بيان هام إلي جماهير الشعب السوداني إن الخطاب البائس شكلا ومضمونا الذي انتظره البعض باعتباره مفاجأة والذي اعتمد فيه رئيس حزب المؤتمر الوطني لغة استهدفت التستر علي فقر المضمون مع اصرار واضح بعدم الاعتراف بالأزمة ومسبباتها ووسائل تجاوزها . خلاصة الخطاب ، هو أن النظام قد بلغ مرحلة متدنية من الإفلاس ، ولم يعد يملك ما يقدمه خاصة فيما يتعلق بإيجاد معالجات عاجلة لقضايا الأزمة الوطنية الشاملة التي هي بالأصل نتيجة سياسات النظام نفسه . إن الحقيقة التي ظلت تؤكد نفسها من خطاب إلي آخر ، هو وجود فجوة هائلة بين القول والعمل إذ جاء خطاب البشير ليؤكد ذلك من جديد في المحاور الأربعة التي تناولها أ- تناول الخطاب الدعوة للسلام بينما يخطط النظام ويمضي قدماً نحو الحرب والحل العسكري ب- دعا البشير التنظيمات السياسية للمشاركة في الحل السياسي بينما يمارس نظامه الإقصاء والقمع ويتشبث بالإنفراد بالسلطة والاستئثار بالثروة . ج- تناول الخطاب قضية الهوية التي لم تكن ضمن أجندة الأزمة الوطنية سابقاً ، سياسات النظام هي التي أدت لتعميق أزمة الهوية والإنتماء الوطني . د- تناول الخطاب قضية الأزمة الاقتصادية والفقر بينما النظام يتبني سياسات تزيد من إفقار المواطنين ، باسم الرفاه والتنمية وزيادة الإنتاج ، مع استشراء الفساد غير المسبوق لقد تجاهل الخطاب المطالب الشعبية الواضحة ، المتصلة بالإصلاح الشامل في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها والتي تتطلب من النظام الاستجابة الفورية لها بقرارات واضحة بدلاً من الالتفاف حولها باسم الحوار . إن قوي الاجماع الوطني إذ تؤكد من جديد حرصها علي مبدأ الحوار باعتباره أحد أهم الوسائل لتجاوز الأزمة الوطنية ، فإننا ندعو للحوار المنتج والذي يتأسس علي جملة واجبات محددة لتهيئة المناخ ، علي أن يتخذ رئيس الجمهورية قرارات واضحة قبل الدعوة للحوار ، تبدأ القرارات بإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات واطلاق سراح المعتقلين والمحكومين والأسري ، والتحقيق في قتلي انتفاضة سبتمبر الماضي وقبل هذا وذاك لابد من وقف الحرب والشروع الفوري في مفاوضات شاملة غير مشروطة لإنهاء الاقتتال في مناطق النزاعات ومعالجة التداعيات الخطيرة علي الاوضاع الانسانية الناتجة عن الحرب ، ومن المهم أن يعلن النظام وبوضوح موافقته علي إنشاء وضع انتقالي كامل يجسد الاجماع الوطني لشعبنا ويشكل خطوة متقدمة نحو الاصلاح السياسي والدستوري . دون التزام النظام بهذه الاشتراطات المنطقية لن تكون هنالك أي فرصة للحوار ، عليه وبالضرورة لا يمكن الحديث عن وثبة إلي الأمام . إن الإحباط الذي أصاب قطاعات واسعة من الشعب ، بجانب خيبة الأمل الناتجة عن انكشاف زيف المفاجأة التي سوقتها وروجت لها أبواق النظام ، مع اصرار الحزب الحاكم التمسك برفضه قيام وضع انتقالي كامل ، كل هذه المؤشرات تؤكد أن طريق التغيير الحقيقي يمر عبر إسقاط النظام ، وإنه لا تغيير ولا إصلاح يمكن في ظل إمساك النظام علي رقاب العباد والبلاد . إن علي جماهير الشعب السوداني بكافة قطاعاتها ( الشباب- الطلاب- المرأة – النقابات .. إلخ) أن تلتف حول برنامج البديل الديمقراطي وأن توحد صفوفها في اطار تحالف قوي الاجماع الوطني من أجل إحداث التغيير المنشود الذي يحقق تطلعات شعبنا المشروعة ، ويقطع الطريق أمام البدائل الزائفة التي ترعاها وتخطط لها بعض الأطراف الأجنبية التي تعمل علي الحفاظ علي النظام وتدجينه واستيعاب البعض في العملية السياسية التي بدأت خطواتها العملية بخطاب البشير والتي قطعا سوف تليها إجراءات تفصيلية وعملية في ذات الإتجاه . عاشت وحدة نضال قوي الاجماع الوطني ، والخزي والعار لنظام الفقر والجوع والارهاب والتحية لشهدائنا الأبرار وعهداً إن دماء الشهداء لن تذهب هدراً تحالف قوي الاجماع الوطني