[email protected] لا قبيلة أصبحت دولة ناجحة لا الأنتهازيون لهم مكان في عالم اليوم مدخل اول : لماذا السودان _ مكان لا يحتمل فيه الحياة الكريمة ؟ فالسودان طوال تاريخه الحديث فكل الذين تصدوا للشأن العام لم يحسنوا ادارته بصوره تخرج انسانه الي مصاف التحضر و التقدم _و كانت و لا زالت الاسباب التي جعلت الحكام السودانيين لايفلحون في هذا في اغلبها عن (تعمد) واضح حباً لمصالحهم الذاتية الضيقة او الايدلوجية او الثقافية_ وهي أس البلاء و التأرجح. فأشعلوا حروب داخلية و كانت و ما زالت منذ الاستقلال المزعوم _ الجيش المطلوب منه القومية تحارب ابنائها و تقتلهم لتحقيق غايات ثقافية و ايدولوجية لخدمة ثقافة محددة ( اسلامو عربية ) دون غيرها في السودان . فكان و الي الان_ الجوع و المرض و الفاقة تضرب من هم خارج الحقل الثقافي المهيمن ( المركز ) _ و منها بدأت أسطورة النضال و التحرر بمن هم تحت الجمر (الهامش) أبناء الريف المختلفون ثقافياً و ايدولوجيا او الاثنين معاً عن المركز المهيمن ينشدون بثورتهم و بتضحياتهم العظيمة ' ان يجعلوا العيش ممكناً في بلد لم يتشكل بعد اسمه السودان. فكانوا _ وما زالوا دكتور جون قرنق _ يوسف كوة الجبل 100 _ و داؤود يحي بولاد و مني اركو و عبدالواحد نور عبدالعزير الحلو و الدكتور خليل ابراهيم القائد الصادق في قوله و فعله _ و عبدالله ابكر ( جووري ميي كيدي) _ الشريف الحريري المنظر التاريخي للثورة و ابكر ادم اسماعيل و القائمة تطول ما قدمته الهامش وما سيقدمه من اجل _ مساواه_كرامة _و توزيع عادل لمقدرات البلد و ان يري الجميع أنفسهم في اّن واحد في مرأءة الوطن ان وجد . مدخل ثاني : من هو ادريس ديبي ؟ ادريس ديبي مثله كمثل غيره من الجنرالات العسكر الذين اقعدوا القارة الافريقية عن التقدم و اللحاق بركب الامم المتحضرة . هذا الجنرال من مواليد 1952 و نال حظه من التعليم الاولي و اتجه الي الجندية مبكراً ومن هنا تكون شخصيته النرجسية السادية من البزة العسكرية فشكلته وصنع منه انسان أقل ما يقال عنه انه ( لا يصلح ان يقود نفسه ناهيك عن شعب و دولة كاملة ) . فبعد اضطرابات و حروب ذات طابع قبلي _اثني بحت داخل المؤسسة العسكرية في نهاية الثمانينات برز كثيرون من ابناء جيله الذين جمعهم و وحدهم الميري و القبيلة في مواجهة اخرين يحملون نفس العقلية. فكانت الدماء تسيل من كل مكان تقريباً في شمال _شرق تشاد خصوصاً من كانوا و لا يزالون _ يساءلون و يتحملون ما يدور من عبث في البلاد ' فهذا الديبي حوت كبير في هذا المضمار مع شبيهه حسين حبري سيئ السمعة 1982 _ 1990 حاكماً . في العام 1990 نجح ديبي في استلام السلطة وفي الاغلب فان قوام جيشه يعتمد في الاساس علي عنصر قبلي واحد ( زغاوة ) و منها ظهر حركة الانقاذ الوطنية MPS كواجهة سياسية له ومن معه . ف ديبي لم يدهش المراقبين حينما اعلن حل الدستور و المؤسسات المدنية و وزع اقاربه و مقربين منه و ذوي مصالح ( الا نتهازيون ) في مفاصل الدولة و اصبحت الدولة التشادية ضيعة خاصة لهم يسرقون مايشاءون و يعتقلون و يقتلون من اختلف معهم و عارضهم , و لا مكان لابناء تشاد الاخرين الشرفاء . فظهر الفساد المالي و الاداري في عهده ما لم يشهد له مثيل منذ تكوين الدولة الوطنية 1960 بقيادة الاب المؤسس الوطني الغيور_ فرانسوا تمبل باي ' فأصبح اسم تشاد مرادفاً للتخلف الاداري و الفساد و الفقر المدقع و الجوع و غياب الحريات العامة منافساً شقيقاتها السودان_ الصومال _ الكنقو في سجلات المنظمات الحقوقية و مراكز التصنيف العالمي المختص بدراسة دول العالم. فلا ارقام حقيقية عن صادر البترول التشادي و غيرها من الموارد فالمواطن البسيط لا يري الا ديبي و اعوانه يمرحون بمقدرات البلاد و هو يرزح تحت وطأة الحياة الصعبة في غياب تام للخدمات الصحية و التعليمية و البني التحتية . فالشموليات و الدكتاتوريات لا يعبثون في الضوء – فنجدهم كعادتهم جبناء يعشقون الظلام . يتبع.