الاستاذ حسين خوجلي فى المحاولة التى يقوم بها عبر برنامجه على فضائيته امدرمان يمثل محاولة جديدة وليست جيدة .. الهدف منها فيما وصلنا من فهم لها بانها محاولة لإعادة الزمن السودانى البائس .. ولطالما ان الأمر مستمر واللعبة الجديدة تمضي على وتيرة واحدة ليرجع الصفر السودانى من حيث ابتدأ فى خواء الفكر وانعدام البرامج الحزبية وإفتقار المذهبية الرشيدة وأزمة الحكم المستفحلة فى بلادنا ، مما يسّر للطائفية ان تستغل فى شعبنا اعز ماعنده محبته للدين وسمو ( لاإله الا الله ) فى الوجدان السودانى .. ذلكم الاستغلال الفظيع الذى اوصلنا للحال الذى إفترستنا فيه جماعة الإسلام السياسي .. وتظهر رؤية لاتخلو من مغازي الا وهي : اننا لاحظنا انه عند نهاية الدولة السنارية التى زعمت انها حكمت بالمشروع الإسلامى .. اعقبها الاستعمارالتركي .. ومشروع الدولة الاسلامية الثانية فى المهدية اعقبها الاستعمار تحت الحكم الثنائى .. ترى أي استعمار سيحكمنا حال سقوط الإنقاذ ؟ فعندما نرى برنامج حسين خوجلى .. نجد ان الآلة التى توجهه ترمى الى تفكيك الاحزاب السياسية بمختلف قبائلها .. ونقدها وإبراز مناقصها بشكل كبير .. والنقد الموجه عبر البرنامج سيطال الحكومة وحزبها الحاكم نقداً مدروساً بعناية فائقة .. وبالنتيجة : المأمول الخبيث من هذه الزوبعة عودة حكومة رجال الاعمال برداء آخر وعمامة أخرى ليس تحتها الا الخواء الازلي الذى لازمها بقصور الفكر وتشويه التطبيق .. فعلى الاستاذ حسين ان يدرك جيداً ان صمت شعب السودان ليس عن خنوع ولا عن غباء ولا عن إستكانة ولكنه صبر من يرنو لهذه النخب المنكسرة حتى تفرغ آخر مافى جوفها .. وامتد صبره وهو ينظر لجماعة الإسلام السياسي وهى تمارس فيه كل وسائل التجريب منذ التمكين وحتى برنامج مع حسين خوجلي نظرة واحدة ومتوحدة وكأنه يريد ان يقول لهم : أها وبعدين ؟! فبالتاكيد سوء اوضاعنا وفساد حياتنا وتزوير تاريخنا وخيبة نخبتنا وضياع ثرواتنا وتشويه ديننا .. وعجزنا عن ان نكون فى مستوى طموحات شعبنا ، وتخلفنا عن عبقرية شعبنا .. وكل المآسي التى تنتظم حياتنا فى بلادنا المحزونة .. ليست بحاجة الى برنامج ينفس مكبوت الغضب فى نفوسنا او يساعد فى ميلاد بطلا شعبياً يلتف حوله العوام فى ارض لم يعد فيها عوام .. لأن العوام الان هم الاعلى صوتاً فى البحث عن دولة مؤسسات .. وعن برامج يتواضع عليها الناس .. وفلسفة حكم صالح .. وديمقراطية لاتقصي احداً .. والعوام هم من يرفضون بعد هذه التجربة الطويلة كل من يحاول ان يخدعهم باسم الدين .. مانود قوله ان هذه المسرحية سيئة الاخراج وسيئة الحبكة وسيئة التمثيل .. لأنها تفتقر للرؤية الاساسية التى تؤكد ان عقولنا لن تلغيها دردشة شاشة بلورية .. وسنظل نقول : والله كبرت ياحسين …ونواصل .. وسلااااام ياوطن .. سلام يا الشرطة فى بورتسودان تريد معالجة الكلب البوليسي فى المستشفى … وعندما رفض الاطباء ذلك بحجة ان المستشفى لعلاج البشر ..هاجت وماجت السلطة .. واحتج الاطباء واتحاد كبلو كالعهد به .. شاهد ماشافش حائدة ..يااطباء السودان .. صلوا صلاة الجنازة على هذا الاتحاد .. وسلام يا…