قال مصدر موثوق ل (حريات) ان عدد قتلى الإشتباكات الأخيرة في جوبا يفوق ال (700) قتيل . وقال مراسل (حريات) من مدينة جوبا ان العدد قابل للزيادة نظراً لعدم وجود إحصائية رسمية بعدد القتلى من العسكرييين حتى الآن . وأوردت وكالة (فرانس برس) اليوم نقلاً عن مسؤول أممي قوله ان ما بين 400 إلى 500 جثة نقلت إلى مستشفيات في جوبا. وذكرت حكومة الجنوب على لسان وزير الإعلام مايكل ماكوي ان ( عدد القتلى 73 كلهم من الجنود) كما صرح ماكور كوريون وزير الدولة لشؤون الصحة في جنوب السودان لوكالات الأنباء ، ان ( مدنيين سقطوا في المعارك من دون تحديد العدد وأن 140 شخصاً أصيبوا بجروح وقد ادخلوا المستشفيات). وقال مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ايرفيه لادسو، أمام مجلس الأمن الدولي أمس ، أن 800 شخص اخرين جرحوا في المواجهات بين القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفا كير والقوات الموالية لمعارضيه . وأوضح ان هذه المعلومات تستند إلى معطيات اأرسلتها المستشفيات في جوبا لكن الأممالمتحدة لم تتمكن حتى الآن من تأكيد هذه الأرقام فيما اندلعت أعمال عنف جديدة الثلاثاء. وفي الأثناء ساد الهدوء الحذر أجواء مدينة جوبا بعد أيام من المعارك الضارية ، وقال مراسل (حريات) بالمدينة ان بعض المتاجر بسواق المدينة قد فتحت أبوابها وخلت منطقة السوق من التواجد العسكري الكثيف ، في حين شوهدت عربات عسكرية محملة بالجنود حول بعض المصالح الحكومية ، وأضاف انه تم إستئناف حركة الملاحة الجوية وأقلعت بعض الطائرات صباح اليوم إلى كمبالا ونيروبي . وأعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في بيان صحفي أمس ، عن قلقه من المعلومات التي تحدثت عن ان بعض المجموعات مستهدفة اثنياً ، وقال إنه يجب حماية كافة المدنيين (مهما كانت اثنياتهم). كما دعا في إتصال هاتفي بالرئيس سلفاكير إلى الحوار لحل الأزمة . ويخشى مراقبون من ان تتحول المواجهات الى مجازر تستهدف اثنية معينة ، وحسب وكالة ( فرانس برس) أفادت مصادر انسانية عن أعمال عنف موجهة ضد إثنية معينة تمت في المدينة . وقال مراسل (حريات) بمدينة جوبا ان جرائم قتل على أساس الهوية تمت في مناطق وديلي ونيوسايت بمدينة جوبا . وحذر ناشط سياسي جنوبي في حديثه ل (حريات) من إستهداف الناس على أساس الهوية ، ودعا حكومة الجنوب لمراقبة هذه الإنتهاكات الخطيرة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه ، وأضاف ان النزاع القائم هنا قائم من أجل السلطة وليس نزاعاً عرقياً أو اثنياً ( هذا خلاف بين مجموعتين على السلطة وكل مجموعة تضم أناس من مختلف قبائل الجنوب ، هذا ليس نزاعاً عرقياً ، أرجو عدم صب الزيت في النار ، إذا تمت ممارسات من البعض فانها ممارسات إجرامية لا تمثل الدينكا أو النوير ) . وفي السياق ذكرت نشرة للأمم المتحدة ان 13 ألف مدني لجأوا إلى قواعد للأمم المتحدة في جنوب السودان هرباً من المعارك . وحذرت الحكومةالأمريكية ، أمس الثلاثاء، رعاياها من السفر إلى جمهورية جنوب السودان، ودعت مواطنيها هناك إلى المغادرة فورا. وذكر بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية ، أن ( المواطنين الأميركيين الذين يختارون البقاء فى جنوب السودان على الرغم من هذا التحذير ينبغى أن يراجعوا وضعهم الأمنى ويعيدون النظر جديا فى خططهم للبقاء). وأشار البيان إلى أن الخارجية الأمريكية، أمرت أمس بترحيل موظفى الحكومة الأمريكية غير الأساسيين من جنوب السودان وأن سفارتها أوقفت أيضا عملها حتى إشعار آخر . وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارى هارف ، فى المؤتمر الصحفى أمس، ( نحن منزعجون للغاية، بسبب القتال الذى لا يزال متواصلا أمس فى جوبابجنوب السودان) ، داعية القادة السياسيين هناك إلى الامتناع عن أى عمل من شأنه أن يزيد من تصعيد الوضع المتوتر. وقال مراسل (حريات) في جوبا ، ان فرق تفتيش خاصة تجوب المدينة بحثاً عن الدكتور رياك مشار نائب رئيس الجنوب السابق الذي يتهمه سلفاكير بتدبير محاولة إنقلاب ضده . هذا في حين تأكد ان السلطات الأمنية إعتقلت كل من : باقان أموم القيادي البارز بالحركة الشعبية ، السيدة ربيكا أرملة الزعيم جون قرنق ، تعبان دينق حاكم ولاية الوحدة السابق ، ماجاك أقوت نائب وزير الدفاع السابق ، واياي دينق أجاك وزير الأمن السابق ، قيير شوانق وزير الداخلية الأسبق ، كوستي مانيبا وزير المالية الأسبق ، الدكتور بيتر أدوك وزير التعليم العالي الأسبق ، السفير ازيكيل جاتكوث ، وزير الشباب دكتور شيرنيو أتينق ، الفريد لادو غور وزير البيئة السابق وحاكم البحيرات شول تونغ مايايا . وأضاف حسب مصدر أمني تحدث له ان قائمة الإعتقالات تضم أكثر من (150) معتقل ، ولم يتسنى له معرفة كل الأسماء نسبة للظروف الأمنية بالمدينة. وكانت السيدة ربيكا أرملة الزعيم التارخي جون قرنق وصفت قبيل إعتقالها ما يحدث في جوبا بأنه انشقاق داخل صفوف الجيش الشعبي ، متهمة الرئيس سلفاكير بقيادة الجنوب نحو ديكاتورية جديدة. ويتخوف مراقبون من إنتقال العنف إلى الولايات الأخرى ، وأعربت الحكومة الامريكية عن قلقها العميق ودعت أطراف الأزمة إلى حل الخلافات بالوسائل السلمية . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارى هارف للصحفيين فى مؤتمر صحفى ( اننا ندعو جميع الاطراف الى حل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية وليس عن طريق استخدام العنف) مضيفاً (ان الوضع يتسم بالسيولة ونحن نراجع الوضع الامنى فى جنوب السودان). كما دعت الأممالمتحدة اليوم جميع الأطراف في جنوب السودان الي الوقف الفوري للأعمال العدائية وممارسة ضبط النفس . وقالت مستشارة الأمن القومي للبيت الأبيض سوزان رايس في تغريدة على موقع (تويتر) أمس ، إنها تشعر (بقلق بالغ من العنف في جنوب السودان) ، وقال البيت الأبيض في بيان صحفي صباح اليوم ، إن الرئيس باراك أوباما يتابع بإهتمام تطورات الوضع في جنوب السودان .
