*تزداد الحاجة إلى التضامن المهني وسط الصحفيين والإعلاميين الذين يواجهون التحديات والمصاعب والمخاطر وهم يؤدون واجبهم الأخلاقي والمهني في سبيل توصيل المعلومات والحقائق للمواطنين بهدف توعيتهم وتبصيرهم بما يجري والمساهمة الإيجابية في مجريات الأحداث من حولهم محلياً وإقليمياً ودولياً. *نقول هذا بمناسبة الوقفة التضامنية المهنية التي وقفها الصحفيون والإعلاميون السودانيون بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية مع أسرة قناة الجزيرة وأسرة شهيد الإعلام علي حسن الجابر الذي اغتيل أثناء تأدية واجبه الأخلاقي والمهني في ليبيا، ليس فقط من أجل التضامن الأخلاقي والمهني وإنما من أجل حماية حقوق الصحفيين والإعلاميين في التعبير والنشر بل حمايتهم من كل صنوف العدوان ومحاولات التكميم والتعتيم والقهر بمختلف السبل والوسائل. *لذلك تنادى الصحفيون والإعلاميون نهار أمس الأول إلى قاعة الاجتماعات بمركز الإنتاج الإعلامي للتعبير عن هذه المعاني والمبادئ الأخلاقية والمهنية وبعدها توجهوا إلى مقر مكتب الجزيرة بالخرطوم، ليؤكدوا وقوفهم التضامني معهم وليقدموا تعازيهم لأسرة الجزيرة بالخرطوم ولأسرة الشهيد الجابر. *لذلك أيضاً كانت بيانات اتحاد الصحفيين وشبكة الصحفيين السودانيين ومنظمة العون المدني جميعاً معبرة عن ذات الموقف التضامني المهني مع قناة الجزيرة التي يشهد لها الوسط الصحفي والإعلامي أنها ولدت بأسنانها، وأنها سباقة في التغطيات الميدانية، وأنها تحملت في سبيل أداء رسالتها المهنية تضحيات مشهودة ومعروفة. *صحيح أن قناة الجزيرة لم تسلم من النقد، وهذا أمر طبيعي ومتاح ولا توجد مؤسسة صحفية أو إعلامية بعيدة عن النقد خاصة وأن دائرة العمل الصحفي والإعلامي تتداخل بصورة مباشرة مع دائرة العمل السياسي والتنفيذي، ولكن يشهد العالم أجمع أن قناة الجزيرة وضعت أقدامها بجدارة في ساحة العمل الإعلامي الإقليمي والعالمي. *لذلك فإننا أحرص على التمييز بين العمل الصحفي والإعلامي المهني والعمل الصحفي والإعلامي المسيس مع كامل احترامنا وتقديرنا للصحفيين والإعلاميين الذين يلتزمون بخط سياسي يعملون تحت مظلته، ولكننا ننبه باستمرار إلى حقيقة إن الخبر مقدس والرأي حر ولا ينبغي تلوين الخبر وتجييره لصالح الخط السياسي فهذا يقدح في مصداقية الصحفي والإعلامي ويؤثر سلباً في مهنيته. *ونحن إذ نؤكد تضامننا ومساندتنا لأسرة قناة الجزيرة، ونقدم تعازينا الحارة لها ولأسرة الشهيد الجابر نطالب بتعزيز حرية التعبير والنشر في بلادنا وفي كل بلاد العالم ونرفض كل صنوف استهداف الصحفيين والإعلاميين وهم يمارسون واجبهم الصحفي والإعلامي كما حدث في ميدان أبو جنزير الأربعاء الماضي، ونطالب بحماية الصحفيين والإعلاميين أثناء تأدية عملهم. *مع تأكيد رفضنا وإدانتنا لعملية اغتيال شهيد الإعلام علي حسن الجابر نطالب المنظمات الدولية والإقليمية خاصة اتحاد الصحفيين العرب بإجراء تحقيق عاجل في حادثة اغتيال الجابر وتفعيل دورهم التضامني من أجل حماية سلامة وحقوق الصحفيين والإعلاميين من كل أنواع الاستهداف الجسماني والمعنوي.