب قضايا الحرب في دارفور وكردفان، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية، ومراجعة السياسة الخارجية، وإصلاح مؤسسات الدولة وإعادة تأسيس بعضها كالمجلس الوطني، ومحاربة الفساد، ومراجعة الحكم الاتحادي، وتخفيض الإنفاق العام، ومراجعة القوانين والإجراءات الإدارية التي تقيد الحريات وتخنق مبادرات الأفراد والجمهور، والتوافق الوطني حول قيام انتخابات عامة حرة ونزيهة. أي طرح يهمل هذه القضايا ويلجأ إلى المنهج المعروف في اكتساب الولاء من خلال الترضيات لن يفلح إلا في تعميق الأزمة. " د. غازي صلاح الدين العتباني.