موازنة 2014 ....بنود الافقار تتحدث عن نفسها ليس من وصف أبلغ لموازنة 2014 غير أنها صممت لإفقار الناس وتجويعهم. والدلائل على ذلك كثيرة ليس أولها حجم الضرائب الباهظة في ثناياها، ولا آخرها النية السيئة المبيتة لرفع الأسعار بحجة إزالة الدعم. وبينما يعتمد النظام أكثر من (15) مليار جنيه للقطاعين العسكري والسيادي في الموازنة ، بخلاف الصرف عليهما من خارج الميزانية فإن الصحة والتعليم لا يحصلان إلا على 1.5 مليار جنيه، بينما نصيب جهاز الأمن وحده (2.2) مليار جنيه. هيكل الإنفاق العام إذن يعكس أولويات الحكومة الحربية والأمنية، فمن أجل ضمان بقائها واستمرارها تنتزع سلطة الرأسمالية الطفيلية اللقمة من أفواه الجياع، وترفع أسعار السلع وتقتل الناس بلا رحمة إن خرجوا للتظاهر ضدها . وبينما تشقي الغالبية العظمي من السكان، تستمتع الأقلية برغد العيش وهي تنهب الأموال العامة وتبعثر موارد البلاد علي رغباتها وتطلعاتها. البؤس الاقتصادي الذي يعيشه الناس، مرتبط بسياسات النظام في كل منحى، وبنهم الطفيلية وبرنامجها الرامي لتحطيم القطاعات الإنتاجية، وتشريد العمال والموظفين ودوننا ما يجري من تدمير للقطاع العام باسم الخصخصة . إن الخروج من هذا الواقع المتردي يستلزم توحد الصفوف واستنهاض الهمم من أجل اقتلاع هذا النظام من جذوره، واسترداد المال المنهوب عندها ينفتح الباب للعيش الكريم والتنمية المنشودة.