*نبدأ أولاً بتهنئة شعب مصر العظيم الذي قدم للعالم تجربة سياسية حضارية تستحق الاشادة والمساندة والدعم حتى يستكمل مشواره الذي بدأه بكامل حريته وإرادته الموحدة لبناء مستقبله السياسي سلمياً وديمقراطياً بعيداً عن أجندة الطغاة والغزاة. *هذه التجربة السياسية المصرية تستحق المزيد من التحليل والدراسة وإعادة القراءة والاستفادة من كل ذلك في دفع الحراك السياسي الإيجابي ديمقراطياً، ولكننا في حاجة أكثر في بلادنا خاصة لتعزيز الحريات خاصة حرية التعبير والنشر من أجل استدامة السلام واستكماله خاصة في دارفور ومحاصرة أسباب التوترات والنزاعات على الأخص في مناطق التمازج القبلي مثل أبيي الأكثر حاجة لتعزيز قيم وممارسات التعايش الاجتماعي السلمي بدلاً من استغلالها سياسياً لاشعال نيران الفتن بين مكوناتها القبلية. *نقول هذا بمناسبة الحراك المهني الذي بادرت به شبكة الصحفيين السودانيين التي قامت على اكتاف مجموعة من شباب الصحفيين من مختلف المؤسسات الصحفية لتعزيز الحريات والتضامن المهني مع الصحفيين كما حدث من قبل عندما كانت المادة “30″ من قانون الإجراءات الجنائية تستغل ضد الصحف والصحفيين إلى أن تم الاعتراف بأنه ليس لها علاقة بقضايا النشر. *إن التضامن المهني والأخلاقي في واجب مقدس لا يرتبط بالسياسة إلا بما تفرضه السياسة من مواقف على الصحف والصحفيين، وهو واجب لا يفرق بين صحفي وصحفي بحكم عمله في مؤسسة ما أو انتمائه السياسي لاقتناعنا بأن من حق كل الصحفيين الذين يرتبط عملهم بالهم القومي العام أن يكون لهم رأيهم السياسي دون أن يؤثر ذلك على أدائهم المهني أو تضامنهم الأخلاقي. *كما دافعنا عن أخوتنا من الصحفيين في “رأي الشعب” بغض النظر عن موقفنا السياسي من حزب المؤتمر الشعبي فاننا ندافع عن أخوتنا من الصحفيين في “الميدان” بغض النظر عن موقفنا من الحزب الشيوعي السوداني لذلك فاننا نجدد دعوتنا للافراج عن المعتقلين والمسجونين من الصحفيين والسياسيين والسعي نحو حوار وطني قومي جاد وصادق وشفاف لمعالجات الاختلالات السياسية والاقتصادية والاتفاق على تعديل الدستور بالبناء على الإيجابي منه واستكمال نواقصه وتشكيل حكومة القاعدة العريضة بما يضمن وضع الترتيبات الضرورية للانتقال السلمي للسلطة ديمقراطياً مستصحبين درس انفصال الجنوب الذي لا يمكن إغفاله وإغفال أبنائه السودانيين بل لابد من ترك النفاج السياسي والاقتصادي والأمني قائماً بيننا وبينهم لصالح أبناء السودان كافة. نور الدين مدني