اسمحوا لي أن أنقل اليكم مأساتي : أنا مواطن سوداني بسيط عشت في غربة عن الوطن لمدة أربعة وعشرين عاماً في دولة قطر الشقيقة والتي وفرت لي الامن والعيش الرغد ولم أعرف الخوف او المسغبة طوال إقامتي هنالك … ثم عدت لوطني الحبيب الذي يسكن في وجداني ويجري مجرى الدم في عروقي ، وذلك لتربية الأبناء وتعليمهم . عدت لمدينة الأبيض والتحق ابني الشهيد (معتصم) للدراسة بجامعة الجزيرة كلية الهندسة بود مدني.وبعد إقامتي وأسرتي لمدة أربع سنوات جاءت الفاجعة ؛ ففي يوم 13/1/2008م، اغتالته مجموعة من المهووسين من طلاب المؤتمر الوطني ، حيث أحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم وظلوا يضربونه من كل اتجاه ثم جاء أحدهم ومن الخلف وسدد له طعنه قاتله عمقها 10 سم حسب تقرير الطبي … ولم يكتفوا بذلك بل منعوا كل من حاول إسعافه حيث ظل غارقاً في دمائه … لقد ارتكبوا جريمتهم وهم يتدثرون بالدين ظانين أن الشهيد عدو له لانتسابه لتنظيم الجبهة الديمقراطية وماعلموا بأنه يحفظ 23 جزءاً من القران وقد اعتمر بيت الله الحرام خمسه مرات ؛ وصلى بزملائه صلاة الظهر قبل إستشهاده بربع ساعة ..